أفادت بعض الدراسات والأبحاث الاستراتيجية في علم الأوبئة، أن كل وباء مَهْمَا تفاوتت خطورته وفتكه، إلا وله نهايتين حتمية طبيعيتين :
– النهايـــة الأولـــــى :
نهاية طبية صِرْفَة بكل المقاييس، تَحْدُث عندما يتم تسجيل اِنخفاض ملموس في معدلات الإصابة بالوباء، بالموازاة مع تسجيل اِنخفاض ملحوض في الحدود الدنيا لمعدلات الوفيات الناتجة عنه.
– النهايــــــة الثانيــــة :
نهاية اجتماعية بكل الأبعاد والدلالات، تَحْدُث عندما يتضايق الناس من وطأة التقيد الصارم بالتدابير الاحترازية والوقائية التي أقرتها السلطات المعنية للحد من تفشي الوباء والسيطرة عليه، حيث تزداد لديهم الرغبة الملحة بشكل تصاعدي في الانتصار على هذا الوباء الذي شدد الخناق على حرياتهم الفردية والجماعية، أو على الأقل التعايش معه بالتدرج وبحذر، كمهارة استراتيجية من شأنها مساعدتهم على الإنتصار عليه.وعلاقة بكل ما سبق ذكره، وأخذا بعين الاعتبار خطورة الوباء الذي اجتاح بلادنا، حري بنا أن نستحضر بإجلال التحذيرات المولوية السامية الواردة في خطاب العرش 2020 الذي يخلد الذكرى 21 لتربع جلالة المنصور بالله أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وأيده على عرش أسلافه المنعمين، حيث قال جلالته حفه الله برعايته الكريمة :إن عواقب هذه الأزمة الصحية ستكون قاسية، رغم الجهود التي نقوم بها للتخفيف من حدتها، لذا، أدعو لمواصلة التعبئة واليقظة والتضامن، والالتزام بالتدابير الصحية، ووضع مخطط لنكون مجندين ومستعدين لمواجهة أي موجة ثانية من هذا الوباء لا قدر الله، خاصة أمام التراخي الذي لاحظناه.وهي التحذيرات الملكية السامية التي اِلتقطتها بجدية فائقة السلطات المحلية بولاية جهة فاس مكناس بشكل عام، وبعمالة فاس على وجه الخصوص، التي تحولت منذ أواسط شهر يوليوز الماضي إلى بؤرة خطيرة حاضنة بإمتياز لجائحة فيروس كورونا المستجد {كوفيد – 19}، بالنظر إلى مستوى عدد الحالات المؤكدة الذي تعدى بشكل تصاعدي حاجز 500 حالة مؤكدة في اليوم، ومن هنا يحق لنا أن نتساءل.1 – إلى أي حد استطاعت لجنة اليقظة الصحية الجهوية بكل أجهزتها التقريرية والإستشارية تحت رئاسة والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس السيد السعيد زنيبر، التفوق في تبني خارطة طريق صارمة وجريئة، ساعدتها في ظرف وجيز المدى على القضاء على حالة الإستهتار الوبائي التي كانت سائدة بشكل مغلوط في أذهان فئات عريضة من ساكنة المناطق الهشة؟؟؟حيث كانت لتعليمات السيد والي الجهة الصارمة كلمة الفصل، في التصدي للمستهترين ب {كوفيد – 19}، والحد من خطورتهم على محيطهم الأسري والخارجي على السواء، بل وتحسيسهم بأن اِلتزامهم بالتدابير والاجراءات الاحترازية : {ارتداء الكمامة بشكل سليم، واحترام مسافة التباعد الجسدي بين الأشخاص كإجراءات وقائية للحد من تفشي الوباء} هو مقدمة أساسية لتأكيد مدى انخراطهم الجدي في ترسيخ ثقافة الانضباط الوقائي لمواجهة الوباء، مما ساهم بشكل كبير في انتقال مدينة فاس من تداعيات حالة الاستهتار الوبائي الخطيرة، إلى الوضع الطبيعي لحالة الاستقرار الكوروني المريح. وهي التدابير الصارمة التي سهرت على أجرأتها ميدانيا بشكل معقلن، وبحزم كبير قوامه روح المسؤولية المواطنة المعهودة فيهم، في احترام تام للضوابط القانونية المغربية، والمواثيق الدولية ذات الصلة، كل من :
