لعل ترسيخ ثقافة الوفاء اللامشروط للعمل الجمعوي في بعده الإنساني والإجتماعي والخدماتي، في وجدان الفاعلات والفاعلين الجمعويين، عقيدة وسلوكا ومنهاجا، من شأنه تجسيد اللبنة الأولى لنجاح المهام المنوطة بهم، كلما توفرت الأجواء الملائمة والظروف المواتية للإشتغال الجماعي، كفريق عمل منسجم، متفان في خدمة الصالح العام بنكران للذات وابتغاء مرضاة الله.
كما أن توفر الحد الأدنى من الأخلاق الفاضلة والمقومات النبيلة لدى جميع العضوات والأعضاء، من شأنه كذلك تعزيز ثقة المنخرطات والمنخرطين والجهات المعنية، في أدائهم الجمعوي الذي تجسده مبادراتهم الخلاقة، وعملهم الذؤوب، واستراتيجيتهم البناءة.
لقد جسدت القافلة الطبية المتعددة الإختصاصات التي أعطى إنطلاقتها صباح يوم الأربعاء 11 ماي 2016 بمقر عمالة إقليم مولاي يعقوب، السيد عبد العلي الفريشة الكاتب العام للإقليم، والتي تم تنظيمها من طرف جمعية الوئام للأعمال الإجتماعية لموظفي وأعوان عمالة إقليم مولاي يعقوب، بشراكة وتعاون مع المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بالإقليم، وجمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب، ذلك البعد الإنساني والإجتماعي والخدماتي المنشود، لدى عضوات وأعضاء مكتب جمعية الوئام برئاسة السيدة أسماء المنصوري، التي استطاعت وفي ظرف وجيز خلق أجواء الثقة المتبادلة بين الأعضاء والمنخرطين والشركاء الفاعلين “من مصالح خارجية بالإقليم ونسيج جمعوي مشهود له في الإنخراط التلقائي واللامشروط في أوراش التنمية المجالية المستدامة”.
المديرية الإقليمية لوزارة الصحة بإقليم مولاي يعقوب في شخص مديرها الإقليمي الدكتور عبد السلام البقالي، وفي أفق المساهمة الفعالة في إنجاح هاته القافلة الطبية المتعددة الإختصاصات، عبأت بعض أطرها الطبية والشبه الطبية، كما وضعت رهن إشارة هاته القافلة الطبية المتعددة الإختصاصات، وحدة طبية متنقلة مجهزة بأحدث التجهيزات الرقمية في مجال الفحص بالصدى، وكذا كمية من الأدوية المتنوعة التي تم توزيعها بالمجان على المستفيذات والمستفيذين من مختلف الفحوصات الطبية، والتي تستدعي حالتهم الصحية لبعض هاته الأدوية بحسب الوصفات الطبية.
الفاعل الجمعوي محمد الحجاجي رئيس جمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب، وإيمانا منه بالدور الذي تلعبه مثل هاته القوافل الطبية في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين بشكل عام، ومنخرطي جمعيات الأعمال الإجتماعية بشكل خاص، وضع هو الآخر رهن إشارة هاته القافلة الطبية، خبرته المحترمة، وامكانياته اللوجيستيكية، وأطقمه الشابة الرائدة في مجال الكشف المبكر عن داء السكري وفيروس الكبد وقياس الضغط الدموي، مما ساهم بشكل ملحوظ في إنجاح هاته المبادرة الإنسانية النبيلة الخلاقة، والتي استفاذ من خدماتها الصحية أكثر من 200 من رؤساء المصالح وأطر موظفي وأعوان عمالة إقليم مولاي يعقوب، بالإضافة إلى أفراد القوات المساعدة ونساء ورجال الوقاية المدنية بفاس.
جدير بالذكر أن تفعيل الديمقراطية التشاركية من طرف الفاعلين الجمعويين والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص، أضحى ضرورة ملحة لإنجاح مهمة النسيج الجمعوي في الإضطلاع بدوره المحوري في التأطير والتحسيس والتوجيه والإنخراط التلقائي في أوراش التنمية المجالية المستدامة، وهو ما جسدته الشراكة المواطنة التي تم تفعيلها بشكل إيجابي بين جمعية الوئام للأعمال الإجتماعية لموظفي وأعوان عمالة إقليم مولاي يعقوب، والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة بالإقليم، وجمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب.