بسـم الله الرحمـن الرحيـم
نُـــــــــــور
قصيدة مُهْدَاةٌ إلَى عميد الأدب المغربي
العَلاَّمَة الدكتور عباس الجراري حفظه الله
أَيَـــــــــا مَوْئِـلَ الأجيـالِ، عَهْـــــدُكَ يَشْهَـــــــدُ
بأنّـكَ نـورٌ في العُـلا يتوقّـــــــــــدُ
نَسَجْتَ ٱسْمَكَ الوَهّاجَ مِنْ سُنْدُسِ التُّقَـــــــى
وَسِـرُّكَ أَخْـــــلاَقٌ بِهَـا تَتَفَـــــــرَّدُ
سُـمُــــــــــوٌّ وإحْكَــامٌ وحِـلــــــمٌ وِرفـعــــةٌ
وَحَزمٌ وَإصْرارٌ وَصبرٌ وَسُــــــــؤْدَدُ
وَزَانَتْــــــــكَ مِـنْ بَعْـدِ الفَضَائـِــــلِ هَيْبَـــــــــة ٌ
كَأنَّ سَنَاهَا في طُلُوعِكَ عَسْجَـدُ
تَفَـرَّدْتَ فِـي دُنْيَـــــــــا المَعَــــــــارِفِ كُلِّــــــــــهَـا
كَـأنَّــــــــــكَ فينـا وَاحِـدٌ يَتَعَــدَّدُ!
وَحَـاوَرْتَ فِكْــــــــرَ السَّابِقِيـــــــن، وَلَـمْ تَــــــزَلْ
تُحـاورُ فِكرًا حاضـرًا يَتَجَـــــــدَّدُ
فَكَـمْ مِنْ عُقُــــــــولٍ كَالصُّـــــــــــرُوحِ بَنَيْتَــــــهَـا
وَمَازِلْتَ تَبْنِي مَا يُبارِكُـهُ الغَـــــدُ
وَكَمْ مِنْ عِظــــــــاتٍ في الحيـاةِ مَنَحْتَـــهَـا
وَكُلُّ عَزِيزٍ في المَشُورَةِ يُقْصَـــدُ
وَكَمْ مِنْ يَـــــدٍ لِلسَّــــــــــائِلِيــنَ..مَـدَدْتَـــهَـا
سَخَـاءً، فــآهٍ لَـوْ تَكَلَّمَـتِ اليَـــــدُ!
وَعَلَّـمْتَنَــــــــــــــا رُوحَ التَّـــــــوَاضُـــــــــعِ عَنْ غِنـى
وفي كُلِّ يَـوْمٍ لِلْعُـلا لَكَ مَوْعِــــــــدُ
سَمَا صَوْتُكَ الفِكْـرِيُّ في كُــلِّ مَحْفِـــــــلٍ
وَفِي مَسْمَعِ الدُّنْيَـــــا صَـدَاهُ يُـرَدَّدُ
أَلَسْتََ الـذِي أَحْيَــــــــــا “القَصِيدَةَ” بَعْدَمَــا
تَوَارَتْ وَكَادَتْ بِالْجَهَـــالَةِ تُخْمَــــــدُ؟!
أَلَسْتَ الـذِي بِالنُّبْـــــــــلِ تَــــــــوَّجَ فِكْرَنَـــــا
كَخَاتَـمِ تِبْرٍ قَدْ كَسـاهُ زُمُـرُّدُ؟
أَلَسْتَ الـذِي ربَّـــــــــــى وعَلَّــــــــــمَ بِالْحِجَـى
وَكُلُّ رِحــاب الفِكْرِ والْعِلْـمِ تَشْهَـدُ
بِأنَّـكَ لِلْحَـرْفِ الأَصِــــــــــيـلِ مُخَلِّــــــــــــدٌ
وأنَّـكَ بِالحَـرْفِ الأَصِيلِ مُخَلَّـــــــــــدُ
خُلِقْـــــتَ كَـرِيمـــــــــــاً كَالنَّـدَى وَمُكَـرَّمَــــــا
فَمَاذَا عَسَانَا في حُضُورِكَ نُنْشِـدُ؟!
وَهَلْ نَمْنَحُ الشَّمْـــــــسَ الضِّيَـــــــــاءَ ونَحْنُ مَــــــــــنْ
بِبَعْض ضِيَاهَـا نَسْتَنِيـرُ ونَسْعَـدُ
جَمَـالُــــــــــــكَ إِيـــــــمـانٌ وَطُـهْـرٌ وَحِكْمَـة ٌ
وَلَيْسَ يُدَانِـي نُورَ قَلْبِـكَ فَرْقَـدُ
وَمَنْ كَانَ لِلنُّـــــــــــــورِ “الجـرَّاريِّ” جَاحـــــــدًا
كَمَنْ كَانَ لِلنُّـورِ السَّمَاوِيِّ يَجْحَـدُ
الشاعرة الأستاذة سَـــمِيرَة فَـــــــــــــــرَجِي
وجدة في 11 ربيع الأول 1437 هـ
الموافق ل 23 دجنبر 2015 م