لــك الله يــــا فــــاس :
رسالـــة مفتوحة موجهة بأدب واحترام إلى إدارة شركة سيتي باص فاس، لعل الحالة الميكانيكية المتدهورة للعديد من حافلاتها، قد تسائلها عن مدى احترامها واِلتزامها بتنفيذ بنود ومقتضيات دفتر تحملات اِتفاقية 2012/33 المتعلقة بالتدبير المفوض لمصلحة النقل العمومي بواسطة الحافلات بفاس، الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ فاتح شتنبر 2012، ومرت على ذلك أكثر من ثمان سنوات وأربعة أشهر، وهو تساؤل موضوعي إلى حد ما، له يبرره في الوقت الراهن، على اعتبار أن :
{العقد شريعــة المتعاقديــن،
وأَنَّه مَــنِ ِاِلْتَـــزَم بِشْيءٍ لَزِمَـــهُ}، انتهـــى الكـــلام.
وفي انتظار ذلك، ودائما من باب الشيء بالشيء يذكر، لا يسعنا والمناسبة شرط، إلا أن نبارك لساكنة مدينة أكادير الغراء، وزوارها الأفاضل الكرام، المغاربة منهم والأجانب، فرحتهم الغامرة بهذا المشروع المشرف، مشروع {ترام باص أكادير} البنيوي والبيئي الواعد، الذي سيساهم لا محالة في تحسين جاذبية مدينة الإنبعاث عاصمة سوس بدون منازع.
مشروع {ترام باص أكادير} الذي تم إدراجه في إطار برنامج التنمية الحضرية 2020-2024، الموقع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، يوم 4 فبراير 2020 بمدينة أكادير، هو مشروع للنقل الحضري المستدام، بأبعاد سوسيو اقتصادية وإيكولوجية جيدة، تستجيب لمعايير الجودة العالية المتعارف عليها عالميا.
بالفعل هو مشروع مهم جدا، تحول من حلم إلى حقيقة، خرج إلى حيز الوجود بعد مسار طويل شمل الإعداد لدراسة الجدوى، وتوقيع اتفاقية للتعاون اللامركزي بين جماعة أكادير وبلدية “نانت” الفرنسية، فضلا عن استكمال البناء المؤسساتي من خلال مؤسسة التعاون “أكادير الكبير” و “شركة التنمية المحلية أكادير الكبير للتنقلات”.
-يتكون من شقين إثنين، الشق الأول يتعلق بالتهيئة الحضرية التي تصل تكلفتها إلى 300 مليون درهم، والشق الثاني يتعلق باقتناء حافلات ذات جودة عالية مع تهيئة مسارها، بتكلفة تصل إلى 900 مليون درهم”. الخط الأول من حافلات {ترام باص أكادير} الذي أطلق عليه إسم “أمل واي amal way”، يمتد على مسار طرقي كبير يصل طوله إلى 15.5 كيلومتر، يضم 35 محطة تفصل بين كل واحدة منها 500 متر، ويضع رهن إشارة المرتفقين {حوالي 60 ألف راكب مرتقب يوميا} خدمات 30 حافلة جديدة بمواصفات عصرية جد متقدمة.
وهو مشروع أيضا، يندرج ضمن تحملات شركة التنمية المحلية أكادير الكبير للنقل والتنقلات، سيعمل على تحسين عيش ساكنة عاصمة سوس، وتعزيز التنقل المستدام بها، حيث سيتم تزويد هذه الحاضرة بوسيلة فعالة للنقل العمومي، مندمجة للغاية في بيئتها الحضرية، وقادرة على الاستجابة للحركية المتزايدة، وتلبية الحاجة إلى التنمية الحضرية لعدد كبير من الأحياء السكنية.
حيث ستجوب حافلات “ترام باص أكادير” مدينة أكادير عبر العديد من الأقطاب الرئيسية بالمحور شمال – جنوب – شرق، وهو المحور الطرقي الهام الذي يشمل الميناء، والمنطقة الإدارية، وشارع الحسن الثاني، و“سوق الأحد”، باعتباره أكبر المرافق التجارية الإفريقية، ثم المنطقة الجامعية بمختلف مؤسساتها، وكذا الحي الصناعي، لتصل إلى حدود جماعة أيت ملول، والجماعة الترابية الدراركة.
وستوفر “ترام باص أكادير” أيضا خدمات تعادل ما يقدمه “ترام واي”، حيث يستفيد خط الحافلات ذات المستوى العالي من ممر مخصص حصريا لحركة حافلاتها، كما هو الحال بالنسبة لخط “الترام واي”، مع إقامة أنظمة تضمن إعطاء الأسبقية لها عند مفترقات الطرق، وتوفير محطات مريحة بتصميم عصري، وجودة تعادل جودة “الترام واي”، حيث من المتوقع أن تشتغل حافلات“ترام باص أكادير” من الساعة السادسة صباحا إلى العاشرة ليلا، وتتميز بانتظام في السرعة والانسياب بمعدل حافلة واحدة على رأس كل 5 دقائق، مع ضمان إمكانية ولوج الأشخاص محدودي الحركة وضعاف البصر لمختلف المحطات المنتشرة عبر هذا المسار الطرقي الكبير.
“إذا كان هذا المشروع البنيوي الذي يروم تجويد خدمات النقل العمومي بمدينة الانبعاث، وتعزيز حضور النقل العمومي في إطار تنقلات المواطنين بأهداف اقتصادية وتنموية، فإن الأمر يتعلق من الناحية البيئية بتعزيز سلامة المواطنين الصحية، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة للحافلات.