دفاعا عن الدارجة المغربية : بقلم المحلل السياسي ذ الحسن ساعو

دفاعا عن الدارجة المغربية : بقلم المحلل السياسي ذ الحسن ساعو

دفـــاعا عن الدارجــــة المغربيـــــة

بقلم : المحلل السياسي ذ الحسن ساعو

عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والإشتراكية

أثارت قطعة بالدارجة المغربية نشرت بكتاب موجه للتلاميذ ضجة إعلامية كبيرة، واعتبرها البعض كارثة عظمى، وفضيحة كبرى.بعض هذه الأقلام اعتبرت أن إدراج وزارة التربية الوطنية بعض أناشيد الموروث الثقافي الشعبي بالدارجة المغربية حفظها أطفالنا الصغار عن أمهاتهم في العديد من المناطق ببلادنا منذ الصبى، ضمن مقررات الأقسام الإبتدائية الأولى، خرق  سافر للدستور المغربي.

إن الدارجة المغربية بإعتبارها إرث حضاري لجميع المغاربة، هي خليط من اللغات يتداولها الشعب في حياته اليومية، ففي الوقت الذي كان فيه المغاربة لا يتكلمون سوى الأمازيغية، تم إغناء لغتهم الأصلية بالعربية بعد دخول العرب إلى هذه الأرض الطيبة؛ ثم بعد ذلك اللغتين الفرنسية والاسبانية اللتين تم اعتمادهما ببلادنا من طرف سلطات الحماية الفرنسية بالداخل، والإحتلال الإسباني بالشمال.

وهكذا أصبحت الدارجة المغربية هي لغة التفاهم في الحياة الإقتصادية والإجتماعية، وهي أيضا اللغة التي تفهمها فئات عريضة من المغاربة والأجانب المقيمين ببلادنا، بل هناك بعثات أجنبية حرصت على تدريس الدارجة للشباب الذين يتوافدون على المغرب من أجل تعلمها، وهي بوابة لفهم ودراسة أنماط العيش وفهم ثقافة الشعب المغربي.

وتعتبر الدارجة المغربية واللغة الأمازيغية هي المتداولة في العديد من المدن والقرى، حيث لا يجرئ أحد التحدث باللغة العربية لأنه سيكون معرضا للسخرية في مجلسه، إذ بواسطتها نتواصل وبها نتخاطب، وتبقى اللغة العربية الفصحى لغة المحاضرات النخبوية واللقاءات الرسمية ليس إلا، بل حتى اجتماعات الحكومة والأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، والجمعيات المدنية والمنظمات الحقوقية، ومختلف اللقاءات والمهرجانات الخطابية تتم بالدارجة المغربية.

إن سياسة التعريب التي أطلقتها الحكومة بعد الاستقلال انطلاقا من خلفيات ايديلوجية أبانت عن فشلها؛ وبالتالي فإن تقديس اللغة لا يمكنه إلا أن يعتقل الفكر، ويسيج العقل، ويخلق ثقافة شوفينية لا تخدم الثقافة المغربية الغنية بتنوعها وتعددها، وعتبر الدارجة رافدا من روافدها، فكيف لدعاة محاربة الدارجة أن يحاربوا زخم من أناشيد الأطفال ولعبهم بالدارجة، ويدمرون العديد من قصائد الملحون، وفنون العيطة وكناوة كلها تغنى بالدارجة المغربية.

1 – أليس من حق الأطفال معرفة تراثهم الحضاري المتجدر، وموروثهم الثقافي العريق، وتقاليد اللعب والترفيه والغناء الجماعي الممزوج بالأهازيج والتقاليد الشعبية، سواء أكانت يالدارجة المغربية أو الأمازيغية ؟

2 – ولماذا أخرس هؤلاء عن غياب الثقافة الأمازيغية بمقررات وزارة التربية الوطنية ؟ إِنْ هُمْ فعلا يدافعون عن الدستور المغربي الذي يعتبر الأمازيغية لغة رسمية؛ دون إصدار قوانين ومراسيم لترسيمها.

إن ترجمة نصوص من الأناشيد وأقوال وحكم من الدارجة والأمازيغية بالمقررات المدرسية مبادرة شجاعة يحق لنا أن نعتز بها حتى لا نخلق جيلا جاهلا لتراثه وثقافته، وهي خطوة أُولى لترجمة كل تقاليد شعبنا بمختلف اللغات، من أجل تمكين الآخر من الإطلاع على موروثنا الثقافي والحضاري.


تعليق واحد

أضف تعليقا ←

  1. بما ان الاستاذ الحسن ساعوا يدافع في مقاله عن الدارجة كنت اتمنى ان يكتب بنفس اللغة التي يدافع عنها حتى لا يبقى مقالا نخبويا مع العلم اني اختلف مع جل الطروحات و اقول يجب على اطفالنا ان يدرسو اللغة الانجليزية او الفرنسية لانها اللغات التي تدرس بها العلوم الحقة و الانسانية فيما يتعلق بمسألة الهوية و الدين و ما الى ذلك فهناك مؤسسات قادرة على التكفل بذلك الاسرة نموذج

اترك تعليقاً