إنه التميز الإيجابي في زمن كورونا المستجد {كوفيد – 19}، والتحدي الافتراضي الخلاق الذي رفعته رئاسة مهرجان فاس للثقافة الصوفية، من خلال إصراها الكبير على تنظيم الدورة 13 لهذا المهرجان الصوفي، الذي أضحى موعدا سنويا يستأثر باِهتمام جهابدة الأكادميين والمفكرين عبر العالم، ناهيك عن كبريات مراكز الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية في مجال الثقافة الصوفية من مختلف بقاع العالم.هذا التحدي عبر الإنطلاقة الافتراضية للدورة 13 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية لم يأت من فراغ، بل أبدعته عزيمة وعبقرية رئيس هذا المهرجان العالمي، الأستاذ الباحث الدكتور فوزي الصقلي، رائد الدبلوماسية الموازية في بعده الروحي الصوفي، مفخرة المملكة المغربية الشريفة، إبن عاصمتها الروحية مدينة فاس العالمة، حاضنة حوار الثقافات والديانات، وتلاقح الحضارات، وتعايش الأقليات، أرض التعايش والتساكن والتسامح الديني بإمتياز. حيث وبعد النجاح المبهر الذي حققته الدورات الأخيرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية بشكل عام، والدورة 12 الماضية أواخر شهر أكتوبر 2019، كان موعد الجمهور العريض لهذا المهرجان الكبير مع انطلاقته الرسمية الافتراضية للدورة 13 منذ مساء السبت 17 أكتوبر 2020 والتي ستستمر إلى غاية 26 منه، تحت شعار : “فــــن التلاقـــح”.
وهي الدورة التي التزمت اللجنة المنظمة بإقامتها وفق الاحترام التام للتدابير والاجراءات الاحترازية والوقائية المرتبطة بكوفيد 19. رئيس المهرجان الدكتور فوزي الصقلي، ومن خلال حرصه على تثمين التواصل البناء مع الجسم الصحفي المحلي والوطني والدولي، أدلى بتصريح هام لبعض المنابر الإعلامية أكد من خلاله أن :هذه الدورة 13 “تدعونا للانصات الى هذه الدرر من فنون الحكمة والتجربة الانسانية لمن سبقونا، قبل أن توضع على محك تجاربنا الخاصة” مضيفا أن التظاهرة تروم تعبئة الوسائل التكنولوجية للتواصل الحديث، بما يجعلها في خدمة تناقل ثقافة الروح”.
الدكتور فوزي الصقلي رئيس المهرجان أوضح كذلك أن المنصة الرقمية “التراث الصوفي” ستسمح لا محالة لروحانيات العالم بالانضمام إلى المهرجان في هذا المسعى المشترك نحو التفكير في سبل مقاومة :
“عولمة بلا روح تجتاح التعبيرات الدينية نفسها، وتقود نحو نزع إنسانية الانسان بشكل جذري“.
ومن جهتها، أوضحت السيدة كارول لطيفة أمير المديرة الفنية للمهرجان، أن فن التلاقح في قلب برمجة الدورة 13، على اعتبار أن الصوفية هي في حد ذاتها سبيل التناقل والتوارث من الشيخ الى المريد، للقيم الأخلاقية والأسرار الروحية في سلسلة متواصلة.
كما تلاحظ أن مسألة التلاقح انبعثت بقوة في زمن الأزمة الصحية العالمية مبرزة أن المهرجان يمضي نحو ملاقاة أولئك الذين يحتفظون بهذه الثقافة وقيمها حية نابضة.
من فاس إلى قونية في تركيا، ومن غرانادا إلى نيامي، مرورا بلاهور في باكستان، مداغ أو أبي الجعد، يسافر الجمهور افتراضيا عبر مراكز روحية تاريخية.أكثر من ستين متدخلا ينشطون برنامجا متنوعا، من باحثين وخبراء وكتاب وتشكيليين وموسيقيين ومرشدين روحيين،بينما تقام أمسيات صوفية ترحل “على خطى ابن عربي من مورسية الى دمشق” أو تستعيد “أصداء الرومي عبر العالم”.
كما تلتئم ندوات حول الحكمة والروحية أمام الرهانات السياسية.
وفي أفق تقريبكم من الفقرات الشيقة والمفاجاءات الفنية الصوفية لهذه الدورة 13 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، إدارة الهرجان وضع رهن إشارة جمهورها العريض الرابط التالي :
https://ymlp.com/zxj71j?fbclid=IwAR1ZxdYxqC_vyacEmjYb_xuhT9CrXdVckdh8XCI92Yj3VeocdHPKB2iw