لعل من بين أبرز القراءات التحليلية التي يمكن استنتاجها على هامش اللقاء التعبوي الذي احتضنه مساء الجمعة 23 فبراير 2018 بيت المناضل الإتحادي محدودو الصغير، هي الصحوة الإتحادية التي وإن تأخرت بعض الوقت عن موعدها التاريخي، إلا أنها أضحت ضرورية بالنسبة لفروع الحزب بمدينة فاس، وعلى الخصوص فرع المهدي بنبركة بمنطقة سهب الورد ودوار ريافة.
هذا اللقاء التعبوي الذي حضرته العديد من الوجه الإتحادية المألوفة والمعروفة، من جيل الإتحاديين القدامى محمد طارق، محدود الصغير، طريف طارق، محمد الصفوي، محمد الذهبي، ومن جيل الأطر الشابة الواعدة المتشبعة بالمشروع الإتحادي والفكر التقدمي بهذه القلعة الإتحادية، فلسفة وقناعة واعتزازا، وفاء لأرواح الزعماء التاريخيين لهذا الحزب العتيد، ونخص بالذكر منهم سعيد شاطر، عبد القادر البوصيري، الخمار الملاكي، كريم شفيق، عبد السلام اتحجيت، وآخرون، بالإضافة إلى رموز النساء الإتحاديات المواظبات، المناضلتين الإتحاديتين مليكة الخطابي، نوال بنيس.
حيث جسد هذا اللقاء التعبوي الفرصة المواتية لترتيب البيت الإتحادي وتحصينه [من كل المناورات الكيدية، والمؤامرات المكشوفة التي حيكت ضد الحزب خلال المحطات الإنتخابية السابقة، والتي أثرت سلبا على تموقعه الحزبي بالمشهد السياسي بمدينة فاس]، وتأهليله تأهيلا تقدميا حداثيا من شأنه الإسهام الجدي في استرجاع هيبة حزب القوات الشعبية ودوره الإشعاعي في مجال التأطير السياسي، والدفاع عن عن الأوساط الشعبية والطبقات المسحوقة الكادحة بمدينة فاس، وفاء لأرواح زعمائه التاريخيين، رموز التضحية والنضال دفاعا عن المشروع الإتحادي التقدمي. كما تمحور النقاش المفتوح لهذا اللقاء التعبوي، على استنهاض الهمم من أجل إنجاح المحطة التنظيمية المقبلة [المجلس الإقليمي للحزب المزمع تنظيمه خلال شهر مارس المقبل، كما تنص على ذلك قوانين الحزب]،
كما تم التدوال كذلك وبشكل جدي ومسؤول في الجانب اللوجيستيكي للتدبير الحزبي على مستوى مدينة فاس بشكل عام [المقرات الحزبية بالدرجة الأولى]، مما سيفسح المجال أمام الأطر الحزبية الفاعلة والمتفاعلة مع المشروع الإتحادي في ترسيخ منظمة الإستمرارية التأطيرية، وتفعيل استراتيجية الإستقطاب المحكم في صفوف الفئات الشابة على وجه الخصوص.
ولعل التدوينة الفايسبوكي الأخيرة للمنضر الإتحادي جواد شفيق عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية :
[هذا المساء، ببيت المناضل محدودو الصغير في لقاء تعبوي مع مناضلي و مناضلات الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بفرع المهدي بنبركة بفاس ، في أفق إنجاز المهام التي سطرها وقررها المجلس الوطني الأخير..]
والتي تفاعل معها بالإيجاب العديد من المناضلين الإتحاديين من خلال تعليقاتهم التفاعلية، وخواطرهم الإستشرافية، والتي نورد بعضا منها لكل غاية مفيدة :
توسيع القاعدة الشعبية للحزب محليا في حاجة الى المزيد من العمل والتفاعل والتواصل واعادة هيكلة التنظيمات المحلية للحزب بعيدا عن التجادبات والتقاطبات والحسابات السياسية الضيقة حتى يعيد الحزب مجده وتاريخه وقوته التي كانت في السابق والله الموفق.