1 – كيف تحولت ندوة المجتمع المدني بفاس المدينة حول موضوع : “عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي : الأبعاد والدلالات”، من ندوة محلية إلى ندوة دولية ؟
2 – كيف تحقق النجاح الملموس لهاته الندوة الفكرية، على الرغم من الإكراهات المادية وضيق الحيز الزمني لفترة التحضير، وتشكيك بعض الفاعلين ؟
3 – إلى أي حد استطاعت هاته الندوة الفكرية تغيير تلك الصورة النمطية للمجتمع المدني بفاس العتيقة، الموسومة بالأمس القريب بالوقفات الإحتجاجية والتصريحات النارية، والتشكيك في النوايا، وتبخيس الأوراش المنجزة، والخدمات المقدمة، والمبادرات الخلاقة ؟
أسئلة ضمن أخرى، يبقى من حق المتتبعين للشأن المحلي والعمل الجمعوي بفاس المدنية، الغوص في أبعدها، والتعمق في دلالاتها، بالدرس والتحليل والتقييم المعقلن، بعيدا عن أية حسابات سياسوية ضيقة، أو أجندات حزبية مأجورة، وذلك في أفق تأهيل المجتمع المدني تهيلا حضاريا يجسد الدبلوماسية الموازية في بعدها الجمعوي، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، رائد الدبلوماسية الملكية الرشيدة، الرادعة لكل المناورات الحقودة السرية منها والعلنية، المدبرة والممولة بالعملة الصعبة من طرف أعداء وحدتنا الترابية.
وفي انتظار ذلك، ومن باب الشيء بالشيء يذكر، وعلى هامش الندوة الفكرية التي نظمها المجتمع المدني بفاس العتيقة” جمعية فاس للثقافة والتراث الإنساني برئاسة محمد الصنهاجين، جمعية المثلث الذهبي برئاسة عبد السلام اليملاحي، وجمعية المطاعم التقليدية برئاسة الجيلالي نقاز، جمعية تجار ومهنيي فاس العتيقة برئاسة عبد اله الصنهاجي”، مساء الجمعة 10 فبراير 2017، حول موضوع : “عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي : الأبعاد والدلالات”.
أكد العديد من المشاركين في أشغالها، أن هاته الندوة استطاعت تحقيق ما كان ينتظر منها من حيث الشكل والمضمون، وعلى وجه الخصوص تلك القيمة العلمية والرمزية الفكرية، التي تجلت معالمهما الأدبية والإبداعية في مداخلة الدكتور الحسن بوقسيمي، التي اختار لها عنوان : قيم الجمال والأخوة والمسؤولية الكونية في خطاب أمير المؤمنين الملك محمد السادس -حفه الله برعايته- في قمة الاتحاد الإفريقي الثامنة والعشرين”.
كما أن العرض الأكاديمي الذي ألقاه بذات المناسبة السيد مامادو كان Mamadou Kane رئيس جمعية الجالية السينغالية المقيمة بالمغرب، وممثل القنصلية السينغالية بمدينة فاس، وكذا الشهادة الحية التي قدمها فضيلة الشيخ محمد فال خليفة Mamadou Fall Khalifa، ممثل الخليفة العام بالزاوية التجانية بولاية تِواوان منطقة نهر السينغال، فضيلة الشيخ محمد الأمين بن شيخ الإسلام الشيخ ابراهيم انياس، حيث تفاعل المشاركون في الندوة الفكرية معهما بنوع من التقدير والإكبار، والإصغاء الراقي، مستحضرين في ذلك روابط الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين الشقيقين المغربي والسينغالي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، وأخيه فخامة الرئيس السينغالي السيد ماكي سال.
كما أن الحضور الوازن لقيدومي العمل الجمعوي بفاس العتيقة وعمداؤه، ونخص بالذكر منهم السادة : عبد الوهاب الصباغي، محمد حجيرة، ومحمد برزوق، أضفى تلك الإضافة النوعية والعلاقة الروحية بين جيل الرواد وجيل الخلف في العمل الجمعوي.
على أن أبرز المفاجآة التي ميزت فقرات هاته الندوة الفكرية، تجلت في تكريم الأستاذ المحاضر الدكتور الحسن بوقسمي من طرف نخبة من طلبته النجباء الذي يقدرون المعروف ويتقنون ثقافة التكريم والإعتراف، وهم الطلبة الباحثين : إلياس الطوير، محمد البروحي، مؤنس غزلان، وعبد العلي بلامين، هذا الأخير أبهر الحاضرين بالكلمة الراقية التي ألقاها باسم زملائه الطلبة الباحثين في حق المحتفى به الدكتور بوقسيمي.
كما أن المستوى الحضاري والمسؤول الذي أبان عنه الفاعلات والفاعلين الجمعويين الذين أسهموا بارتساماتهم الصادقة، ومقترحاتهم الوجيهة، في النقاش الهادئ لمضامين المداخلة، رفع من قيمة المستوى الفكري لهاته الندوة الدولية التي ساهم في تنظيمها وانجاحها الدور المحوري والاستشاري للسلطة المحلية بالمنطقة الحضرية بفاس المدينة في شخص السيد الباشا، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستيكي والمعنوي الذي ساهم به كل من :
1 – الفاعل الجمعوي والمستثمر السياحي محمد السلاوي : وضع فضاء فندق تومبوكتو رهن اشارة الجهة المنظمة.
2 – مقاطعة فاس المدينة : اللافتات، والملصقات، والدعوات، ومكبر الصوت .
3 – غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس حفل شاي على شرف المشاركين، وانتداب بعض أعضائها للمشاركة في أشغال هاته الندوة : محمد أبو الصبر وعمر ممثل دار الدبغ شوارة، وفاضل بوجيدة أحد نواب الرئيس الذي ألقى كلمة بإسم هاته الغرفة، عبر من خلالها عن إشادة رئيسها السيد عبد المالك البوطيين بمعية جميع الأعضاء بعودة المملكة المغربية إلى بيتها الطبيعي الاتحاد الإفريقي.
4 – غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس، توفير هدايا تذكاريا لبعض المحتفى بهم على هامش هاته الندوة الفكرية، مع انتداب بعض أعضائها للمشاركة فيها : حفيظ الرائد، وأمين عمور الذي ألقى كلمة بإسم الغرفة، جسدت هي الأخرى إشادة رئيسها النائب البرلماني بدر الطاهري ومن خلاله جميع الأعضاء المنتخبين، بالعودة الطبيعية للمغرب إلى كنف الاتحاد الإفريقي.
تحية كبيرة للمجتمع المدني و لكل الدكاترة المتدخلين و الشكر موصول لجريدة علوي بريس على التغطية الناجحة