أصبح من المؤكد أن المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي وشعورا منه بحساسية المرحلة السياسية وطنيا وإقليميا، كان جادا ومُحِقًّا في التوجه إلى تفعيل المصالحة الإتحادية الداخلية، والإنفتاح الحزبي البناء، وفاءً لأرواح زعمائه التاريخيين وشهدائه الأبرار، وإستحضارا لمشروعه الديمقراطي الإجتماعي الحداثي الأكثر واقعية، ورسالته الحزبية الترافعية الخلاقة، من أجل الوطن بكل مكوناته وثوابته، ودفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، وترسيخا لمقومات دولة الحق والقانون والديمقراطية والمؤسسات الدستورية.وهذا ما عبره عنه عن قناعة وأكده بإلحاح، الكاتب الأول للحزب الأستاذ إدريس لشكر خلال عرضه السياسي الذي ألقاه مساء الثلاثاء 29 أكتوبر 2019 بمناسبة إحتفالية الذكرى الستين 60 لتأسيس حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، التي إحتضنها مسرح محمد الخامس بعاصمة الأنوار مدينة الرباط.
هذه الإحتفالية الأسطورية الإتحادية الستينية، تميزت بحضور العديد من الشخصيات الحكومية، والدبلوماسية، والمؤسساتية، والحزبية، والنقابية، والحقوقية، والشبابية والنسائية، والإعلامية، والفنية والجمعوية، غصت بهم جنبات مسرح محمد الخامس وطوابقه الثلاثة وبفضائه الخارجي.
إلى جانب العديد من المناضلات والمناضلين الإتحاديين الذين حجوا بالمئات من مختلف المدن المغربية، كان أبرزهم إتحاديو مدينة فاس قلعة النضال الإتحادي التاريخي العريق، التي أنجبت العديد من الرموز الإتحادية منذ المراحل الأولى من التأسيس، والتي ظلت وفية لمبادئ الحزب وتضحيات وبطولات زعمائه التاريخيين، حيث منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بَدَّلُوا تَبديلا.
ولعل حضورهم في هذا العرس الإتحادي الكبير بالرغم من تقدمهم في السن، أكبر رسالة مفتوحة يقدمونها للأجيال الإتحادية الصاعدة، على اعتبار أن رسالة حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، هي رسالة جيل لجيل.
وفي أفق تجسيد المشاركة الوازنة والتمثيل المشرف في ستينيات حزبهم العتيد، تنقل الإتحاديون بمدينة فاس بأريحية غامرة إلى مدينة الرباط عبر حافلات النقل العمومي والسيارة الخاصة، وكلهم فخر وإعتزاز، وحيوية وإبتهاج، إستجابة لدعوة قيادة الحزب، وتقديرا منهم لمبادرة المصالحة الإتحادية والإنفتاح الحزبي التي أطلقها المكتب السياسي للحزب، ويشرف عليها مسؤولو وأطر الحزب بالإقليم، بتنسيق مع عضو المكتب السياسي للحزب وكاتبه الإقليمي بفاس جواد شفيق، وبمباركة من رموز الحزب وقاماته الوازنة بمدينة فاس، نخص بالذكر منهم :
الأستاذ محمد جوهر، والأستاذ محمد الدباغ، والدكتور محمد الخضوري، والقيدوم محمد أبو مهدي [السي العربي] وآخرون.
وهي المبادرة الجريئة التي تجسدت إرهاصات نجاحها بإمتياز من خلال :
الحضور الكثيف والفعال للمناضلات والمناضلين الإتحاديين بمدينة فاس في هذه الإحتفالية النضالية التي تؤرخ لمرور 60 سنة على تأسيس حزبهم العتيد :حزب المهدي بنبركة، وعبد الرحيم بوعبيد، والفقيه البصري، وعمر بنجلون، وعبد الرحمان اليوسفي، وآخرون من زعمائه التاريخيين والمعاصرين، وهم كثر.
بعض المهتمين بالشأن الحزبي بمدينة فاس أكدوا أن هذه المصالحة الإتحادية التي يحرص على إنجاحها القيادي الإتحادي جواد شفيق، من شأنها رد الإعتبار لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية تنظيميا بهذه المدينة السياسية بإمتياز.كما أن الإنفتاح الحزبي على بعض الطاقات الشابة الواعدة بمدينة فاس والإقليم، المتشبعة بالفكر الإتحادي التحرري، والمتبنية للمشروع الحداثي التقدمي، والمعتزة بالإنتماء لهذا الحزب العتيد، من شأنه كذلك :
تعزيز وتقوية الحضور والإشعاع الإتحادي في المشهد الحزبي والخريطة السياسية خلال الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة [الجماعية منها والبرلمانية].