اختتم كما هو معلوم مساء يوم السبت 05 نونبر 2016 بقصر المؤتمرات بمدينة العيون مهرجان العيون للشعر العالمي، جلساته الفكرية العلمية، وأمسياته الشعرية الساحرة البديعة الرائعة، بإستصدار إحدى عشرة توصيات هامة وذات أبعاد استراتيجية مهمة في مجال تطوير البحث العلمي وتشجيعه بهاته المدينة العالمة، بالنظر إلى أهمية الشعر الصوفي ودوره في دعم الوسطية في الفكر والمعتقد ،وفي دعم الأمن الروحي والسلوكي، وفي تهذيب النفوس ومكافحة الغلو والتطرف.
هاته الأهداف النبيلة هي نفسها التي يحرص على تفعيلها بتفان ونكران للذات مجلس جهة العيون الساقية الحمراء في شخص رئيسه السيد سيدي أحمد ولد الرشيد، بتعاون مع ولاية الجهة في شخص السيد يحظيه بوشعاب والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، وذلك في أفق الإرتقاء ثقافيا بمدينة العيون على وجه الخصوص، وجهة العيون الساقية الحمراء بشكل عام، وجعلها عاصمة عالمية بإمتياز للثقافة الأكاديمية المستدامة، في بعدها الإبداعي الخلاق الذي يرسخ ثقافة التسامح والتساكن والتعايش في وجدان ساكنة المعمورة التواقة إلى مجتمع الفضيلة، مشتل الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والمقومات الروحية.
وقد تفضل الدكتور العياشي السنوني من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بتقديم هاته التوصيات خلال الجلسة الختامية لهاته التظاهرة الثقافية العلمية التي احتضنتها عاصمة أقاليمنا الجنوبية عروسة الصحراء المغربية مدينة العيون العالمة، من خلال إنجاحها لمهرجان العيون للشعر العالمي في موضوع : الشعرية الصوفية وآليات إشتغالها.
وفي ما يلي النص الكامل لهاته التوصيات الإحدى عشرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفـي إطار الاحتفال بالذكرى الإحدى والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة ،نـظـمت جهة العيون الساقية الحمراء، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مهرجان العيون الأول للشعر العالمي في موضوع:
“الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها”
في يومي الجمعة والسبت ؛ 3 و4 من صفر، سنة 1438 هـ ،الموافق لـ 4 و5 من نونبر،
سنة 2016 ،بقصر المؤتمرات بالعيون .
وقد تشرف هذا المهرجان الثقافي والعلمي الكبير بحضور والي صاحب الجلالة على جهة العيون الساقية الحمراء ،ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء ،ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس،و رئيس مجلس جماعة العيون، وممثل عن منظمة الإيسيكو، وبإلقائهم في الافتتاح لكلمات جد واعية بأهمية الاحتفاء بذكرى عزيزة على كل المغاربة :”ذكرى المسيرة الخضراء” المظفرة ،كما تشرف بحضور المسؤولين الأمنيين، والبرلمانيين والمسؤولين على الشأن الجهوي والإقليمي، ورجال الصحافة، والاعلاميين الوطنيين والدوليين، و جمهور غفير من الأساتذة و العلماء وذوي الرأي في الأمة، والمهتمين بالشأن الوطني و الأمن الروحي والسلوكي، كما حضره باحثون وطلبة ومهتمون من المجتمع المدني.
وقد واكب هذا المهرجان العلمي والثقافي والروحي معرض يخص إبداع جهة العيون الساقية الحمراء، وأطر له علماء من دول صديقة تنتمي إلى القارات الأربع. وقد عبروا جميعًا في الجلسة الافتتاحية للمهرجان، وفي جلساته العلمية والشعرية الثمان على اهمية الشعر الصوفي ودوره في دعم الوسطية في الفكر والمعتقد ،وفي دعم الأمن الروحي والسلوكي، وفي تهذيب النفوس ومكافحة الغلو والتطرف، من خلال بحوث وعروض ومناقشات أظهرت قيمة الشعر الصوفي روحياً وثقافياً وفكرياً، كما صرح أصحاب الأوراق العلمية بضرورة الاهتمام بهذا الفن الجميل.
