الشَّـــــاعِرُ الشَّاعِـــــرْشعر : الأستاذ عبد الكريم الوزاني
لاَ يَمْــلِكُ المَـــلَوَيْنِ إلاَّ الشَّــاعِـرُ الشَّاعِـــرْ
الجَـوْهَـرُ المَكْنُونُ يَـحْـدِسُـهُ منَ الظَّــاهِـــرْ
أَوَ لَـيْسَ أَنَّـهُ عَـازِفٌ وَعَلَى صَــدَى أَوْتَــــارِهِ
يَــتَشَـرَّبُ الإيـقَاعُ ذَوْبَ رَحِـــيقِهِ الطَّاهِـــــرْ
وَطَـــلاَوَةُ الــمَعْـنَى يُبَـارِكُهَا غِـنَاءٌ مُلْهَــــمٌ
منْ وَحْـيِ عَـبْقَـرَ جَـرْسُهَا المُـتَأَوِّدُ السَّاحِرْ
أَوَ لـيْسَ أَنَّ تَعَــاقُـبَ الأَزْمَانِ في مَلَكُوتِـــهِ
يَـتَلاَقَـحُ الـمَاضِي بِـهَا وَالـرَّاهِــنُ الحَاضِــرْ
الــغَـيْـبُ وَالـمَعْلُومُ يَلـتَـقِـيَّـانِ في أَكْنَافِـهِ
يَــتسَــاوَقَـانِ : الـحَافِــرَانِ مَعاً عَلى الحَافِـرْ
الــشِّعْـرُ مُـنْذُ تَـعَـوَّدَتْ أُمَـمٌ عَـلَى إنْشَـادِهِ
ما كَانَ إلاَّ نَــفْــحَـةً فـاضَتْ عَـنِ الخَاطِــــرْ
شَـتَّانَ بَـيْنَ قَـصَائِدٍ مَـدَحَـتْ جَمَالاً رَائِعــاً
وَقَـصَـــائِـدٍ وَصَــفَتْ بَــرِيقَ الفَارِغِ البَاهِـرْ
وَغَدَتْ كَمَا كَانَتْ مَـرَاتِعَ عَاشِـقِـيْنَ وَجَنّــةً
يَـحْـلُو بِـهَا لَـهُـمَا حَـدِيثُ الـوَامِقِ السَّاهِـرْ
طَـيْفُ الـحَبِيبِ بِهَا أَلَمَّ وَفي يَدَيْــهِ مَكَـارِمٌ
نِعْمَ المَزُورِ، وَنِـعْمَ طَـيْـفُ العَاشِـقِ الزَّائِــرْ
مَا اجْـتَازَ أَرْضاً بَـلْــقَعاً مَــهْجُــورَةً أَطْلاَلُهَـا
إلاَّ وَبَاكَــرَهَا السَّــحَـابُ الصَّــيِّــبُ المَاطِـرْ
فَاسْتَـبْدَلَتْ أُنْسـاً بِـوَحْـشَةِ رَمْـلِهَا وَتُرَابِـهَـا
وَجَـرَى بِـهَا الـمَاءُ الـزُّلاَلُ وَغَـــَّردَ الطَّائِــــرْ
حَــتَّى غَــدَتْ فَــوَّاحَةً بِـأَرِيجِ عِـطْـرٍ فَاغِــمٍ
منْ فِعْـلِهِ الْمَجْـبُولِ مِنْ إيقَـاعِـهِ السَّـاحِـرْ
مَاعُرْوَةٌ وُثْـقَى بِأَوْثَقَ مِنْ حِبَالِ وِصَالِ مَـنْ
تَــتَــفَـيَّــأُ الدُّنْــيَـا ظِـلاَلَ جِـــنَانِهِ النَّاضِــرْ
مَاذَا وَرَاءَكَ !؟ قُــــلْتُ: مَـــنْ دَانَـــتْ لَــهُ
هِـمَـمُ الأُبَـاةِ، وَحِكْـمَـةُ المُتَــوَاضِعِ القَـادِرْ
الشِّعْـرُ دَيْـدَنُــنَا، وَدَيْـدَنُهُ زَكَـى مِنْ نَـفْـحَةٍ
لَمْ تُــنْـجِبِ الأَرَضِينَ مِثْـلَ عَـبِيـرِهَا النَّـــادِرْ
شعر : عبد الكريم الوزاني