اعتبارا للطبيعة المناخية لمدينة فاس التي يصفها علماء الجغرافية بالمدينة المَهْرَقَة في فصل الشتاء، وذلك بالنظر إلى غزارة التساقطات المطرية التي تعرفها طيلة هذا الفصل، كما يصفونها كذلك بالمدينة المَحْرَقَة في فصل الصيف، وذلك بالنظر إلى الإرتفاع المهول في درجات الحرارة المفرطة التي تجتاحها بشكل مستمر طيلة الفترة الممتدة من شهر ماي إلى غاية متم شهر أكتوبر من كل سنة.
واستحضارا كذلك للنقص الملموس الحاصل في البنيات التحتية ” فضاءات الإستجمام والترفيه الشعبية” التي من شأنها استقطاب المئات إن لم نقل الآلاف من أطفال وشباب المناطق الهشة بمدينة فاس، والذين يضطرون مكرهين إلى ارتياد مختلف نافورات مدينة فاس من أجل ممارسة السباحة العشوائية في أفق التغلب على حرارة الطقس وأشعة الشمس المحرقة التي تجتاح مدينتهم.
السيد السعيد سرغيني رئيس مقاطعة فاس المدينة ومن خلال التصريح الذي أدلى به لموقعنا، أشاد بهاته المبادرة الإجتماعية الأهداف والإنسانية الأبعاد التي تجلت في إقدام مجلس جماعة فاس على ايجاد الحلول البديلة المؤقة التي من شأنها احتواء ظاهرة إستغلال أطفال المناطق الهشة لبعض نافورات مدينة فاس من ممارسة السباحة العشوائية، وتمكين المئات من هؤلاء الأطفال من الإستفاذة من تعلم أبجديات رياضة السباحة بشكل مجاني بالمسبح البلدي لمدينة فاس تحت إشراف الأطر التقنية لكل من نادي السلام الرياضي الفاسي للسباحة، وفريق المغرب الرياضي الفاسي للسباحة، بمقتضى عقد الشراكة الذي أبرمته جماعة فاس مكتبهما المسير، وذلك طيلة الفترة الممتدة من 11 يوليوز 2016 إلى غاية 10 شتنبر منه.
كما أكد كذلك أن جماعة فاس مكنت كذلك المئات الآخرين الباقين من هؤلاء الأطفال من ممارسة السباحة بشكل يومي لمدة 10 أيام، وعبر خمس مراحل بالفضاء الرياضي المرجة السفلى.
السيد السعيد سرغيني وبعد تذكيره بمدى قدرة مسابح القرب على استيعاب هؤلاء الأطفال الذين ينتمون إلى مختلف المناطق الهشة والأحياء الشعبية بجميع مقاطعات فاس وجماعة المشور فاس الجديد، وتأهيلهم تأهيلا معقلنا من شأنه الإسهام في تطوير مهاراتهم في رياضة السباحة، إلتمس من المسؤولين عن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة فاس INDH تسريع وتيرة بناء وتشييد مسابح القرب بمختلف مقاطعات مدينة فاس الستة، وبالخصوص المسبح نصف أولمبي باب الجديد الذي تنتظره ساكنة فاس المدينة وأطفالها على وجه الخصوص بفارغ الصبر.
بالإضافة إلى إستئناف أشغال إنجاز مسبح فدان الفربة بمقاطعة المرينيين التي توقفت بشكل مفاجئ بعد انطلاقها بوتيرة أسرع زرعت الأمل في صفوف أطفال هاته المقاطعة الهشة الذين راودهم حلم ممارسة السباحة فيه بداية هذا الصيف، لكن سرعان ما تبخر حلم هاته الشريحة المعوزة والواعدة مع كامل الأسف.
نتمنى صادقين من الجهات المسؤولة عن برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة فاس ومن خلالهم السلطات المحلية بولاية فاس في شخص السيد والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس السيد سعيد زنيبر وبشراكة مع مجالسها المنتخبة ” جماعة فاس – مجلس جهة فاس – مجلس عمالة فاس – مقاطعات فاس” العمل سويا على انجاز مسابح القرب على غرار التجربتين البنموذجيتين الناجحتين بإمتياز “ملاعب القرب وكذا مراكز القرب” استجابة لإنتظارات أطفال المناطق الموسومة بالهشاشة والفقر والأحياء الشعبية بمدينة فاس.