إنسجاما مع تطلعات المستشار البرلماني حسن سليغوة في تحصين محيط المؤسسات التعليمية [الثانويات الإعدادية والتأهيلية “العمومية والخاصة”] من تنامي ظاهرة ترويج المؤثرات العقلية والأقراص المهلوسة [مخدر الإكستازي نموذجا] التي تحاصر جيل المستقبل من المتمدرسين شبانا ويافعين. وفي أفق استنهاض هِمَم السلطات المعنية للتصدي الصارم لهذه الآفة الخطيرة التي تستهدف [مع سبق الإصرار والترصد] هذه الشريحة العريضة من التلامذة الأبرياء، أملنا المنشود في تأهيل مغرب الغد والإرتقاء به عاليا إلى مصاف الدول الصاعدة.وفي إطار الجلسة العمومية للأسئلة الشفوية التي جرت أطوارها بمجلس المستشارين الثلاثاء 29 يناير 2019.
وبحرقة شديدة، تُنِمُّ عن غيرة وطنية كبيرة، واهتمام أكبر بقضايا المواطنين عموما، والتلامذة المتمدرسين [ذكورا وإناث ومن مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية] ععلى وجه الخصوص.دق المستشار البرلماني حسن سليغوة عن فريق الوحدة والتعادلية من خلال سؤال شفوي وجهه إلى وزير الداخلية السيد عبد الوافي لفتيت، ناقوس الخطر بخصوص تفشي ظاهرة ترويج الأقراص المهلوسة [مخدر الإكستازي] أمام أبواب المؤسسات التعليمية [الثانويات الإعدادية والتأهيلية] وبالفضاءات والساحات المحيطة بها، التي يتخذها تجار هذه المؤثرات العقلية فضاءات خصبة لترويج هذه المنشطات المسمومة المخربة لعقول التلامذة المستهلكين لها تحت وقع التغرير الذي يتحول مع مرور الزمن إلى إدمان، قد يزج بهم إلى عالم الإنحراف والتشرد واقتراف الجرائم.المستشار البرلماني حسن سليغوة وبعد تساؤله عن التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الحكومة لحماية المتمدرسين من أخطار هذه الآفة التي تهدد مسارهم الدراسي ووضعهم الأسري، دق ناقوس الخطر بخصوص الإستهداف الممنهج لأعداء وحدتنا الترابية الرامي إلى إغراق المدن المغربية بهذه الأقراص المهلوسة عبر مختلف النقط والمعابر الحدودية، وبعد إشادته بالمجهودات الأمنية الجبارة المبذولة في هذا الصدد، والتي أبانت من خلالها مختلف المصالح والأجهزة الأمنية والإستخباراتية عن جهوزيتها المتقدمة ويقظتها الكبيرة، وتحركها الفعال الأكبر، في التصدي بحزم لجميع تحركات وأنشطة تجار هذه الأقراص المهلوسة. ناشد السيد حسن سليغوة الجهات المعنية بتنزيل العقوبات الزجرية في حق جميع المتورطين في الإتجار في هذه الأقراص المهلوسة، بالموازاة مع تكثيف الحملات التربوية والتحسيسية الصرفة بمخاطر هذه الآفة الإجتماعية التي تستهدف عموم المتمدرسين وتهدد حياتهم وجوديا.
وفي معرض جوابه عن سؤال المستشار البرلماني حسن سليغوة، قدم وزير الداخلية السيد عبد الوافي لفتيت معطيات رقمية تبعث عن القلق، وتدعو الجميع إلى التعبئة القوية واليقظة المستمرة والتحرك الفعال، للحد من استفحال ظاهرة ترويج واستهلاك المؤثرات العقلية، وخاصة ما يتعلق بالأقراص المهلوسة، مبرزا أن المصالح الأمنية المختصة بمحاربة المخدرات تمكنت خلال سنة 2018، من :
حجز مليون و357 ألف و224 وحدة من الأقراص المهلوسة، تشمل مليون و76 ألف و383 من مخدر من نوع “إكستازي”.
مقابل 943 ألف وحدة تم حجزها خلال سنة 2017، أي بنسبة زيادة بلغت 44 بالمائة.وشدد الوزير على أن مواجهة هذه الظاهرة يتم عبر عدة محاور تتمثل في تعزيز المراقبة على الحدود الشرقية وكذا المنافذ البرية مع مدينتي سبتة ومليلية السليبتين من طرف المصالح الأمنية والجمركية، وملاحقة كبار مروجي المخدرات، سواء منهم المغاربة أو الأجانب.
كما ذكر السيد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن مختلف المصالح والأجهزة الأمنية، وفي إطار دورها الوقائي من السلوكيات المنحرفة، تحرص على تشديد المراقبة المستمرة على الأماكن العمومية التي يرتادها الشباب، بما في ذلك أبواب المؤسسات التعليمية والفضاءات المحيطة بها، وتركز جهودها لحمايتهم من آفة ترويج واستهلاك المخدرات.
حيث أكد السيد الوزير أن جهود المصالح الأمنية من أجل مكافحة ظاهرة المخدرات توجت خلال سنة 2018، بتسجيل 3400 قضية، تم بمقتضاها تقديم 3500 مشتبها فيه أمام العدالة.
وإلى جانب المقاربة الأمنية، جدد وزير الداخلية دعوته إلى تكاثف جهود كل الفاعلين – جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، ووزارة التربية الوطنية – للعمل يدا في يد من أجل الوقاية من جميع الظواهر الإجرامية بفضاء المؤسسات التعليمية.