بهذا المصاب الجلل الذي ألم بساحة العلم والمعرفة الربانية، ناهيك عن الشرفاء الوزانيين بفقدان شيبة الحمد العارف بالله، الشيخ الأسنى وللقلوب أقرب وأدنى، الفقيه المبرز سيدي محمد بن المختار الوزاني رضي الله عنه وأرضاه.
ومن باب الاعتراف بالفضل لذويه، وتثمينا لروابط العلاقة الروحية التي كانت تربطه بهذا الغوث، أبى شاعر مدينة فاس الشريف الجليل الأستاذ عبد الكريم الوزاني إلا أن يؤبنه بهذه القصيدة الشعرية التي نظمها بهذه المناسبة الحزينة، والتي اختار لها كعنوان :
إِلَى اللهِ أَشْكُــو حُرْقَتِـــي وَتَلَوُّعِـــي
دُمُوعِي تَشْكُو شُـــحَّ عَيْنِي بِمَائِهَـــا
وَيَقْصُرُ عَنْهَا وَابِــــلٌ وَهِــــيَ تَمْطُـــرُ
إلَى اللهِ أَشْكُو حُـــــرْقَتِي وَتَلَوُّعِـــي
فَلَسْتُ إِلَى غَيْرِ الْأُلُوهَــــــةِ أَجْــــأَرُ
فَإِنَّـــــا بَنِي الدُّنْيَا مَدَى طُولِ عُمْرِنَا
رُضُوضُ زُجَـــاجٍ كَسْرُهُ لَيْسَ يُجْبَـــــرُلَكَ اللهُ يـَـا مَيْتا مُسَجّى بِنَعْشِهِ
أَلِفْنَــاهُ عَنْ صُبْحِ الحَقِيقَةِ تُسْفِرُ
أَلِفْنَــــاكَ مَعْمُوداً بِنَــــــا وَبِغَيْرِنَـــــا
وَهَا أَنْتَ ذَا مِنْ شِدَّةِ الوَصْلِ تَهْجُرُ
وَكُنْتَ عَلَى الحَالَيْنِ قُــدْوَةَ مُقْتَـدٍ
بِمَا كُنْتَ مِنْ آيَـــاتِـــهِ الغُـــرِّ تَنْشُـــرُعَلَيْكَ سَــلاَمُ اللهِ مَـــا انْهَمَرَ النَّدَى
عَلَى رَبْوَةٍ مِنْهَا الرَّيـَــــاحِينُ تُزْهِـــرُ
وَطَيَّبَـــــهَا حَتَّى تـَــــرِقَّ لِسَاكِــــــنٍ
إلَـى حَيْثُ يَلْقَى أَجْرَ مَــا كَـــانَ يَبْذُرُفَنَمْ فِــــــي جِـــــوَارِ الوَالِدَيْنِ فَمِنْهُمَا
ظَفَرْتَ بِمَا تَبْغِـــي وَمَا زِلْــتَ تَظْفَرُ
الشاعر الأستاذ عبد الكريم الوزاني