ترسيخا للديمقراطية التشاركية مع المجتمع المدني على وجه الخصوص، والمواطنين بشكل عام، والذي تجسدها الإستراتيجية المحكمة المعتمدة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، على صعيد مختلف ولايات الأمن بكبريات المدن المغربية، والمناطق الإقليمية الأمنية التابعة لها، والمبنية أساسا على مبدأ الشراكة والمشاركة والحكامة الجيدة، والتعبئة القوية واليقظة المستمرة والتحرك الفعال.
هذه المقاربة التواصلية التي تجسد المفهوم الجديد للإستراتيجية الأمنية الحكيمة : “الشرطة في خدمة المواطن” التي تبنتها المديرية العامة للأمن الوطني بقيادة مديرها العام السيد عبد اللطيف الحموشي، وذلك في أفق تعزيز ثقة المواطنين في مختلف الخدمات الأمنية المقدمة، الحريصة كل الحرص على ضمان وتوفير الإستقرار الأمني بمختلف الجهات والمدن والأقاليم والمناطق المغربية، بكل أبعاده الإستراتيجية وتجلياته السوسيو إقتصادية التنموية.
أشرف السيد يوسف بلحاج رئيس المنطقة الإقليمية الأمنية بسلا، عشية الجمعة 12 غشت 2016، مرفوقا ببعض المدراء المركزيين من المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب رؤساء الدوائر الأمنية بسلا، على عملية إطلاق باقة من الخدمات الجديدة للخط (19) الخاص بتلقي شكايات المواطنين على مستوى المنطقة الإقليمية الأمنية بسلا، وذلك عبر إحداث قاعة القيادة والتنسيق بمقر هاته المنطقة الإقليمية، وتجهيزها بأحدث وسائل الإتصال المتطورة والذكية، وذلك في أفق تلقي واستقبال اتصالات وشكايات المواطنين على مدار 24/24 س والتفاعل معها بجدية وبسرعة فائقة.
وفي هذا الصدد، أكدت المسؤولة عن قاعة القيادة والتنسيق بالمنطقة الأمنية بسلا، ضابط شرطة خديجة فاضل في تصريح لها أدلت به للصحافة، أن إحداث هذه القاعة على مستوى المنطقة الأمنية بسلا، على غرار التجربة الناجحة لولاية أمن الرباط لاستقبال نداءات المواطنين عبر الخط (19 ) بشكل دائم ومستمر، من شأنه الاستجابة الفورية لاتصالات المواطنين، وكذا ترسيخ التحرك الفعال لمختلف العناصر الأمنية القريبة من مسرح الجريمة، بما في ذلك الوحدة المتنقلة لشرطة النجدة المعنية بالتدخل الفوري والسيطرة على الوضع وإلقاء القبض على الجناة بعد محاصرتهم بعين المكان.
من جهته، أوضح السيد يوسف بلحاج رئيس المنطقة الإقليمية الأمنية بسلا، في تصريح أمام ممثلي الصحافة، أن قاعة القيادة والتنسيق التي تم تدشينها هذا اليوم، حرصت المديرية العامة على تجهيزها بمعدات حديثة ومتطورة، من شأنها مواكبة عمل الوحدات المتنقلة لشرطة النجدة التي تم إعتمادها مؤخرا، حيث تعمل بطريقة ثلاثية عبر تلقي اتصالات المواطنين وشكاياتهم عبر الخط (19)، من قبل أطر نسائية تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا في هذا الصدد، من أجل الاستجابة الفورية لنداءات المواطنين في وقت قياسي، والعمل على تحليل المعلومة وإعطائها للمناولين عبر جهاز اللاسلكي الذين يقومون بدورهم بإشعار دوريات الدراجين أو النجدات.
وأضاف السيد يوسف بلحاج أن الغاية من اعتماد هذه المقاربة الأمنية، تكمن أساسا في تطوير عمل الإدارة الأمنية وتحديثها، والعمل على محاربة الجريمة بشتى أنواعها وأشكالها، والعمل على اعتقال مقترفيها في وقت قياسي، داعيا عموم المواطنين وفعاليات المجتمع المدني إلى المساهمة الإيجابية في تفعيل هذا الخط عبر التبليغ الفوري عن أية جريمة أو بالأحرى مقدماتها، حتى يتسنى للمشرفين على قاعة القيادة والتنسيق التعاطي الفوري مع هاته التبليغات والتحرك الفعال والتواجد الميداني بعين المكان “مسرح الجريمة”، بغية تحقيق الإستقرار الأمني المنشود التي تتوخاه ساكنة مدينة سلا الأبية.