عندما تنعدم المروءة، وتغيب القيم، ينتشر العبث الأسري بين الأصول والفروع، حيث تعم الفوضى الهدامة، ويستباح المحظور بمجرد التفكير في الإنتقام.
أين نحن من مجتمع القيم النبيلة، والمقومات الروحية، والأخلاق الفاضلة؟
أين نحن من الدفئ الأسري والحنان العائلي، والقدوة الحسنة؟
أين نحن من ترسيخ مقومات العيش المشترك في الحد الأدنى من مرتكزاتها الأساسية؟
كثيرة هي إذا الأسئلة التي تفرض نفسها بقوة، والألم والحسرة تنتاب ذوي الضمائر الحية، وهم يلامسون عن قرب تلك المأساة الإنساية التي يعيش أطوارها حاليا حي بنسليمان بمقاطعة المرينيين عمالة فاس.
بالفعل هذا ما عبرت عنه بمرارة ساكنة حي بن سليمان بفاس التي استنكرت بشدة هذا الفعل الشنيع، ونددت به وبشكل حضاري، السيدة سعاد الرياضي رئيسة جمعية جيل الغد للطفولة والشباب، والسيدة نعيمة بحري رئيسة جمعية نون النسوة، كجريمة نكراء اقترفها مع سبق الإصرار والترصد، المسمى الحاج الشركي ملازم، أحد متقاعدي البلدية بفاس، في حق فروعه من صلبه، ويتعلق الأمر بإبنه الذي زج به في السجن منذ بداية شهر أكتوبر الحالي.
بالإضافة إلى تشريد حفيده وزوجته وطفلته الصغيرة، بالإضافة إلى والدته المكلومة بفراق زوجها القابع حاليا في السجن، حيث زج بهم جميعا وبأمتعتهم الشخصية وأثاثهم المنزلي في الشارع ، بعد استعانته بالقوة العمومية، من جل تنفيذ حكم بالإفراغ من السكن العائلي المتواضع الكائن بالعنوان :
الزنقة 24 الدار 14 حي بنسليمان ظهر الخميس بفاس.
وهو المسكن الذي تقطنه هاته الأسرة المنكوبة منذ حوالي 34 سنة،
ولعل هذا الشريط الفيديو يقربكم من تفاصيل هاته المأساة الإنسانية، والعبث الأسري الذي ينخر منظومة القيم بالمناطق الموسومة بالهشاشة والفقر، التي تعرف مُكْرَهَة، ارتفاعا مهولا في معدلات التفكك الأسري مع كامل الأسف.
جدير بالذكر أن ممثل السلطة المحلية السيد عبد الله مول ركوبا القائد رئيس الملحقة الإدارية ظهر الخميس بفاس، ومن باب حرصه على إحتواء الوقفات الإحتجاجية بمنطقة النفوذ الترابي لهاته الملحقة الإدارية، وامتصاص غضب الشارع، وضمان السلم والإستقرار بهاته المنطقة الهشة، دخل على خط هاته الأزمة مباشرة وكله أمل في إيجاد الحل التوافقي الذي يحفظ لهاته الأسرة المكلومة كرامتها، ويرد لمنظومة القيم إعتبارها، ويجسد الشراكة والمشاركة والحكامة الجيدة، ترسيخا للمقاربة التشاركية مع المجتمع المدني الجاد، في إطار تقديس مصلحة الوطن، ورعاية حقوق المستضعفين، في صفوف الفئات الهشة والأسر المعوزة، وذوي الإحتياجات الخاصة.
هل سيقدر الحاج الشركي المساعي الحميدة التي يقودها السيد ممثل السلطة المحلية مشكورا، ويمكن هاته الأسرة المكلومة من الرجوع إلى مسكنها الذي أخرجت منه قهرا ؟
ذلك ما تتمناه ساكنة الحي الأوفياء، وفعاليات المجتمع المدني الأبرار.