قال تعالى في سورة ق :
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45)
صدق الله العظيم
بالفعل، كثيرة هي الرسائل المفتوحة التي وجهها مطرودو سيتي باص إلى الدكتور إدريس الآزمي الإدريسي عمدة مدينة فاس، خلال الوقفات الإحتجاجية الثلاثة التي نظموها أمام مقر جماعة فاس أيام :
” الأربعاء والجمعة والثلاثاء 9 و11 و15 غشت 2017″.
والتي ناشدوه من خلالها بتمكينهم من مستحقاتهم المشروعة المترتبة عن التصفية الإدارية للوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس سابقا.
غير أن هاته الرسائل السلمية الحضارية البليفة، وبالرغم من حمولتها التذكيرية بالقرآن الكريم والحديث الشريف وخطاب العرش، تم التعامل معها مع الأسف الشديد، بنوع من التجاهل الملحوظ، واللامبالات الغريبة التي استمدت كينونتها التبريرية من قاعدة :
كــــم حاجــــــة قضيناهــا بتركهـــــا
وإيمانا منهم بشرعية مستحقاتهم المالية المترتبة عن التصفية الإدارية للوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس سابقا، راسل مطرودو سيتي باص الدكتور ادريس الآزمي الإدريسي رئيس جماعة فاس بتاريخ 25 غشت 2016 تحت عدد 32936، وكلهم أمل في أن لا يدخر معالي الوزير جهده اللامشروط، من أجل تمكينهم من مستحقاتهم المالية المشروعة التي تندرج في إطار الديون الإجتماعية التي بذمة الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس سابقا.
غير أنه وبعد مرور سنة كاملة على تقديم هذا الطلب، بقيت دار لقمان على حالها، حيث طال الإنتظار وصار الترقب معه هو سيد الموقف، وخابت معه آمال مطرودي سيتي باص في بعض المنتخبين البيجيديين وبرلمانييهم بمدينة فاس، الذين ساهموا في تسييس إضراب 13 ماي 2013 الذي خاضه مطرودي سيتي باص، من خلال تفانيهم في تقديم الدعم المادي واللوجستيكي للمضربين، منذ الساعات الأولى لهذا الإضراب، مما تسبب في انحرافه عن مساره النقابي.
واستحضارا لأوضاعهم المعيشية اليومية المزرية، ورغبتهم في إدخال فرحة عيد الأضحى على أسرهم المنكوبة عبر اقتناء أضحية العيد، تقدم مطرودو سيتي مرة أخرى بملتمس إلى السيد عمدة فاس الدكتور إدريس الآزمي الإدريسي بتاريخ 24 غشت 2017 تحت عدد E 422، حيث ناشدوه من خلاله، بتمكينهم من تسبيق عن مستحقاتهم المشروعة المترتبة عن التصفية الإدارية لإقتناء هاته الأضحية، أو إدماجهم ضمن لائحة المستفيذين من الدعم الإجتماعي، أو عبر إستعانته النبيلة بهبات بعض المحسنين بمدينة فاس بشكل عام، والمحسنين البيجيديين على وجه الخصوص.
[[ البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت, افعل ما شئت فكما تدين تدان ]]
غير أن السيد العمدة لم يبد تلك الليونة المفروضة، أو الحكمة البليغة الضرورية في مثل هكذا مواقف حرجة، حيث رفض تمكين المطرودين من أي تسبيق عن مستحقاتهم من التصفية الإدارية، على اعتبار أن القانون لا يجيز له ذلك، كما رفض مقترح إدماجهم في لائحة المستفيذين من الدعم الإجتماعي، وكذا الإستعانة بهبات المحسنين، ربما إنتصارا لقناعاته الفكرية، أو وفاءً لمبادئه الشخصية.
مما اضطر معه مطرودو سيتي باص مكرهين إلى الدخول في اعتصام انذاري مفتوح داخل مقر جماعة فاس زوال الثلاثاء 29 غشت 2017 استمر إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا من نفس اليوم، حيث تم فكه استجابة للمساعي الحميدة للسلطات المحلية بعمالة فاس في شخص السيد الباشا رئيس المنطقة الحضرية أكدال فاس، الذي حضر شخصيا إلى مقر الجماعة بمعية السيد القائد رئيس الملحقة الإدارية أكدال بفاس، ونجح في إقناع المعتصمين بفك هذا الإعتصام.
وهو نفس السيناريو الذي تكرر صباح الأربعاء 30 غشت 2017 حيث دخل مطرودو سيتي باص في اعتصام مفتوح للمرة الثانية على التوالي داخل مقر جماعة فاس، تم التعامل معه مع كامل الأسف، بنوع من التجاهل واللامبالات من طرف عمدة فاس وبعض نوابه، في حين خاضه مطرودو سيتي باص بمعنويات مرتفعة ممزوجة بنوع من الإنضباط والجدية وروح المسؤولية، حيث حرصوا على أداء الصلوات المفروضة جماعة طيلة الفترة الومنية لهذا الإعتصام، تضرعوا خلالها للبارئ جلت قدرته بأن يفرج كربهم ويفتح أبواب الأمل في وجوههم.
حيث استمر هذا الإعتصام الحضاري إلى غاية الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 31 غشت 2017، ليتم فكه مرة أخرى احتراما وتقديرا للمساعي الحميدة التي قام بها السيد الحسين مجيدلة الباشا رئيس المنطقة الحضرية أكدال، تجسيدا للمفهوم الجديد للسلطة، تحت إشراف السيد السعيد زنيبر والي جهة فاس مكناس وبتعليمات منه، وبمواكبة متواصلة وتتبع عن قرب، من طرف كل من السيد سعيد زيان الكاتب العام لعمالة فاس، والسيد محمد الخمليشي رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة.
– وأمام رفض عمدة فاس الآزمي تمكينهم من مستحقاتهم المشروعة المترتبة عن التصفية الإدارية، أو جزء منها كتسبيق من أجل إقتنائهم لأضحية عيد الأضحى الأبرك.
- وبعد تنكر بعض منتخبي حزب العدالة والتنمية بفاس ونوابهم بالبرلمان السابقين، للتضحيات الجسام التي قدمها مطرودو سيتي باص منذ خوضهم لإضرابهم ضد شركة سيتي باص بتاريخ 13 ماي 2013، وما أعقبه من وقفات احتجاجية، ومسيرات تنديدية جابوا خلالها أهم شوارع فاس، بإيعاز منهم وبدعم مالي متواصل من طرفهم، عنوانها العريض التنكيل والتشهير بعمدة فاس السابق، نصرة لأمينهم العام السيد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، وانتقاما له.
- وبعد معاناتهم المستمرة مع ويلات البطالة والتشرد والضياع والإكتئاب، والتفكك الأسري، والهدر المدرسي، والإصابات بالأمراض المزمنة الفتاكة.
قرر مطرودو سيتي باص رفع تظلمهم وشكواهم إلى البارئ جلت قدرته الذي لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب، مستحضرين في ذلك :
قوله جل وعلا في سورة الزمر الآية 31 :
“إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون”
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[[ البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت, افعل ما شئت فكما تدين تدان ]]
ولقد صدق من قال :
من لم يتعظ بالموت، فلا واعظ له
إن الله لايصيع اجرا من أحسن عملا
إن مصلحة الوطن يا منتخبين فوق كل إعثبار
أو راهنتتم على كسب المناصب وجردتم سيوفكم في وجه ناخبيكم وسد الباب للمطالبة بحقهم المشروع