مررت على الديمقراطية وهي تبكي، فقلت لها : على ما تلتهب الفتاة ؟ فقالت : كيف لا أبكي، وأهلي من بين الخلائق ماتوا !!!
إن الديمقراطية الداخلية عند العديد من التنظيمات الحزبية والنقابية بالمغرب مع كامل الأسف، تمر ومنذ مدة بأزمة مرحلة انتقالية يبدو أنها طويلة المدى، وتعيش مخاضا عسيرا قويا متذبذبا ما بين نظرية : Le pas encore و نظرية Le plus jamais، وهو ما يساهم سلبا وبشكل مباشر في تعطيل الإنتقال الديمقراطي ببلادنا.
ولعل النموذج الذي يجسد هاته الحالة الشادة في المشهد النقابي ببلادنا، نسوقه وكلنا ألم وحسرة، من داخل المركزية النقابية العتيدة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي تعيش أزمة داخلية تهدد بإضعاف قوتها، وطمس هويتها، والنيل من سمعتها وإشعاعها وطنيا وعالميا.
إذاً، ولذلــــك ومن أجـــــله :
من المسؤول عن اغتيال الديمقراطية الداخلية داخل المركزية النقابية الإتحاد العام للشغالين بالمغرب ؟
لماذا هذا الإصرار على مواصلة هذا الإغتيال المعلن، من خلال إقصاء وتهميش رموز الحركة النقابية، القياديات والقياديين أعضاء مكتبها التنفيذي، الذين اكتسبوا الشرعية التمثيلية خلال المؤتمر الوطني العاشر يومي 11 و 12 أكتوبر 2014 ؟
ثم لماذا يصر زعماء المؤتمر الإستثنائي “7 ماي 2017″، المطعون في شرعيته أمام محاكم المملكة المغربية التي لازالت تبث في هذه الطعون، ولم تصدر حكمها النهائي في هاته النازلة لحد الآن ؟
وأخيرا وليس بأخير، لماذا بالضبط زعماء هذا المؤتمر الإستثنائي، يسابقون الزمن في تنصيب أعضاء المكاتب الإقليمية لهاته المركزية النقابية، عن طريق اعتماد ديمقراطية الوصفات الجاهزة “ديمقراطية التعيين المزاجي في مراكز القرار والمسؤولية”، أمام أعين السلطات المحلية، وتقارير الإستعلامات العامة، وممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية ؟
أسئلة وأخرى تطرقا لها بالتفصيل وبالدرس والتحليل، كل من عضوي المكتب التنفيذي للمركزية النقابية الإتحاد العام للشغالين بالمغرب :
المستشار النقابي السابق عزيز العزابي الكاتب الإقليمي للنقابة بفاس، والدكتورة فتيحة الصغير الكاتبة العامة لمنظمة الشبيبة الشغيلة بالمغرب، وذلك خلال ترؤسهما أشغال المجلس الإقليمي لهاته المركزية النقابية مساء أمس الثلاثاء 25 يوليوز 2017 بمقرها الإقليمي بفاس، إلى جانب بعص أعضاء المكتب التنفيذي والمكتب الإقليمي لهاته المركزية النقابية العتيدة، ونخص بالذكر منهم كل من السادة :
عبد الإله الشهلي، عبد الرحمان نداء، الدكتور أحمد أزوكار، حمزة دروي، عبد الرحيم المنصوري، عبد الرحيم مبتهج، أحمد خريبو، عبد اللطيف نفيس، ومصطفى الذهبي.
أشغال هذا المجلس الإقليمي، استهلها الكاتب الإقليمي المناضل النقابي عزيز العزابي بدعوة الحاضرين إلى قراءة سورة الفاتحة بإسم قيادة واطر ومناضلي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، ترحما على أحد أهرامات الحركة النقابية بفاس، المرحوم الحاج محمد الراشيدي الكاتب الجهوي لنقابة الإتحاد المغربي للشغل بفاس، الذي أثنى على مساره النقابي الجاد.
ومن أجل تقريبكم من أجواء هذا المجلس الإقليمي، والرسائل المفتوحة التي تم توجيهها بشكل مباشر إلى كل من يهمه الأمر، ولكل غاية مفيدة نضع رهن إشارتكم بالصوت والصورة، مداخلة كل من عزيز العزابي والدكتورة فتيحة الصغير.