في لقاء دردشة ماتعٍ وشيق مع الباحث الأكاديمي في أصول الثقافة الصوفية العالمية الدكتور فوزي الصقلي رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية خلال حضوره فعاليات الإفتتاح الرسمي للموسم الثقافي والإجتماعي لجمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والإجتماعية والإقتصادية.استعرض خلاله هذا الأخير مستجدات النسخة الخامسة عشرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، التي ستحتضنها مدينة فاس العاصمة الروحية والثقافية العريقة للمملكة المغربية خلال الفترة الممتدة بين 22 و29 أكتوبر 2021 تحت شعار :
الوجــــد والمعرفــــة : Science et Conscience
الدكتور فوزي الصقلي أكد أن فلسفة هذا الشعار مستوحاة بطبيعة الحال من اقتباس الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي الذي يرى أن أعظم المعرفة هي معرفة الذات، وهو بهذا وذاك ينضم إلى تصور علماء الإسلام الصوفي الكبار الذين يرتبطون ببعضهم البعض ارتباطا جوهريا عبر ثلاثة مستويات من المعرفة وهي :
الله جل جلاله – الكون الخارجي – والذات
ذلك أن هذه الدورة 15 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية ستحظى لا محالة بمشاركة أكاديميين دوليين وأساتذة باحثين مغاربة وأجانب سيلتئمون حول موائدة مستديرة :بالفضاء التاريخي المدرسة البوعنانية، يتناولون خلالها بالدرس والتحليل التعبيرات الجمالية الصوفية والعمق الخلاق لهذا التراث الروحي عبر العالم، المستوحاة من موضوع هذه الدورة :
{الوجــــد والمعرفــــة : Science et Conscience}
أما بخصوص الجانب الفني للمهرجان، أوضح رئيس المهرجان الدكتور فوزي الصقلي مشاركة قرابة 200 من الفنانين المرموقين الذين يمثلون 15 دولة من مختلف القارات بما في ذلك الفنانين المغاربة الذين بصموا على حضور وازن بأبهى تجليات الثقافة الصوفية العالمية في العديد من المهرجانات والملتقيات داخل المغرب وخارجه.حيث سيتناوبون على مدى ليالي المهرجان على تنشيط أمسيات ماتعة من فن السماع الصوفي التي سيحتضنها الفضاء الأيكولوجي التاريخي العريق جنان السبيل بفاس، والتي لا محالة ستسافر بالوجدان الروحي للجمهور الراقي لهذا المهرجان إلى تجاليات عالم الإبداع الصوفي الذي تركه جهابدة وفطاحلة التصوف العالمي الذين ارتقوا بحوار الثقافات والحضارات العريقة والمعاصرة، وساهموا إلى حد كبير في تثمين وترسيخ قيم التسامح والتعايش والتساكن بين مختلف شعوب العالم.الباحث الأكاديمي الدكتور فوزي الصقلي جدد التذكير بأن هذه القيم النبيلة التي سيتم اكتشافها عن قرب من طرف الجمهور الوفي لمهرجان فاس للثقافة الصوفية خلال حفل الإفتتاح الرسمي لنسخته الخامسة عشرة، وذلك من خلال السفر الروحي الذي سيجسده الإبداع الأصيل للموسيقى الهندية بالبلاط المغولي تحت عنوان :
«عند إلتقــــاء المحيطيــــن»
دروس الماستر كلاس لهذه النسخة 15، ستتمحور على شكل ورشات فنية تسمح بتعلم تطبيقات فن الخط العربي الأصيل، وفن السماع بأماكن تراثية من عمق المدينة العريقة فاس.حيث سيتم تنظيم حفلين موسيقيين لاكتشاف أوركسترا السماع وفن موغام بأذربيجان المستوحى من أشعار الصوفي النظامي كنجاني من أداء مجموعتين مؤلفتين من جيل جديد مكون من شباب من ذوي مهارة فنية وتألق متميز.
بالإضافة إلى ذلك، سيستضيف المهرجان ولأول مرة مجموعة من الموسيقيين والدراويش الأتراك من قونيا لأداء وصلات سماعية للطريقة المولوية، إشارة لإحدى الرباعيات الشهيرة لجلال الدين الرومي «تناغم الذرات»، التي تعبر بشكل شعري عن نظرة ميكروفيزيائية في القرن الثالث عشر. وسيتوج حفل الاختتام بتكريم علم من أعلام التصوف المغربي وقطبا من أقطاب مدارس الجمال في الطريق الصوفي الأستاذ الدكتور سيدي محمد الحراق، وذلك بمشاركة أرقى وألمع أصوات الطرب الأندلسي ومنشدي الطريقة الحراقية المغربية.