عُذْرًا يَــا حَبِيبِي يـَـا رَسُول الله، بِحُبِّكَ نَتَقَرَّبُ إلَى الله بقلم : الخطيب الشيخ عبد الحق اليوبـــي
مما لا شك فيه يا حماة الإسلام، ويا حراس العقيدة، أن أقدس المقدسات الإسلامية عندنا نحن أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين، بشيرا ونذيرا، وسراجا منيرا، ثلاثة مقدسات نعتبرها خطوطا حمراء، غير قابلة للتشكيك، أو التعرض للسب، أو الإهانة، وهي :
أولا ؛ الله جل في علاه.
ثانيا ؛ القرآن العظيم.
ثالثا ؛ سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى البشرية جمعاء أن تعلم علم اليقين، أنَّه مَن سَبَّ أو كذَّب أحدَ الأنبياء، أو أحد الرُّسُل، عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام، فقد سب وكذب جميع الأنبياء والرُّسُل، والشرائع والكتب السماوية، وجميع الملائكة الأبرار، وتجرأ على الواحد القهار .. لأن الذي أرسل هؤلاء الرسل، وبعث جميع الأنبياء، وأنزل الكتب السماوية جمعاء، إنما هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، وبتجرئهم الشنيع هذا حق فيهم وعيد الله العزيز ذي انتقام جلت قدرته، الوارد في سورة التوبة (57):
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}.
والله تعالى قال في سورة الشعراء الآية 105: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ}
ولم يقل جل وعل ..كذبت قوم نوح الرسول نوح ..عليه السلام ..
ومعلوم أن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، هو أول المرسلين، وأول المنذرين إلى الأرض، ولم يكن قبله رسول .. كان الأنبياء ولم يكن قبله رسول ..
ولهذا فمن كذب واحداً منهم، أو سَبَّ أحد الأنبياء عليهم السلام، فهو عدو لله، وعدو لجميع الرسل والأنبياء والملائكة والمؤمنين، وعالم السماوات والأرض والجنة والنار ..
قال تعالى في سورة البقرة الآيتان 97 ــ 98: {قُلْ مَِنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيل فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ الله مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُومِنِين مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِين}
إن هذا الوعيد الإلهي الشديد مرده مُعَادَة أحد الملائكة فقط، أو أحد الأنبياء والرسل عليهم السلام.
فما بالكم بمن سَبَّ سيد الخلق، وحبيب الحق، الرحمة المهداة، والنعمة المسداه، أشرف الناس، وأرحم الناس، وأتقى الناس، وسيد الناس، وخير الناس، سيد ولد آدم، إمام المرسلين وخاتم النبيين، وسيد الخلق أجمعين.
أفضل من في الوجود، وصاحب الشفاعة العظمى في اليوم الممدود، وصاحب الحوض المورود، وصاحب الدرجة الرفيعة والمقام المحمود.
عذرا ياحبيبي يارسول الله، بحبك نتقرب إلى الله
يجب على أمة، وأحباب وأتباع وورثة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عموما، وعلى آل بيته وأحفاده خصوصاً، أن يغضبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن يغضب الله علينا جميعاً.
اللهم إننا نبرأ إليك مما قالت هذه المتجرأة المستهزئة – عليها من الله ما تستحق – التي تجرأت ..على المقدسات العظمى.
ونبرأ إليك كذلك من خذلان كل المتخاذلين، فأنت حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، وإليك المشتكى والملجأ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عذرا ياسيدي يارسول الله، فداك أمي وأبي وروحي..يا سيدي ياحبيب الله.
لا إله إلا الله محمد رسول الله، عليها نحيا وعليها نموت، وعليها نلقى الله.
اللهم إننا رضينا بك ربا لا رب لنا سواك، ورضينا بنبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا لا نبي لنا بعده، ورضينا بالإسلام دينا لا دين لنا غيره، وبالقرآن كتابا لا كتاب لنا غيره، {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِين}
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وشفيعنا وإمامنا وقرة أعيننا محمد صلاة تكون لنا عندك يارب باباً مشهودا وبيننا وبين أعدائك وأعدائنا حجابا مسدودا، وسلم تسليما كثيرا مزيدا.
كلمـــــة مختصــــــرة…من محب مشغوف، عاشق لحبيبي وسيدي ونبيي وشفيعي، وإمامي ودليلي، وقدوتي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.عبدالحق اليوبي من فراش المرض ..أحد أحفاده، وواحد من أمته وممن يحبه، ويحب أحبابه وأتباعه، ويحب ورثته وأنصار دينه …مع كثرت ذنوبه وتقصيره وتفريطه ..
لكني أقول ما قاله من هو خير مني، ذلكم الصحابي الجليل الذي سأل الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام « مَتَى السَّاعَة يَا رَسُول الله؟» فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : « ماذا أعددت لها ؟ »
فقال الرجل : « مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَثيرَ عَمَلٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ »،
فقال له الحبيب المعصوم عليه الصلاة والسلام : « أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ يَوْمَ القِيَّامَةِ ».
كيف بمن تولى الله جل في علاه رد افتراءات الشانئين والمستهزئين والمكذبين عن جنابه الشريف صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حيث رد جلت قدرته وعظم شأنه عن عرض نبيه المصطفى في عشرات الأيات القرآنية الخالدة، حري بنا أن نستحضر منها قوله تعالى، في سورة الحجر الآية 95 : {إِنَّـــا كَفَيْنَـــاكَ المُسْتَهْزِئِيـــنَ}
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من طيبهن القــــاع والأكـم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه *** فيه العفاف وفيه الجــود والكــــرم
أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته *** على الصراط إذا ما زلت القدم
وصـــاحباك فلا أنسهما أبــدا *** مني السلام عليكم مـا جرى القلم