حملة تحسيسية حول موضوع : المخدرات والإدمان والأمراض المنقولة جنسيا : الدمار الذي يهدد حياة المتمدرسين

حملة تحسيسية حول موضوع : المخدرات والإدمان والأمراض المنقولة جنسيا : الدمار الذي يهدد حياة المتمدرسين

الوقاية خير من العلاج هكذ قالها الأولون وتبنتها وزارة الصحة، لكن مع كامل الأسف لم يبال بدلالاتها وأبعادها العديد من اليافعين والشباب المتمدرسين بمختلف المؤسسات التعليمية، العمومية منها والخاصة، بعيدا عن أية رقابة شديدة من طرف إدارات هاته المؤسسات التربوية، وكأن الأمر لا يعنيها في شيء.

  • إذاً لماذا يا ترى هذا التجاهل الغير مبرر في التعاطي الإيجابي مع هاته الآفة الخطيرة التي أصبحت تهدد وجوديا حياة المتمدرسين بالثانويات الإعدادية والتأهيلية، وكذا مراكز التكوين المهني والمعاهد الخاصة، بل وحتى طلبة الكليات والمعاهد العليا؟
  • أي دور للمجتمع المدني في التصدي لظاهرة استهلاك المخدرات بالمؤسسات التعليمية ؟
  • ثم إلى أي حد لم تتمكن وزارة الصحة في ترسيخ ثقافة صحية سليمة متقدمة في وجدان العديد من الأوساط الإجتماعية، مستوحاة مرتكزاتها من قاعدة : “الوقاية خير من العلاج” ؟

أسئلة ضمن أخرى قد لا يتسع المجال لسردها، آملين في أن يتحمل الجميع كل من موقعه، مسؤولية تحصين فلذات أكبادنا من الإرتماء في أحضان التدخين واستهلاك المخدرات والإدمان الجنوني عليها.

جمعية شعلة الأمل للتنمية الإجتماعية بفاس برئاسة الفاعلة الجمعوية الأستاذة شرفة بنعياد وبمعية أعضاء مكتبها، وإيمانا منها بنجاعة الحملات الطبية التحسيسية في نشر ثقافة صحية سليمة، وترسيخا من جانبها للمقاربة التشاركية مع مندوبية وزارة الصحة بفاس في بعدها التحسيسي والإشعاعي، نظمت صباح يومه الإثنين 06 مارس 2017 بتعاون مع فضاء الصحة للشباب الكائن بالمركز الصحي أكدال، حملة تحسيسية حول تأثير استهلاك المخدرات بشكل عام على صحة المتمدرسين الجسدية والنفسية، وتركيزهم داخل القسم، وارتمائهم في أحضان الجريمة كلما بلغوا درجات الإدمان المفرطة.

وهو الموضوع الذي تناولته بالدرس والتحليل الدكتورة سومية بن سباهو المشرفة العامة على فضاء الصحة للشباب، بالنظر إلى تجربتها المحترمة في تأطير مثل هاته الحملات التحسيسية، حيث استطاعت في ظرف وجيز خلق أجواء التواصل البناء والإصغاء الجاد لدى بعض تلامذة الثانوية الإعدادية والتأهيلية، وبعض طلبة معهد التكنولوجيا التطبيقية بفاس، وكذا بعض الطالبات الجامعيات، الذين استفاذوا من عروض هاته الحملة التحسيسية.

 الدكتورة سومية بن ساهو  استعرضت كذلك معاناة بعض الأسر المغربية مع مضاعفات إدمان أبنائها على استهلاك المخدرات، والتي وبالرغم من إخضاعهم إلى حصص العلاج من الإدمان بالمراكز الخاصة، تكررت لديهم حالات العود المهولة، وذلك مرده إلى محيطهم الخارجي الذي يؤثثه أصدقاء السوء الذين يستغلون ضعف إرادتهم عن الإقلاع عن التعاطي للمخدرات، لتستمر معاناة هاته الأسر وتتوالى الأحداث المؤلمة، وتتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، عند إرتماء الأبناء المدمنين في أحضان الجريمة بكل أشكالها، أو بلوغهم درجات الإكتئاب واليأس التي تفضي بهم في غالب الأحيان إلى الإقدام على الإنتحار.

 الخبيرة الدولية في الصحة الجنسية والإنجابية الممرضة الرئيسية السيدة دنيا صنيهجي، بدورها ساهمت في تأطير هاته الحملة التحسيسية، من خلال تسليطها الضوء على دور التوعية العلمية المركزة، والتحسيس المعقلن بأخطار الأمراض المنقولة جنسيا ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع، وأهميتهما في ترسيخ ثقافة جنسية سليمة ومعقلنة، كفيلة بحماية اليافعين والمراهقين ذكورا وإناثا من جميع أعراض هاته الأمراض الفتاكة، حيث استطاعت بفضل خبرتها المجالية تلقينهم أبجديات الثقافة الجنسية السليمة.

أما السيدة شرفة بنعياد رئيسة جمعية شعلة الأمل للتنمية الإجتماعية والتضامن، فقد تمحورت مداخلتها على إستحضار معاناة الأحداث القابعين بالمراكز الإصلاحية مع ويلات السجن وسلب الحرية، بعد إقدامهم على اقتراف تحت تأثير المخدرات العديد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، بلغت في بعض الأحيان إلى حد ارتكاب جرائم القتل في حق رفاقهم أو أصولهم وذويهم.

ومن أجل وضعكم في الصورة من أجواء هاته الحملة التحسيسية في مجال المخدرات والإدمان، والأمراض المنقولة جنسيا، نحيلكم على الربورطاج الموثق في هذا الشريط الفيديو :


اترك تعليقاً