أرضية الملتقـــــى السادس للثقـــافة العربيـــــة
تلاقــــــح الثقافــــات : آفـــــاق وتحديـــــات
يلتئم الملتقى السادس للثقافة العربية بمدينة خريبكة عاصمة الفوسفاط أيام 21/20/19 أكتوبر 2018 تحت لواء منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، مكرسا بذلك التزامه الثقافي الذي أصبح مكسبا محليا ووطنيا وعربيا، وملتقطا لأبرز القضايا الثقافية والفكرية الراهنة والحيوية.
في هذا السياق يأتي اختيارنا لموضوع
تلاقح الثقافات : آفاق وتحديات
في ضوء ما تعيشه كل الشعوب والمجتمعات من تباين ،وما يترتب عن ذلك من تداعيات سياسيةواجتماعية وثقافية ،وكيفية تناول مختلف الإشكالات المرتبطة بالموضوع من منظورين متميزين.
الأول : افتراض وجود تلاقح وتعايش بين الثقافات بكل ما تحمله من مضامين دينية و حضارية وتاريخية ورمزية في سياقات متغيرة ، وهو ما يفرض اختيارات ورؤى قد تتجسد في حيز جغرافيات اجتماعية وثقافية وتاريخية معينة.
وقد لا تتحقق في أخرى وهذا ما يطرح المنظور الثاني أي افتراض عوامل التصادم الثقافي من خلال أسئلة جوهرية حول راهنية التلاقح الثقافي الذي تتجاذبه تيارات وإيديولوجيات مختلفة وحول آفاقه أيضا، بمعنى آخر : ما الذي يجري في الواقع ، وما الذي يمكن ان يحدث ويتشكل ثقافيا وتاريخيا في ظل انتشار أفكار الانغلاق والتعصب وسط أحضان مجتمعات شرقية وغربية، وأيضا في سياق مضاد النظر إلى واقع التلاقح الثقافي الملموس على مستوى الرموز واللغات والقيم ومظاهر أخرى ؟
في هذا الإطار يأتي الوقوف عند اسم محمد برادة ناقدا ومترجما وروائيا أسهم الى جانب أعلام أخرين في ترسيم قيم التفكير الحداثي والعقلاني في العديد من المجالات الثقافية، وكان أثره العربي وغير العربي واضحا لعقود، ووفق رؤية غير مفصولة لا عن مرجعياتها في الماضي والحاضر، ولا عن سياقاتها التاريخية، أيضا هو اسم لملتقى الثقافات والحضارات واللغات في تداخلاتها وتلاقحاتها وعلائقها.
ولعل مساراته العلمية والإبداعية التخييلية السردية أساسا، تكرس بعمق هذا المنحى.
هذه الملتقى السادس للثقافة العربية، سيكون بدون شك مناسبة للتقرب مرة أخرى من محمد برادة للسفر في عوالمه، بمشاركة مثقفين ونقاد وأدباء مغاربة وعرب للحديث عن سيمات الكتابة الابداعية والنقدية في مختلف أعماله.
جدير بالذكر أن الروائي والناقد المغربي الدكتور محمد برادة ولد بعاصمة الأنوار مدينة الرباط العاصمة الإدارية للمملكة المغربية بتاريخ 14 ماي 1938 يكتب القصة والرواية، كما يكتب المقالة الأدبية والبحث النقدي، وله في هذه المجالات جميعها العديد من الدراسات وبعض الكتب ذات الأثر اللافت في المشهد الثقافي والأدبي والنقدي العربي، ككتابه الهام حول محمد مندور وكتابه النقدي حول الرواية العربية.
كما صدرت له أيضاً بعض الترجمات لكتب أدبية ونقدية ونظرية أساسية، لكل من رولان بارت وميخائيل باختين وجان جنيه ولوكليزيو وغيرهم، كما ترجم لغيرهم العديد من النصوص الأساسية في مجالات مختلفة، كم عرفت بعض نصوصه الأدبية أيضاً طريقها إلى الترجمة إلى بعض اللغات الأجنبية.
حصل على جائزة المغرب للكتاب، في صنف الدراسات الأدبية، عن كتابه النقدي «فضاءات روائية».