تداولت بعض مواقع التواصل الإجتماعي بيانا للرأي العام يحمل عنوان :
حان الوقت لإسماع صوت قبائل جبالة
يجدد من خلاله أحفاد القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، رفضهم الصارم لمنطق الوصاية والحجر الذي يريد أحد التيارات الاستئصالية الراديكالية الذي يتزعم الحراك الشعبي بمنطقة الحسيمة فرضه عليهم، ” وهذا الوصف تضمنته إحدى فقرات هذا البيان ” الذي ننشره كاملا نقلا عن إحدى مواقع التواصل الإجتماعي.
نحن أبناء قبائل بلاد جبالة الصامدة، التي تغطي مساحات شاسعة من شمال المملكة المغربية، (تشمل أقاليم و عمالات : طنجة – أصيلة، الفحص – أنجرة، المضيق الفنيدق، تطوان، العرائش، شفشاون، وزان، وأجزاء واسعة من أقاليم : الحسيمة، تاونات، جرسيف والقنيطرة)، نتابع بكثير من الألم والغضب الدعوات الصادرة عن تيار استئصالي عرقي مقيت يريد الوقيعة بيننا وبين إخواننا الأمازيغ، الذين يجمعنا معهم وحدة الدين و التاريخ والجغرافية، عبر الزج بنا في مشروع انفصالي، من خلال ما يسمى ب “جمهورية الريف الكبير”، واضعين كل بلاد جبالة ضمن خريطة “جمهورية الوهم”.
إن أبناء قبائل بلاد جبالة، التي ظلت على امتداد قرون من تاريخ هذا الوطن الأبي صمام أمان وحدته، وأمنه واستقراره، وأمام هذا الاستفزاز المهين لمشاعرنا وهويتنا وتاريخنا، الذي سطرناه بمداد من ذهب، بما حققناه من بطولات خالدة، كنا فيها دائما نتصدر جبهة الجهاد ضد الغزاة، ولعل معركة وادي المخازن المجيدة ستظل رمزا لصمود أسلافنا الأبطال، وعلى أيديهم تم دحر الغزو البرتغالي الغادر، وأمام إصرار هذا التيار الراديكالي على مصادرة صوتنا، والسطو على إرادتنا، وانطلاقا مِن مسؤوليتنا التاريخية، نعلن للرأي العام ما يلي :
• رفضنا الصارم لمنطق الوصاية والحجر الذي يريد فرضه علينا هذا التيار الاستئصالي، وتنديدنا الشديد بهاته الإهانة لرموزنا التاريخية والنضالية والروحية، ولأجدادنا الأشاوس الذين عاهدوا وساندوا المجاهد موحند بن عبد الكريم الخطابي لمحاربة الاستعمارين الإسباني والفرنسي الغاشمين، ونحذر هذا التيار الانفصالي الراديكالي من مغبة الدوس على كرامتنا، والتمادي في تبخيس التضحيات التي قدمها آباؤنا وأجدادنا في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن، بعد أن وصل السيل الزبى عندما تجرأ اليوم أحفاد بن عبد الكريم الخطابي على الإشادة بالاستعمار الإسباني، واعتباره كان أهون من”استعمار” الدولة المغربية، الذي أطلقوا عليه “الاستعمار العروبي.
• إذ نسجل أن مناطق شاسعة من بلاد جبالة لم تنل حقها من التنمية، و عانت ولازالت أقصى درجات الإقصاء والهشاشة والتهميش والفقر، وتعرف تفشيا مهولا للبطالة في صفوف شبابنا، فإننا نطالب الدولة بتحمل مسؤولياتها، والتجاوب الجدي مع مطالبنا الاجتماعية والاقتصادية المشروعة، إسوة بجميع المغاربة في ربوع الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، إيمانا منا أن المغاربة سواسية في الحقوق وفي الواجبات. مع تشديدنا على رفضنا المطلق اللجوء إلى أسلوب الابتزاز والتعجيز، والركوب على هاته الوضعية لتمرير مخطط هدام يسعى إلى تمزيق أوصال الوطن.
• ننبه شباب منطقة جبالة خاصة بمواقع : طنجة، تطوان، شفشاون، العرائش، القصر الكبير، المضيق، وزان، تاونات، جرسيف…، إلى عدم الإنجرار وراء دعوات هذا التيار الراديكالي، الذي أهان تاريخ أجدادنا الأبرار الصالحين، ورموز هويتنا الضاربة جذورها في التاريخ، للمشاركة في وقفات احتجاجية تحت يافطة ما يسمى ب “دعم حراك الريف”، والتي تخفي وراءها أجندة انفصالية، باتت مكشوفة لجميع المغاربة.
• نهيب بكم يا أبناء قبائل بلاد جبالة الأبرار المقيمين بدول المهجر، وخاصة ببلجيكا، إسبانيا، إنجلترا، وفرنسا…، وأنتم كثر ولله الحمد والشكر، أن ترفضوا التجاوب مع الدعوات المناصرة لمخططات تسعى لزعزعة استقرار الوطن والمس بوحدته الترابية، والمدعومة بمنصات ومواقع إعلامية مدفوعة الأجر، وأن تتحلوا بأقصى درجة اليقظة لحماية وحدة الوطن، والدفاع عن مقدساته، وندعوكم إلى استرجاع التاريخ المجيد لبلاد جبالة، والملاحم التي سطرها قادة الجهاد من أجدادنا وأسلافنا الأبطال على مر العصور، والاعتزاز بما خلفه علماء ومفكرو وأدباء بلاد جبالة من رصيد وإرث علمي ومعرفي في شتى المجالات، كما ندعوكم إلى الافتخار والاعتزاز بهويتنا وثقافتنا الجبلية، الغنية بتلاقح روافدها الممتدة في عمق التاريخ، وان تكونوا سفراء لمواقفنا الرافضة لاستغلالنا في أي مشروع تخريبي يلطخ تاريخنا البطولي، ويزج ببلادنا نحو المجهول.
• نجدد التأكيد نحن أبناء قبائل بلاد جبالة، باعتبارنا مكونا أصيلا من مكونات الشعب المغربي الأبي على معاهدة الله أننا سنظل مرابطين للدفاع عن ثوابتنا ومقدساتنا ووحدة وطننا، وحماية خيارنا الديمقراطي، الذي قدمت من أجله القوى الحية للشعب المغربي التضحيات الجسام.
• إننا نحن أبناء قبائل بلاد جبالة، أحفاد القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، إيمانا منا بوحدة المصير والدفاع عن ثوابت ومقدسات الوطن، نعلن أننا سنظل صمام أمان وأمن ووحدة مغربنا العزيز، مؤمنين بأن الملكية هي الضامنة لاستقراره ورمز لوحدته من طنجة إلى الكويرة.