– في زمن إجتياح فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 بدرجات متفاوتة الخطورة للعديد من دول العالم، فرضت على شعوبها العيش تحت وطأة الحجر المنزلي الإجباري، وحالة الطوارئ الصحية الإضطرارية.
– وفي إطار تفاعل الشيوخ والدعاة المسلمين، مع هذا الوباء المستجد، جادت قريحة الإمام الأمريكي الشيخ عمر سليمان، مدير معهد يقين للبحوث الإسلامية في دالاس ولاية تكساس الأمريكية، بخاطرة :
” الصبر ليس هو الانتظار، الصبر هو كيف ننتظر؟
وبالنظر إلى حمولتها الوعظية الشرعية المستوحاة من الكتاب والسنة، كان من الواجب تعميمها لكل غاية مفيدة، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يجزي فضيلة الشيخ عمر سليمان عنا وعن المسلمين عبر بقاع العالم الجزاء الأوفى والثواب الأعظم.
يقول الشيخ عمر سليمان مشكورا عن الصبر وإلزامية تحلي المسلمين به في هذه الأوقات العصيبة من زمن كورونا :
الصبر هو أدب انتظار الفرج من عند الله تعالى.
لأن دائما هناك حكمة في إخفاء “متى” حتى على الرسل عليهم السلام…
مثلا عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ذاهبا للعمرة في عام الحديبية، فوعده الله بالفتح دون أن يقول متى….
ولم يخبر الله تعالى يوسف عليه السلام متى سيخرج من السجن.. ولم يخبر أيوب عليه السلام متى سيشفى…
ولم يخبر يعقوب عليه السلام متى يسترجع ابنه….
لأن عدم معرفة متى هو صميم الصبر، ولكنه في المقابل وعدهم بالفرج….
وبالتالي بالنسبة لنا، السؤال :
ليس هو كم عدد الأسابيع والشهور التي سنقضيها في هذا الحجر المنزلي؟
لكن كيف سنقضي هذه الفترة؟
لأن الله تعالى وعدنا بالفرج والراحة سواء أكانت هذه الراحة في الدنيا أو في الآخرة..
لنركز على التحلي بالصبر، والمسارعة إلى الطاعات، والشكر على النعم التي نملكها الآن : الأمن، الإيمان، الصحة، العائلة….
لنركز على الحاضر ونبقى منتجين “إن مع العسر يسرا”
اليسر قد يأتي في الدنيا، لكنه سيأتي في الآخرة بالتأكيد…. لأننا لا نعرف هل سنعيش لنرى نهاية ما يحصل الآن…
هل سينتهي هذا قبل رمضان؟ الله أعلم، لكن رب رمضان هو رب شعبان، فلنغتنم أوقاتنا الآن لأننا لا نعرف هل سنعيش لرمضان أصلا.
اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين، ووفقنا لحسن عبادتك ما حيينا”.
الشيخ عمر سليمان : هو داعية إسلامي أمريكي من أصلٍ فلسطيني ومن الدعاة المسلمين المعاصرين في العصر الحديث، وناشطٌ في مجال حقوق الإنسان، ومؤسس معهد يقين للإبحاث والدراسات الإسلامية، وأستاذ مساعد للدراسات الإسلامية في برنامج الدراسات العليا في جامعة ساوثرن ميثوديست، وأيضًا يحمل دكتوراه في الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وهو أيضًا من أحد مؤسسي مركز رانش الإسلامي