في إطار سلسلة المهرجانات الموسيقية التراثية الكبرى التي تنظمها جماعة فاس بشراكة مع مقاطعاتها الستة، وبتعاون مع المعهد الإسباني سرفاطيس و”مؤسسة تراث المدينة”، تعيش مدينة فاس العالمة على إيقاع سهرات المهرجان الوطني الثاني والعشرين للموسيقى الأندلسية المغربية بفاس، التي تحتضنها القاعة الكبرى لملحقة عمالة فاس بالبطحاء، وذلك طيلة الفترة الممتدة من يوم الجمعة 7 أبريل 2017 وإلى غاية يوم السبت 15 منه، تحت شعار :
((التراث الأندلسي بين المحلية والعالمية))
وتتخلل برنامج هذه الدورة التي تمتد على مدى تسعة أيام مجموعة من الأنشطة الفنية والعلمية والتربوية الوازنة، تتمثل في تنظيم حفلات كبرى تحييها نخبة من أجود الأجواق المتخصصة في هذا الفن العريق، وورشات تكوينية لفائدة الفنانين والولوعين المتطلعين إلى الرقي بمعرفتهم لهذا الفن الأصيل، وصبحية للأطفال؛
كما سيتم عقد ندوة علمية ومائدة مستديرة حول موضوع :
((سبل الانتقال بالتراث الأندلسي المغربي من المحلية إلى العالمية))
تسفر عن تقديم مجموعة من المقترحات والتوصيات والبرامج قصد الاستنارة بها في أفق المطالبة بتسجيل هذا التراث الراقي الذي يحافظ عليه المغاربة ضمن التراث الإنساني من طرف المنظمات الدولية المعنية.
عشاق الموسيقى الأندلسية الراقية من ساكنة مدينة فاس وزوارها المغاربة والأجانب كانوا ليلة الخميس 13 أبريل 2017 بالقاعة الكبرى لفاس المدينة البطحاء على موعد مع فعاليات السهرة الأولى لهذا المهرجان الوطني الكبير، والتي أحيتها ضيفة شرف هذا المهرجان فرقة موديخار للموسيقى والتراث الأصيل القادمة من مدينة غرناطة الإسبانية، حيث ألهمت جمهور الغفير الذي غصت به جنبات هاته القاعة الفسيحة التي أبدعتها يد الصانع التقليدي الفاسي.
ومن أجل تقريبكم من بعض أجواء هاته السهرة الأندلسية الأولى، وعلى الخصوص الأداء الجيد لفرقة موديخار الإسبانية لبعض الوصلات الأندلسية المغربية والإسبانية، والتي اختارنا لكم إحدى روائها الخالدة “لَيْلٌ عَجِيبْ”، نضع رهن إشارتكم هذا الشريط الموثق بالصوت والصورة.
جدير بالذكر أن هاته السهرة الأندلسية عرفت حضور العديد من الأكاديميين والأساتذة الباحثين، والمنتخبين المحليين والجهويين في طليعتهم نواب عمدة مدينة فاس : الدكتور حسن محب والأستاذة ابتسام الدحماني، ورؤساء المقاطعات ونوابهم نذكر منهم الأستاذ السعيد سرغيني وعز الدين الشيخ، بالإضافة إلى أعضاء مؤسسة تراث المدينة السادة الأساتذة محمد الشامي والدكتور رشيد بناني الأستاذ السعيد بنعمر، هذا الأخير ومن خلال تصريحه لموقعنا أشاد بهاته المحطة الثقافية الوطنية والعالمية والتي تجسد في أبعادها ودلالاتها المحافظة على الموسيقى الأندلسية كتراث ثقافي إنساني حضاري عريق، ينشر قيم التسامح والتعايش والمحبة والوئام والوسطية والإعتدال، والسلم والسلام عبر العالم.