في بيان لها صدر الأحد 5 فبراير 2017، عارضت هيئة كبار العلماء في الأزهر، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعا إلى إصدار قانون يحظر الطلاق شفويا.
وأكدت في بيانها أن الطلاق شفويا متعارف عليه منذ عهد النبي محمد(صلى الله عليه وسلم).
واعتبرت الهيئة أن “وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانه وشروطه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، هو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم… دون اشتراط إشهاد أو توثيق”.
وأوضح البيان أن الهيئة عقدت عدة اجتماعات خلال الأشهر الماضية لبحث عدد من القضايا الاجتماعية المعاصرة ومنها حكم الطلاق الشفوي وأثره الشرعي، مضيفا أن مجلس كبار العلماء الذي انعقد يومه الأحد، انتهى إلى هذا الرأي بإجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم.
وكان السيسي دعا في كلمة ألقاها الشهر الماضي إلى إصدار قانون يقضي بألا يقع الطلاق إلا بحضور مأذون، أي حظر الطلاق شفويا.
وقال السيسي إنه طبقا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن 40% من الأزواج يطلقون خلال السنوات الخمس الأولى للزواج معتبرا أن هذه نسبة كبيرة وتكون لها سلبيات على الأسرة والأجيال المقبلة.
وأضاف الرئيس المصري أن مثل هذا القانون سيكون الهدف منه إعطاء الناس فرصة لمراجعة نفسها بدلا من يتم الطلاق بكلمة يقولها الزوج في أي لحظة.
وتوجه السيسي بعد ذلك إلى شيخ الأزهر الإمام الأكبر، أحمد الطيب الذي كان يحضر الاحتفال قائلا بالعاميه “ولا إيه يا فضيلة الإمام؟” ثم أردف “تعبتني يا فضيلة الإمام”.
وأكدت الهيئة أنها ترى أن ظاهرة شيوع الطلاق لا يقضي عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، لأن الزوج المستخف بأمر الطلاق لا يعييه أن يذهب للمأذون أو القاضي لتوثيق طلاقه، علما بأن جميع إحصاءات الطلاق المعلن عنها مثبتة وموثقة سلفا، إما لدى المأذون أو أمام القاضي، ورغم إصرارها على شرعية الطلاق شفويا، فإن الهيئة أكدت أن من حق ولي الأمر (أي رئيس الدولة) شرعا أن يتخذ ما يلزم من إجراءات لسن تشريع يكفل توقيع عقوبة تعزيرية رادعة على من امتنع عن التوثيق (للطلاق الشفوي)، أو ماطل فيه، لأن في ذلك إضرارا بالمرأة وبحقوقها الشرعية.
المصدر: أ ف ب