السلطات المحلية، والمصالح الأمنية، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية.ومن باب الشيء بالشيء يذكر، وتجسيدا لثقافة الاعتراف والعرفان، أشاد وزير الصحة البروفيسور خالد آيت الطالب أثناء زيارته الأخيرة التي قام بها الأربعاء 16 شتنبر 2020 لمدينة فاس، وبالضبط إلى المركزين الصحيين الحضريين من المستوى الأول {الجنانات بمقاطعة جنان الورد، والمسيرة 2 بمقاطعة زواغة} بالروح الوطنية العالية التي يتمتع بها جميع أعضاء لجنة اليقظة الصحية بعمالة فاس والجهة تحت رئاسة السيد والي جهة فاس مكناس، منوها بكل ما بذلوه من مجهودات قيمة للحد من تفشي جائحة كورونا، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، والتي بفضلها تنعم الآن مدينة فاس والجهة بالوضع الطبيعي المتقدم لحالة الاستقرار الوبائي. وهي الزيارة التفقدية، التي أعطى خلالها وزير الصحة البروفيسور خالد آيت الطالب الإنطلاقة الرسمية لخدمات الوحدة المتنقلة للكشف السريع عن {كوفيد – 19}.
التي تم اقتناؤها بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار برنامج تدارك العجز الحاصل في البنيات الاساسية والخدمات الاجتماعية لصحة القرب، وتعزيز العرض الصحي بجهة فاس مكناس، من خلال تسريع وتيرة الكشف السريع لكوفيد 19، عبر تقنية الاختبارات السيرولوجية الناجحة التي تكشف عن مستوى حركة الفيروس على مستوى الأحياء الموسومة بالهشاشة والفقر، الأكثر استهدافا لهذا الوباء.حيث أعطى وزير الصحة البروفيسور آيت الطالب تعليماته بضرورة توسيع نطاق تجربة جهة فاس مكناس كنموذج حي يُقْتَدَى بها في مجال التحكم في الوضعية الوبائية، لتشمل مختلف جهات المملكة، وذلك بالنظر إلى الضرورة القصوى التي يقتضيها تتبع ومواكبة الحالات الوبائية بإنتظام، وما يتطلبه الوضع الوبائي المتفشي في كل منطقة على حدة، من ملاءمة البروتوكول العلاجي المعتمد، مع المقاربة الشمولية المنشودة للتكفل بالحالات المؤكدة، تحت إشراف المديرية الجهوية للصحة لجهة فاس مكناس، لذلك ومن أجله : 2 – إلى أي حد تمكنت المديرية الجهوية للصحة لجهة فاس مكناس في شخص المدير الجهوي الدكتور المهدي بلوطيمن اِعتماد مقاربة شمولية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد {كوفيد – 19} بجهة فاس مكناس عموما، وبمدينة فاس على وجه الخصوص، خلال المرحلة الأولى التي قوامها نجاعة البروتوكول العلاجي للمصابين بعدوى {كوفيد-19} على أساس دواء CHLOROQUINE و HYDROXYCHLOROQUINE والمرحلة الثانية التي تبنت بشأنها وزارة الصحة خيار العلاج المنزلي للحالات المؤكدة المستقرة، بدلا من نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، مع تزويدهم بكل ما يحتاجون من الجرعات الضرورية للعلاج داخل منازلهم، وذلك في إطار تدابير عزل،ناهيك عن المرحلة الموالية التي أعقبتها، حيث اعتمدت فيها وزارة الصحة بروتوكول الكشف السريع عبر الاختبارات السيرولوجية التي تكشف عن مستوى حركة الفيروس على مستوى الأحياء والمناطق الهشة.
