وما بدلــــوا تبديـــــلا :
الوطني الغيور الحاج ابراهيم الجامعي قيدوم الإستقلاليين بفاس نموذجا
بقلم : محمد علوي مدغري
المدير المسؤول رئيس قسم التحرير
يقول الحق سبحانه وتعالى في [سورة الأحزاب : الآيتين الكريمتين 23 و 24] {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَـــا بَدَّلُــوا تَبْدِيـــلاً }
صدق الله العظيم
لطالما استنهضت هذه الآية الكريمة هِمَمَ المناضلين الإستقلاليين الشرفاء الأبرار، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وذلك {من باب ثباتهم الصادق والمستدام على مبادئ حزبهم العتيد، وفاءً لأرواح زعمائه التاريخيين وشهدائه الأبرار، وحرصا منهم على الإخلاص لثوابته الراسخة في وجدانهم، والمستنبطة من ثوابت الأمة المغربية المقدسة :
(العقيدة الإسلامية والوحدة الترابية والملكية الدستورية)
حيث قضى العديد منهم نحبه وهو فخور بإنتمائه عن قناعة لحزب الإستقلال ضمير الأمة، والعديد منهم أيضا من لازال ينتظر وما بدل تبديلا، وهذه كانت ميزتهم الخلاقة، وتلك هي خصوصيتهم المشرفة.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر، على اعتبار أن المناسبة شرط {كما أقرها علماء المنطق}، نخص بالذكر من هؤلاء الإستقلاليين الأبرار : الوطني الغيور الحاج ابراهيم الجامعي
ولعل من فضائل وشمائل هذا الهرم الإستقلالي الحاج إبراهيم الجامعي أمد الله في عمره، أنه يعتبر أحد أبرز قيدومي المستشارين الجماعيين والنواب البرلمانيين الإستقلاليين بفاس : {مستشار جماعي مثل بشغف ساكنة صهريح كناوة بفاس لحوالي أربعة عقود ماضية ( لعدة ولايات جماعية افتتحها منذ انتخابه سنة 1983 واختتمها بمتم الولاية الجماعية الماضية 2015 – 2021).
دون إغفال الولاية التشريعية الوحيدة في مساره الحزبي التي مثل فيها ساكنة جنان الورد بفاس داخل قبة البرلمان عضوا في الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية 1997 – 2003.
إلا أنه مع كامل الأسف، بالرغم من هذا المسار الحزبي الطويل والمشرف، بات هذا الهرم الإستقلالي يعيش ويلات العزلة والتهميش والإقصاء، حيث أصبح مثل ذلكم الغريب الذي طاله النسيان.
ولله در الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري الذي أنشد قائلا :
أُولو الفضلِ في أوطانهم غُرَبـَـاءُ تشِذّ وتنـــأى عنهمُ القُربَـــاءُ
ولعل دلالات هذا البيت الشعري ترخي بضلالها الحزينة التي جسدتها بوضوح هذه الصورة المؤثرة التي نشرها مشكورا، المهندس الإستقلالي محمد الزعيم خريج المدرسة العلالية لتكوين الأطر الحزبية، كاتب فرع حزب الإستقلال الأندلس بفاس لسنوات مرت، قبل اتخاذ قرار حل جميع فروع الحزب بمفتشية فاس من طرف الأمين العام للحزب.
وهي الصورة التي تعبر أيضا بحسرة وأسى عن العزلة التي بات يعيش في كنفها هذا الهرم الإستقلالي الكبير الحاج إبراهيم الجامعي الذي كرس حياته للدفاع عن مبادئ حزب الإستقلال، والترافع عن التأهيل الحضري والمجالي لمنطقة صهريج كناوة والشعبة ودوار ريافة والمصلى وسهب الورد، حيث يرجع له الفضل كذلك في تشييد طريق ويسلان.
وهي الصورة التي تجسد مما لا شك فيه، الحسرة التي انتابت الغيورين على سمعة حزب الإستقلال، وتحث قيادة الحزب في شخص أمينه العام الأستاذ الدكتور نزار بركة على ضرورة التدبر بإمعان في دلالات هذه الأبيات الشعرية لجده الزعيم السياسي علال الفاسي رحمه الله:
إلــى كم نعيش بدون حياة وكم ذا ننــام عن الصـــالحات
فـــوا حسرتــاه على حالنا وماذا استفدنا من الحسرات
عرانـــا الذهــول ويــا ليتنا عرانــا الذهــول عن المهلكات
أنبقى بلا عمل نـــافع ونرضــى جميعا بهذا السبـــات
وأمام هذا الواقع الحزبي المرير الذي أضحت مدينة فاس العاصمة الروحية لحزب الإستقلال مسرحا له، يتعين على قيادة حزب الإستقلال الإسراع إلى رد الإعتبار لأمثال الحاج إبراهيم الجامعي بمدينة فاس الذين طالهم النسيان، وذاقوا مرارة الإقصاء والتهميش والإستئصال مع سبق الإصرار والترصد.
وهي مسؤولية تاريخية على عاتق الأمين العام للحزب الدكتور نزار بركة، لأن كرامة المناضلين الإستقلاليين الأوفياء يجب أن تبقى دائما فوق كل اعتبار، خارج كل حسابات حزبية براغماتية ضيقة، وهي غير قابلة أيضا للتجاهل والمماطلة والتسويف، وبضدها تتميز الأشياء كما قال العلماء.إن المناضلين الإستقلاليين من طينة الوطني الغيور الحاج إبراهيم الجامعي وما أكثرهم بمدينة فاس، تواقون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حنين الزمن الإستقلالي الجميل بأمجاده الخالدة التي جعلت حزب الإستقلال حزبا قويا بكل المعايير المؤسساتية التنظيمية الجريئة (بدلالاتها الإنسانية وأبعادها التضامنية) التي جسدت على أرض الواقع ذلكم التميز الحزبي الإيجابي محليا ووطنيا، من خلال حرص قيادة الحزب آنذاك على تكريس ثقافة :
الإستقلاليين مَــا تَيْدُزُوشْ دْيـَـاوَلْهُمْ أبــدًا، وَلَــوْ بَعْدَ حِين
لذلك ومن أجله، ولكل ما سبق ذكره، إلى أي حد ستتفاعل قيادة حزب الإستقلال مع هذا الشعار الذي أرخ لعقود خلت لعظمة قيادة الحزب وريادتهم وطنيا في المشهد السياسي المغربي، حيث جعلت من حزب الإستقلال حزبا عتيدا يجسد ضمير الأمة؟
أم أنها ستتعامل معها بصيغة كم حاجة قضيناها بتركها، ومن ثم ستبقى دار لقمان على حالها، وهذا مؤسف جدا أن يقع، وبالتالي سيصدق فيها إن تم التجاهل بالفعل تكريسها لقول الشاعر :
تبدلت الأيـــام وانقلب الدهــر وصار خيــار الناس ليس لهم قــدر
وصار شــرار الناس يعلى مكانهم فما أصعب الدنيا وما أقبح الدهـر