فــــي إطار إنفتاح مكونات مجلس جهة فاس مكناس على التجارب الرائدة والمقتدرة لمختلف مجالس جهات المملكة.
وإيمانـــا منهن بنجاعة التفعيل الجيد للدبلوماسية الموازية في بعدها التشاوري العلمي والعملي بين مجالس جهات المملكة، الهادفة أساسا إلى الإرتقاء بالقدرات المعرفية والتدبيرية لمختلف المهام المنوطة بالمستشارات الجهويات على صعيد هذه المجالس الترابية الجهوية.
قــــام صباح الخميس الماضي 28 مارس 2019 وفد يمثل مجلس جهة فاس مكناس يتكون من 14 مستشارة جهوية : [ بشرى العبدلاوي معن – بشرى الزين – هدى بركات – فاطمة بوبكر – زينب معافي – رشيدة حاميدي – فاتحة غليب – خديجة الداخلي – فراح شكير – ابتسام الدحماني الإدريسي – حليمة رامي – كريمة قصو – كريمة الداودي – نادية البخاري] بمعية الموظفة بالمجلس لمياء محب.
بزيارة عمل خاصة لمجلس جهة مراكش أسفي، حيث وجدن في استقبالهن بمقر الجهة السيدة ميلودة حازب نائبة رئيس جهة مراكش أسفي رفقة عضوات بمجلس الجهة، ورؤساء وأطر بعض الأقسام والمصالح الإدارية التابعة له.
وبعد كلمتها الترحيبية بعضوات مجلس جهة فاس مكناس، تقدمت السيدة ميلودة حازب نائبة رئيس مجلس جهة مراكش أسفي بعرض مستفيض سلطت من خلاله الضوء على أهم الإتفاقيات الموضوعاتية التي أبرمتها جهة مراكش أسفي خلال الولاية الحالية [المحافظة والرفع من جودة البيئة لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة] نموذجا، إلى جانب العديد من المشاريع التنموية الاستراتيجية المهيكلة لهذه الجهة، سواء التي تم إنجازها بشكل نهائي، أو تلك التي هي في طور الإنجاز على سبيل المثال لا الحصر : [مشروع القطب الفلاحي؛ مشروع سوق ذو منفعة وطنية؛ مشروع المحطة اللوجستيكية].
بدورها وفي أفق تقريب عضوات مجلس جهة مراكش أسفي من الباقة المتجانسة من المشاريع التنموية الكبرى التي تم إنجازها من طرف مجلس جهة فاس مكناس، قدمت الأستاذة ابتسام الدحماني الإدريسي عضوة مجلس الجهة مداخلة شمولية تفصيلة، استحضرت من خلالها وبدقة متناهية أهم الخطوط العريضة للوثيقتين المرجعيتين الإستشرافيتين للجهة : [المخطط الجهوي لإعداد التراب وبرنامج التنمية الجهوية]، بما في ذلك المنطلقات التنموية الإستراتيجية، والتوجهات الماكرو اقتصادية الكبرى للجهة، بالإضافة إلى مختلف المشاريع المستقبلية المجسدة وبالملموس هوية الجهة وتحديات التنزيل التي تروم :
1 – الإرتقاء بالنموذج التنموي المنشود بهذه الجهة.
2 – تثمين ورش الجهوية المتقدمة التي أرسى أسسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي تبنى مضامينها مجلس جهة فاس مكناس بكل مكوناته المنتخبة، وبتنسيق محكم وتعاون بناء مع ولاية الجهة وباقي الشركاء المؤسساتيون، بما في ذلك المصالح الخارجية اللاممركزة والمجتمع المدني الجاد الذي يجسد القوة الإقتراحية الخلاقة.
3 – النهوض بالتنمية المندمجة المتضامنة والمستدامة على صعيد جميع أقاليم الجهة ومختلف المناطق ذات الطابع القروي في إطار التنزيل السليم لمبدأ تكافئ الفرص والعدالة الإجتماعية.
4 – تحسين جاذبية المجال الترابي ومناخ الإستثمار بالجهة، وتقوية تنافسيته الإقتصادية عبر اعتماد أنجع التدابير والإجراءات المشجعة للمقاولات السياحية والصناعية والتجارية المتوسطة والكبرى، التي من شأنها توفير عدد كبير من مناصب الشغل على صعيد الجهة.