ولعل الحصيلة اليومية للحالة الوبائية المرتبطة بفيروس كورنا المستجد {كوفيد – 17} بجهة فاس مكناس المعززة بالأرقام والمؤشرات المضبوطة، والتي تحرص الدكتورة شفيقة غزوي مسؤولة وحدة التواصل والإعلام بالمديرية الجهوية للصحة لجهة فاس مكناس، يوميا على تعميمها على مختلف المنابر الإعلامية تنويرا للرأي العام، وانسجاما مع إنفتاح المديرية الجهوية للصحة على محيطها الخارجي، تحت إشراف المدير الجهوي الدكتور المهدي بلوطي، وبتعليمات منه.كانت آخرها حصيلة الحالة الوبائية لأمس الجمعة 25 شتنبر 2020، التي تؤكد مما لا شك فيه، التحول الإيجابي المبهر الذي جسدته هذه الجهة التي يبلغ عدد سكانها في الوقت الراهن أكثر 6 ملايين نسمة، في مجال ضبط الحالات المؤكدة، والتكفل الشامل بعلاجها، مما أهلها للريادة وطنيا في مجال تحقيق الاستقرار الوبائي بإمتياز، حيث بلغ مجموع :
– الحالات المؤكدة إصابتها ب {كوفيد – 19} بجهة فاس مكناس إلى حدود أمس الجمعة 25 شتنبر 2020 بلغت : 11382 حالة مؤكدة بعد إضافة 93 حالة تم تسجيلها بجهة فاس مكناس في نفس اليوم الجمعة.
– الحالات التي تماثلت للشفاء 10485 حالة شفاء بعد إضافة 107 حالة شفاء يومه الجمعة على صعيد الجهة.
– الحالات المؤكدة التي توجد الآن تحت العلاج 607 حالة.
– عدد الوفيات لحد الآن 290 حالة وفاة بعد تسجيل 3 حالات وفاة يومه الجمعة على صعيد الجهة.أما على صعيد عمالة فاس التي كانت تعتبر إلى وقت قريب بؤرة حاضنة لفيروس كورونا المستجد {كوفيد – 19}، وأصبحت الآن عن جدارة واستحقاق منطقة الاستقرار الوبائي، والفضل في ذلك كله يرجع بالأساس إلى : الروح الوطنية العالية للعاملين في القطاع الصحي بالجهة، الذين شملهم العطف المولوي السامي بإشادته الكريمة الواردة في خطاب العرش يوليوز 2020، وكذا المجهودات الجبارة وروح المسؤولية العالية التي أبان عنه أعضاء لجنة اليقظة الصحية لعمالة فاس والجهة، كل من موقعه وبحسب المهام المنوطة به.
– الحالات المؤكدة بفاس منذ 2 مارس 2020، إلى غاية الجمعة 25 شتنبر 2020، بلغت ما مجموعه 6333 حالة مؤكدة، بعد إضافة 17 حالة جديدة تم اكتشافها خلال 24 الماضية.
– الحالات التي تماثلت للشفاء النهائي بلغت 6029 حالة شفاء، بعد تسجيل 139 حالة شفاء جديدة خلال 24 ساعة الماضية.
– في حين توجد لحد الآن 139 حالة تحت العلاج.
– أما حلات الوفيات التي تم تسجيها طيلة هذه الفترة من جائحة {كوفيد – 19} بلغ ما مجموعه 165 حالة وفاة، بعد تسجيل حالة وفاة واحدة خلال 24 ساعة الماضية.
مع الشكر الجزيل لفريق اليقظة على هذه المجهودات الا اننا مازلنا نلاحظ ازدحاما واختلاطا في الاسواق دون توخي الحذر والالتزام بالتدبيرات الوقائية