من يتحمل مسؤولية تسهيل عملية ولوج القاصرات إلى عالمي الإنحراف و الإجرام من بابهما الواسع ؟

من يتحمل مسؤولية تسهيل عملية ولوج القاصرات إلى عالمي الإنحراف و الإجرام من بابهما الواسع ؟

من يتحمل مسؤولية تسهيل عملية ولوج القاصرات إلى عالم الإنحراف و الإجرام من بابهما الواسع ؟

علوي-مذغري-250x215

محمــد علــــــوي مذغــــــري

من خلال قراءة متأنية لحصيلة التدخلات الأمنية الإستباقية التي نفذتها بنجاح عناصر الشرطة تحت إشراف ولاية أمن فاس ومناطقها الأربعة بمختلف شوارع مدينة فاس الفسيحة وأزقتها المتشعبة ودروبها الضيقة منذ أواخر شهر يوليوز  2016، والتي تميزت أساسا بتوقيف المئات من المشتبه فيهم بإرتكاب أفعال إجرامية يعاقب عليها القانون من قبيل تكوين عصابات إجرامية متخصصة في إعتراض سبيل المارة وسلب ما بحوزتهم من هواتف نقالة ونقوذ وحلي وأمتعة شخصية تحت التهديد والضرب والجرح بالسلاح الأبيض بمختلف الأحجام والأشكال، والفساد والسكر البين، واستعمال ناقلات ذات محرك “سيارات ودراجات نارية” والإستعانة بها لإقتراف جرائمهم، أثار إنتباهنا توقيف العشرات من القاصرات خلال هاته الحملات التمشيطية اللواتي ولجن إلى عالمي الإنحراف والإجرام من بابهما الواسع، وهما آفتين اجتماعيتين خطيرتين، مما يستوجب مع تفشيهما المهول، استنهاض الجهات المسؤولة من خلال التنسيق المحكم والتعاون المشترك البناء من أجل التصدي بحزم لهاتين الظاهرتين الدخيلتين على مجتمعنا الإسلامي المحافظ، واللتين باثتا تهددان بشكل مفضوح التماسك الأسري والسلم الإجتماعي والإستقرار الأمني الذي تسعى ولاية امن فاس جاهدة إلى ترسيخه بالعاصمة العلمية للملكة.

فرقة الدراجينلقد أكدت بعض الدراسات الميدانية والتقارير العلمية، أن عملية ولوج القاصرات إلى عالمي الإنحراف والإجرام لم تكن وليدة اللحظة أو بمحض الصدفة، بل تحكمت في تجسيدها عدة عوامل إجتماعية منها : ” الهشاشة والفقر، والأمية والجهل، والتفكك الأسري، والإرتفاع المهول لمعدلات البطالة، ناهيك عن التفسخ الأخلاقي الذي يتصدر فقرات وبرامج العديد من القنوات الفضائية …”، وأخرى تربوية وجمعوية منها : ” الهدر المدرسي، وضعف البنيات التحتية، وغياب الجمعيات المهتمة بتحسيس وتأطير وصون القاصرات وتحصينهن من جميع أشكال الإنحراف والإجرام ومقدماتهما”.

وهاته الأسباب والتجليات والتداعيات وغيرها ، القسط الكبير منها تتحمله القطاعات الحكومية المعنية، والسلطات المحلية والمجالس المنتخبة في مجال المبالغة في منح رخص الإستغلال وبالموازات معها البطئ في زجر المخالفات، بالإضافة إلى التقصير الملموس من طرف النسيج الجمعوي الذي يتلقى الدعم الحكومي والجماعي ولا يضطلع بمسؤولياته الجسام بما في ذلك التأطيرية والتحسيسية وتأمين عمليات التتبع والمواكبة.

Perfecture de Police FESوفي انتظار إنقاذ ما يمكن إنقاذه، يبقى الأمل معقودا على التحركات الإستباقية لعناصر الشرطة بولاية أمن فاس بجميع مناطقها الأربعة، والتي أكدت نجاعتها القوية في استتباب الأمن وتوقيف الجناة، الحصيلة الأمنية الأخيرة الشيء الذي خلف ارتياحا عميقا في نفوس الساكنة وفعاليات المجتمع المدني، وذلك في أفق شن المداهمات المباغثة لبعض مقاهي الشيشة والعلب الليلة والمسائية، التي تستقطب يوميا عددا كبيرا من القاصرات، على اعتبار أنها توفر لهن فضاءاتها للرقص والمجون والتعاطي الإضطراري للشيشة “وحميع هاته الممارسات والسلوكات يمكن إدراجها في إطار التغرير بقاصر وتهييء الظروف المواتية لاستغلالها جنسيا من طرف الذئاب البشرية والوحوش الآدمية والعناصر الإجرامية التي قد تطور قدراتها في مجال الإجرام على وجه الخصوص”.

عبد الإله السعيد والي أمن فاسهاته الممارسات المشبوهة التي ترسخ التفسخ الخلقي في صفوف هاته الشريحة العريضة من القاصرات، قد تعتبر مقدمة اضطرارية لولوجهن إلى عالمي الإنحراف والإجرام من بابه الواسع، حيث تم تسجيل خلال السنوات الأخيرة الإرتفاع  المهمول لعدد بائعات الهوى ببعض الساحات العمومية والمساحات الخضراء، كما ارتفع عدد المشتبه فيهن في اقتراف السرقات واعتراض سبيل المارة والمشاركة ضمن عصابات اجرامية خطيرة تم تفكيكها مؤخرا بفضل التحرك الفعال واليقظة المستمرة لعناصر الشرطة تحت اشراف السيد عبد الإله السعيد والي أمن فاس.

 


اترك تعليقاً