5 – تفعيل الديمقراطية التشاركية كخيار دستوري استراتيجي، بالموازاة مع تجسيد الحكامة الجهوية الجيدة، والسعي نحو ترسيخ العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل، التي من شأنها الإسهام وفي حدود الإختصاصات المخولة للجهة، في الإنخفاض المنشود من نسبة الفقر والهشاشة التي تعرفها بعض مناطق الجهة.
الأستاذة ابتسام الدحماني الإدريسي أشادت بذات المناسبة بالمجهودات الجبارة المبذولة من طرف جميع مكونات مجلس جهة فاس مكناس تحت إشراف السيد امحند العنصر رئيس الجهة، كما نوهت كذلك بالمشاركة المتميزة للنساء المستشارات بهذه الجهة اللواتي أكدن حضورهن الوازن، وفعالياتهن الجادة في مجال تحقيق التنمية المجالية بفعلها المستدام، وبعدها الإنساني التضامني، في إحترام تام لمقتضيات القانون التنظيمي 111.14 المتعلق بالجهات.
الإضافة النوعية لهذه المداخلة الشمولية التفصيلة القيمة التي تقدمت بها الأستاذة ابتسام الدحماني الإدريسي، جسدتها مختلف تعقيبات عضوات مجلس جهة فاس مكناس السيدات :
فتيحة غالب عن حزب [الإتحاد الدستوري]، حليمة الرامي وهدى بركات عن [حزب العدالة والتنمية]، وفاطمة بوبكر عن [حزب الاستقلال]، وكريمة داودي عن [حزب الأصالة والمعاصرة]، وبشرى الزين عن [حزب الحركة الشعبية].
وعلى إيقاع الهدية الرمزية التي قدمتها السيدة ميلودة حازب نائبة رئيس جهة مراكش أسفي عربون أخوة وتقدير وعرفان لعضوات مجلس جهة فاس مكناس، تم إلتقاط صور تذكارية مخلدة لهذا الزيارة المثمرة، التي تندرج في إطار حرص عضوات مجلس جهة فاس مكناس على تفعيل الديلوماسية الجهوية في بعدها التشاوري الهادف إلى تبادل الزيارات، والإستفادة من التجارب والخبرات الرائدة التي راكمها مجلس جهة مراكش أسفي في مجال التدبير المعقلن والحكامة الترابية الجيدة، ومختلف مجالس الجهات داخل ربوع المملكة المغربية وخارجها.
اليوم الثاني لهذه الزيارة تميز بالزيارة التفقدية التي قام بها عضوات مجلس جهة فاس مكناس مساء الجمعة 29 مارس 2019 إلى مقر دار المنتخب، حيث تم استقبالهن من طرف مديرها السيد حسن امعيلات، بنوع من الحفاوة المراكشية والترحاب الأسري المتعارف عليه وطنيا ومحليا، حيث قدم السيد امعيلات نبذة تاريخية عن هذه المَعْلَمَة التُّرَابية التي تفتخر بها جهة مراكش أسفي، والتي انطلق إشعاعها التأطيري والتأهيلي منذ شهر أبريل 2011 بمبادرة من وزارة الداخلية وتنسيق مع مجلس جهة مراكش تانسيفت سابقا، حيث وضعت خدماتها الإستشارية والتكوينية والتأطيرية رهن إشارة 211 جماعة ترابية من أصل 222 جماعة تشكل مجموع جماعات هذه الجهة، تفعيلا للمخطط الإستباقي لوزارة الداخلية الرامي إلى التزيل السليم لورش الجهوية المتقدمة.
السيد حسن امعيلات أكد كذلك أن المهام المنوطة بدار المنتخب بمراكش تتجلى أساسا في التكوين المستمر في مجالات التدبير الإداري والمالي والبيئي للمجالس الترابية التابعة لها، والمصاحبة المنتظمة في إعداد مشاريع التنمية المجالية، وإعداد مخططات للتواصل الترابي، ودعم التعاون اللامركزي الدولي، والتعاون المشترك بين الجماعات، والمرافقة المعقلنة خلال مراحل إعداد الدراسات الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع التنمية المحلية، بالإضافة إلى مهام أخرى تروم تكوين وتأهيل المنتخبين المحليين والجهويين، والإرتقاء بالمؤهلات الإدارية والوظيفية للموارد البشرية التابعة لهذه الجماعات الترابية بالجهة.