قيل قديما والعهدة على الرواي : ” فاس وما أدراك ما فاس، والكل في فاس” نعم هذا ما تداولته الألسن الناطقة بصفاء روحانية الوجدان ولازالت، وتغنى بها القدامى الأولون والسكان الحاليون “الكبار منهم والصغار وحتى الصبيان”، المولعون بسحرها الخلاب وجادبيتها المستدامة، وتوارثتها الأجيال المتعاقبة “جيل بعد جيل” وكلها اعتزاز وافتخار بشرف الإنتماء لهاته الحاضرة الإدريسية مدينة السلطان إدريس الأصغر إبن السلطان إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب.
ليس غريبا على مدينة فاس، مدينة العلم والعرفان العاصمة العلمية للمملكة المغربية الشريفة، التي أنجبت ورعت وآوت بين أحضانها جهابدة العلماء الأجلاء، وفطاحلة الأدباء والشعراء والنقاد الأشراف البررة الكرام، أن تفتح صدرها الواسع بالترحاب الخلاق، وحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة، في وجه الدبلوماسي العربي الكبير والشاعر اليمني القدير فضيلة الدكتور عبد الولي الشميري، أحد أبرز المثقفين العرب الذين لَمْ يُخْفُوا عِشْقَهُمُ الولهان لهاته الحاضرة الإدريسية الزاهية بمآثرها العمرانية التاريخية الخالدة، وحضارتها العريقة المجيدة التي داع صيتها في العالم عبر مختلف الأزمنة والعصور.
ليس غريبا كذلك على ساكنتها المضيافة وعلى الخصوص منها مثقفيها وأدبائها وشعرائها ومنتخبيها الذين كان لهم شرف تنظيم واحتضان والمشاركة في الملتقى الوطني الرابع عشر للقصة الصغيرة، في دورته العربية الأولى “دورة الأديب والشاعر العربي الكبير الدكتور عبد الولي الشميري”، حيث جسدوا بإمتياز ومن خلال ابتسامتهم العريضة وحفاوة ترحابهم بضيف مدينة فاس الكبير فوق العادة، ولسان حالهم يردد بشغف كبير قول الشاعر :
وقل لضيف أتانا كرما أهــــــلا وسهــــلا وترحابا بمن جاءنــــــا
هنا الضيافة مكمول جوانــبها حسا ومعنى وأفرادا وسلوانـــا
عطاء ربك محمود لصاحــــبه فـــــالله يسعد دنيانا وأخرانـــــا
ليس غريبا إذا، على مدينة فاس النموذج المثالي الناجح لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش والتساكن، والنموذج الأمثل لرعاية وتفعيل حوار الثقافات والحضارت، وتسامح الأديان وتعايش الأقليات، أن تحضى بشرف هذا التكريم الخلاق الذي سيبقى لا محالة خالدا وراسخا في ذاكرة ووجدان المحتفى به، الهرم الثقافي المتميز، والدبلوماسي العربي الكبير فضيلة الدكتور عبد الولي الشميري، وهو ما عبر عنه بعفوية صادقة واعتزاز كبير من خلال كلمته التي ألقاها بهاته المناسبة والتي نضعها رهن إشارتكم من خلال هذا الشريط الفيديو :
إذا الشكر موصول لجميع أعضاء جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس، الذين سهروا بدعم وتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بفاس، والجماعة الحضرية لمدينة فاس، على التنظيم المحكم للمهرجان الوطني 14 للقصة القصيرة الذي تزامن مع الدورة العربية الأولى دورة المحتفى به الأديب والشاعر الدكتور عبد الولي الشمري، هاته المحطة الثقافية التي احتضنت فعالياتها الإبداعية على مدي يومي السبت والأحد 22 – 23 أكتوبر 2016 برحاب دار الثقافة بفاس.
حيث تضمن برنامج هذا الإحتفاء تنظيم حفل استقبال بهيج ارتقى إلى مستوى تطلعات الجهة المنظمة وسمعة المحتفى به الطيبة، عرفانا من أعضائها بالخدمات الجليلة والأعمال الإبداعية التي قدمها طيلة مشواره الدبلوماسي ومسيرته الشعرية والأدبية، وهو ما عبرت عنه بجلاء الشهادات الصادقة التي قيبت في حقها، وكذا القراءات النقدية لبعض أعماله المتميزة التي أغنت الخزانة الأدبية العربية والعالمية بروائعه الخالدة وإبداعاته الراقية.
ولعل أشرطة الفيديو التي عززنا بها هاته التغطية الإعلامية المتواضعة، من شأنها تقريبكم من الأجواء العائلية التي سادت هاته الأمسية الشعرية الأدبية التكريمية، والتي ساهم في تأطيرها ثلة من الأدباء والشعراء والمفكرين والنقاد، من طينة د تحاف السرغيني رئيس جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس الجهة المنظمة ورئيس الجلسة، د عبد الله بنصر العلوي، ود عبد الوهاب الفيلالي، ود إدريس الذهبي، ود عبد الفتاح أبطاني “وجميعهم من المغرب”، الشاعر المصري الناقد الأستاذ إسماعيل عقاب، بالإضافة إلى أيقونة الشعر المغربي ورائدة الدبلوماسية الجامعية الموازية في المجال الثقافي والأدبي، الشاعرة المغربية القديرة الدكتورة لويزا بولبرس.
حفل التكريم هذا تخللته فقرة تقديم ذرع الدورة وهدايا تذكارية متعددة أبدعتها يد الصانع التقليدي الفاسي، تناوب على تقديمها الأساتذة المؤطرون، إلى جانب السيد نائب المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بجهة فاس مكناس، والسيد نائب عمدة مدينة فاس الشاعر المغربي والأديب الدكتور حسن محب، والدكتور المراكشي عن رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بالإضافة إلى الفنان فؤاد العامري، حيث تركت جميعها مما لا شك فيه أثرا طيبا في نفسية المحتفى به .
وعلى هامش هذا التكريم الراقي، أقامت الشاعرة المغربية القديرة الدكتورة لويزا بولبرس بفضاء منزلها الرحب، حفل عشاء على شرف جميع المشاركين وفي مقدمتهم ضيف مدينة فاس والمملكة المغربية فوق العادة المحتفى به فضيلة الدكتور عبد الولي الشميري بمعية أعضاء الوفد المرافق له الذي ضم على الخصوص القائم بأعمال السفارة اليمنية بالمغرب ونائبه، مجسدة عبر ذلك ثقافة التكريم والعرفان في أبهى صورها الحضارية الراقية والمتميزة، وحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة أبرز الخصوصيات الخلاقة للشعب المغربي المضياف، حيث تخللت هذا الحفل البهيج وصلات غنائية من التراث الشعبي المغربي فن الملحون التي أبدعتها جمعية فنون التراث الموسيقي المغربي برئاسة الشاعر الزجال الفنان فؤاد العامري.