حفل افتتاح الدورة 10 لمهرجان فاس الثقافة الصوفية : زنيبر والي جهة فاس مكناس يخلق الحدث الثقافي البارز

حفل افتتاح الدورة 10 لمهرجان فاس الثقافة الصوفية : زنيبر والي جهة فاس مكناس يخلق الحدث الثقافي البارز

 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، احتضنت المدرسة البوعنانية [المَعْلَمَةُ التاريخية العريقة] بمدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة، زوال أمس السبت 14 أكتوبر 2017  فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي أبدعت في تنظيمه جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية التي تهدف إلى إظهار غنى التراث الروحي والثقافي للتصوف بمدينة فاس والمغرب وعبر العالم.

بشراكة استراتيجية مع جمعية فاس سايس الرائدة محليا وجهويا ووطنيا وقاريا في مجال إبراز البعد الروحي الأكاديمي، أحد مقومات ثقافة التسامح والتساكن والتعايش بين الشعوب عبر العالم، وهي منظمة غير حكومية تحمل صفة الإستشارية في المجلس الإقتصادي والمجلس الإجتماعي التابع للأمم المتحدة، وهي في نفس الوقت عضو في المنظمة العالمية لرسل السلام. 

تحـــت شــــــعار :

التصوف في لقاء حِكَم العالم

طريق التصوف من المغرب إلى الهند

 السيد السعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس، وإيمانا منه بالدور الإستراتيجي الذي يجسده مهرجان فاس للثقافة الصوفية في مجال ترسيخ الدبلوماسية الموازية في بعدها الروحي الأكاديمي، أبى إلا أن يترأس شخصيا حفل إفتتاح هاته التظاهرة الثقافية الصوفية الخلاقة الكبرى، حيث أضفى هذا الحضور صبغة الدعم اللوجيستيكي لمثل هكذا مبادرات خلاقة تروم إلى رد الإعتبار لمدينة فاس عاصمة حوار الثقافات والحضارات وتسامح الأديان وتعايش الأقليات.

 تميزت هذا العرس الثقافي الصوفي الأجواء، بإلقاء العديد من الكلمات الراقية، إستهلها السيد فوزي الصقلي رئيس المهرجان بكلمته الترحيبية بضيوفه المهرجان الشرفيين، وجمهوره العريض من عشاقه المواظبين على حضور ندواته الفكرية المتقدمة، وسهراته الفنية الروحية الراقية، حيث تقدم من خلالها بعبارات الشكر والتقدير والإمتنان، المشفوعة بفروض الطاعة والإخلاص والولاء إلى السدة العالية بالله، أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، باني صرح الأمة المغربية المجيدة، وراعي أمنها واستقرارها، ونهضتها وعزتها وتنميتها المجالية المستدامة.

السيد فوزي الصقلي رئيس المهرجان، استحضر كذلك وبمداد الفخر والإعتزاز فقرات من الرسالة الملكية السامية التي بعثها جلالته حفظه الله ورعاه إلى المشاركين في اللقاء الأول من [لقاءات سيدي شيكر العالمية للمنتسبين إلى التصوف].

وفي أفق تقريبكم من الأجواء الروحانية التي سادت داخل فضاء المدرسة البوعنانية بفاس المدينة، خلال حفل الإفتتاح، نضع رهن إشارتكم الشريط فيديو التالي، الذي يوثقها بالصوت والصورة : 

جميع الكلمات التي تناوب على إلقائها خلال هذا الإفتتاح كل من السادة : فوزي الصقلي رئيس المهرجان والرئيس المؤسس لجمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، والوزير السابق مولاي إدريس العلوي المذغري الرئيس التنفيذي لجمعية فاس سايس الشريك الإستراتيجي في تنظيم هذا المهرجان، بالإضافة إلى السيدة كورثني إيروين الخبيرة الأكاديمية المرموقة في مجال التصوف [أمريكية الأصل تتقن اللغة العربية الفصحى].

هاته الكلمات أبرزت في مجملها غنى التراث الروحي والثقافي للتصوف بالمغرب وعبر بقاع العالم، ودوره المحوري في ترسيخ قيم التسامح والتساكن والتعايش بين الأديان السماوية الثلاث، عقيدة وسلوكا ومنهاجا، مع التذكير بضرورة وإلزامية تبني حوار الثقافات وتقارب الحضارات، وتعايش الأقليات الدينية والعرقية والإثنية، في مجتمعات متحضرة مسالمة تنتصر فيها القيم النبيلة والمقومات الروحية والأخلاق الفاضلة، على مظاهر العنف وأشكال التطرف والتعصب، والإرهاب الفكري.

جمهور غفير من الأكاديميين والمفكرين المغاربة والأجانب، “نساء ورجال الدين والتصوف عبر القارات الخمس”، وفعاليات المجتمع المدني المغربي المهتم بهذا المجال الروحي الخلاق [مؤسسة لسان الدين إبن الخطيب نموذجا، في شخص رئيسها الأستاذ الدكتور محمد مزين عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وعضوية الأستاذ سعيد بن عمر العمراني مدير المؤسسة].

جسد تلك الإضافة النوعية المنشودة من حيث الحضور الوازن، والإصغاء الراقي والملتزم، لمختلف العروض والمداخلات التي ميزت المائدة المستديرة التي أقيمت على هامش هذا الحفل الإفتتاحي، الذي زاده الحضور المشرف للسيد السعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس، قيمة مجالية كبيرة، وسمعة مهرجانياتية متقدمة بدون منازع، وهو ما جسد الحدث الثقافي البارز للسيد الوالي بمدينة فاس نهاية الأسبوع الذي ودعناه.

جدير بالذكر أن السلطات المحلية بالمنطقة الحضرية فاس المدينة في شخص السيد الباشا لطفي، والملحقة الإدارية البوعنانية في شخص السيد القائد توفيق بامو أمرسال، ساهمت تجربتهما المقتدرة في مجال اللوجيستيك واحتضان هكذا مهرجانات دولية بالمدينة العتيقة، في نجاح الجلسلة الإفتتاحية لهذا المهرجان فاس للثقافة الصوفية في دورته العاشرة.

كما أن المصالح الأمنية بمنطقة فاس المدينة وعناصر الشرطة السياحية، بتعليمات من طرف السيد عبد الإله السعيد والي أمن فاس، استطاعت وبفضل خبرتها المجالية، وانتشارها الجيد في ضمان وتوفير السلامة الأمنية والطمأنينة التي جسدت النجاح المنشود لهاته التظاهرة الثقافية الصوفية الخلاقة بمدينة فاس.


اترك تعليقاً