وانطلاقا من ذلك أصدر المشاركون التوصيات التالية:
- تمتين علاقة التعاون والتنسيق مع جهات رسمية وفي مقدمتها وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة من أجل جعل هذا المهرجان عرساً سنوياً للاحتفاء بذكرى وطنية عزيزة؛ ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة.
- عقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية وفي مقدمتها مؤسسات الدول المشاركة في مهرجان العيون الأول للشعر العالمي .
- إنشاء موقع إلكتروني تحت إشراف جهة العيون الساقية الحمراء للتعريف بالمهرجان وأهدافه.
- العناية بالتراث الشعري الصوفي؛ جمعاً وتحقيقاً ودراسةً ونشراً. وبهذ المناسبة تعبر دار دجلة؛ ناشرون وموزعون االأردنية، في شخص مديرها محمد موسى الوحش والشاعر محمد خضير، عن استعداد تام لنشر عشرة مخطوطات تعنى بالأدب الصوفي في جهة العيون الساقية الحمراء.
- تلتمس اللجنة المنظمة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، إنشاء مختبر يعنى بالإبداع الصوفي بجهة العيون الساقية الحمراء، وباستخدام الوسائل الحديثة في تحقيق أهدافه.
- تتبع الدراسات والأعمال الأكاديمية المنجزة عن الشعر الصوفي والعمل على نشرها.
- متابعة سلسلة الأنشطة المرتبطة بشعر التصوف؛ ندوات وتظاهرات علمية وأكاديمية.
- إصدار معجم بمصطلحات الشعر الصوفي ومفاهيمه على أن يكون عصرياً يجاري لغة العصر.
- إصدار كتاب مسموع بالشعر الصوفي القديم باللغة العربية وباللسان المحلي ليكون في متناول المتلقين.
- السهر على طبع أعمال هذالمهرجان.
- تكوين لجنة لتنفيذ هذه التوصيات.
وفي الختام تتوجه اللجنة المنظمة والمشاركون في المهرجان من المغرب وخارجه بالشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية ماديًا ومعنويًا. وتخص بالذكر:
- السيد والي صاحب الجلالة على جهة العيون الساقية الحمراء
- السيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء
- السيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله
والشكر موصول إلى ضيوفنا الكرام على تشريفهم لنا بالحضور ،معتذرين عن كل تقصير ،وراجين من الله العلي القدير،أن يؤمن لهم عودة سالمة ميمونة إلى ديارهم وذويهم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كما تميزت هاته الجلسة الختامية بتكريم رجل الأعمال الكويتي جواد بوخمسين استحضارا من إدارة مهرجان العيون للشعر العالمي، وبتقدير كبير من طرف الدهات المنظمة لمشاركة رجل الأعمال الكويتي بوخمسين شهر نونبر 1975 إلى جانب ما يناهز 350 ألف متطوع مغربي ومغربية في معجزة القرن العشرين المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها عبقرية الملك المجاهد الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
كما تم الإحتفاء أيضا وبالموازاة مع الجلسة الختامية لمهرجان العيون للشعر العالمي الذي احتضنته مدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية يومي 4 – 6 نونبر 2016، بمؤسسة البابطين للإبداع الشعري في شخص رئيس مجلس أمنائها الشاعر المقتدر الكبير عبد العزيز سعود البابطين أحد أهرامات الشعر العربي المعاصر، إعترافا من المنظمين بالأدوار الطلائعية التي تقوم بها مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في مجالات تشجيع ودعم ورعاية الإبداع الخلاق في المجالات الثقافية بشكل عام، والإبداع الشعري بالأقطار العربية والإسلامية على وجه الخصوص.
