لماذا لا تستحضر العديد من الإدارات الحكومية في بعض الأحيان، المفهوم الجديد للسلطة، خلال تعاملها المباشر مع الأشكال الإحتجاجية والنضالية السلمية، والتي يخوضها المواطنات والمواطنين مكرهين، كلما تمسكوا بحق من حقوقهم المشروعة ؟
لماذا تلتجأ بعض الإدارات المغربية مع الأسف، إلى إغلاق باب الحوار في وجه الفئات المتضررة كلما طالبت بالحوار الجاد والبناء، وانهاء المعاناة ؟
أين هاته الإدارات الحكومية من الإلتزام بتفعيل سياسة القرب الهادف والتواصل البناء، وتجسيد استراتيجية الإصغاء والإقناع وحسن الإستقبال في وجه المواطنين، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، وارساءً لدعائم دولة الحق والقانون والمؤسسات ؟
ثم لماذا يستنجد المتضررون من بعض السلوكات والقرارت الإدارية، بصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، أنيس المستضعفين، وناصر المظلومين، وماسح دموع المقهورين ؟
ولعل الجواب عن هاته الأسئلة الموضوعية والآنية، اختزلته بعض مضامين الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016 بمقر البرلمان، عند افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية العاشرة.
هذه المضامين الوجيهة، نوردها للتذكير فقط، لكل غاية مفيدة :
وإذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة، فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما.
أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم .
ولكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟
الأكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغلاق الأبواب أمامهم، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم، أو للتشكي من ظلم أصابهم.
غير أن المسؤولية تتطلب من الموظف، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية، تضع أمور الناس بين يديه، أن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم .
السيدات والسادة البرلمانيين المحترمين،
إن الصعوبات التي تواجه المواطن في علاقته بالإدارة كثيرة ومتعددة، تبتدئ من الاستقبال، مرورا بالتواصل إلى معالجة الملفات والوثائق؛ بحيث أصبحت ترتبط في ذهنه بمسار المحارب.
ومن غير المقبول ، أن لا تجيب الإدارة على شكايات وتساؤلات الناس وكأن المواطن لا يساوي شيئا، أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء الإدارة.
فبدون المواطن لن تكون هناك إدارة، ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله، وحلولا لمشاكله المعروضة عليها، وهي ملزمة بأن تفسر الأشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون.
مجموعة أساتذة سد الخصاص والتربية غير نظامية، قضوا عدة سنوات في تأدية الواجب الوطني خدمة للمدرسة العمومية والنهوض بها، ومحاربة الأمية والهدر المدرسي وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس، على صعيد جهة فاس مكناس، اكتسبوا من خلالها تجربة عالية، وخبرة مجالية رائدة في مجال التدريس، نطموا صباح أمس الخميس 20 يوليوز 2017، وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر المديرية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، رفعوا خلالها شعارات نضالية حضارية معبرة ومؤثرة، طالبوا من خلالها الجهات المعنية بتسوية أوضاعهم الإدارية والقانونية والمالية، كما استنجدوا من خلالها وعلى وجه الخصوص، بالسدة العالية بالله أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، أنيس المستضعفين، وناصر المظلومين، وماسح دموع المقهورين.
ومن أجل تقريب الرأي العام المحلي والجهوي والوطني بشكل عام، والجهات المعنية المسؤولة على وجه الخصوص، من هاته المعاناة وكذا من أجواء هاته الوقفة السلمية، نضع رهن إشارتكم هذا الشريط الفيديو :
أملنا كبير وتطلعاتنا أكبر، في الدكتور محمد دالي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، لما عهدناه فيه من وطنية صادقة، وغيرة على الحق نبيلة، ورغبة أكيدة في حل المشاكل والمعضلات، أن يتدخل في اتجاه وضع حد لمعاناة حوالي 14 أستاذة وأستاذ منضوون تحت لواء التنسيقية الجهوية لأساتذة سد الخصاص والتربية غير نظامية فاس مكناس.
هاته المعاناة اليومية تزداد سوءاً عن سوء مع مرور الأيام والشهور والسنوات، كلما تعذر ايجاد الحلول المنصفة لهاته الشريحة من رعايا صاحب الجلالة نصره الله، حاملي الشواهد العليا، الذين يعتزون أيما اعتزاز بالإستنجاد بجنابه الكريم العالي بالله، حفظه الله وأيده بنصره وبالمؤمنين، وجعل على يديه الكريمتين الفتح المبين.