بالتزامن مع انعقاد فعاليات الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2023، صدر مؤخرا عن ( وكالة الصحافة العربية – القاهرة ) كتاب جديد يحمل عنوان:“الإعلام الناعم .. كيف يمكن تشكيل العقول؟ للكاتب الصحفي المصري والخبير الإعلامي المفوه
الدكتور خــالد محمد غـــازي
الكاتب الصحفي الدكتور خالد محمد غازي ومن خلال إصداره الجديد أكد لقرائه أن الثورة الإعلامية والتكنولوجية في الزمن الحالي تنطلق من خلال ثنائية متلازمة:
صناعة التكنولوجية كأدوات من جهة.
ومن جهة أخرى صناعة الإنتاج المعلوماتي والمعرفي المتدفق بالغث والثمين.
وهذه الثنائية تقوم أساسا بالبحث والتحليل والتفسير لمختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكل ما يتصل بالفرد في المجتمع المحلي أو العالمي.
حيث تكمن خطورة الثورة الإعلامية الحديثة على مجتمعاتنا العربية بصفة خاصة، في تلك التحديات المعرفية والفكرية والمعرفية، في ظل العولمة والفضاءات المفتوحة.
وهناك ما يشبه الإجماع على أن للإعلام سلطة قوية على الحياة اليومية للمواطن والمجتمع، حيثُ يعمل على بناء تصورات المواطن للواقع اليومي؛ فيقدم له صورة للواقع المحلي، وللواقع العربي، وللواقع العالمي، عن طريق التصوير المفسر لمجريات الأحداث اليومية لذلك الواقع، وعلاقة الأحداث ببعضها البعض، محمولة على أسبابها التي قد تكون صحيحة في شكلها أو مضمونها، أو تم التلاعب الإعلامي بها خدمة لوجهة سياسية أو فكرية معينة..
ويطرح الكتاب في فصوله المتنوعة أسئلة حول فهم أحد أدوار الإعلام الجديد، فقد أحدثت مواقع شبكات التواصل الاجتماعي تطورًا كبيرًا، ليس فقط في تاريخ الإعلام، وإنما في حياة الأفراد على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسي، وجاءت لتشكل عالمـًا افتراضيًّا يفتح المجال على مصراعيه، للأفراد والتجمعات والتنظيمات بمختلف أنواعها، لإبداء آرائهم ومواقفهم في القضايا والموضوعات التي تهمهم بحرية غير مسبوقــة.
هذه المواقع استطاعت أن تمد الأفراد بقنوات جديدة؛ للمشاركة في كافة الأنشطة المجتمعية، الأمر الذي يجعل من السياسة شأنًا عامًّا يمارسه معظم أفراد الشعب، دون أن يكون مقتصرًا على فئات دون أخرى، لأن هذه المواقع تشجع الأفراد غير الناشطين، أو الفاعلين سياسيًّا على المشاركة في الفعاليات السياسية، بحيث يمكن القول إنها يمكن أن تكون صوتًا سياسيًّا للمواطن العادي، وغير العادي.
وتكمن إيجابيات الإعلام الاجتماعي في سرعة الاتصال، والقيمة المعلوماتية، وضمان وصولها، وتحقيق التفاعل معها، وليس كونه إعلامًا مرسلًا من جانب واحد، مما خلق مساواة داخل المجتمع في الاتصال.
وقد ساهم الإعلام الاجتماعي في الآونة الأخيرة في جذب الأنظار، بعد تفجيره العديد من القضايا، التي أثارت الرأي العام، فتداول الأخبار والصور ذات التوجه السياسي عبر وسائل الإعلام الجديدة، أرغم بعض الحكومات على اتخاذ قرارات، أو التراجع عن قرارات، بسبب الاحتجاج الجماهيري الواسع.
وإن أقلَّ ما يُقال عن الشبكات الاجتماعية – التي هي شكل من أشكال وأذرع الإعلام الجديد – أنها مثلت ثورة حقيقية غيرت حياة البشرية جمعاء عبر مختلف بقاع المعمور، حيث كانت بمثابة طفرة فارقة في حياة العديد منهم، إلى درجة أن المرء وهو يتصفح «تويتر» {على سبيل المثال لا الحصر} يخيل له أن العالم بملياراته يتحاور ويتحادث، كل مع فريقه الذي يشكله، وفي موضوعه الذي يختار، ولتذكير فقط فإن الشبكات العنكبوتية (مواقع التواصل الإجتماعي) لا زالت تلعب دورًا هامًّا في نقل وقائع ما يجري هنا أو هناك.
ذلك أن هذه الوسائل التواصلية تُمثل معينًا خبريًّا لوسائل الإعلام، خاصة عندما يتعلق الأمر بأنظمة ما زالت تمنع دخول وسائل الإعلام إلى أراضيها؛ لنقل وقائع ما يجري فيها..
حيث ارتبطت موجة الاحتجاجات والثورات التي اجتاحت المنطقة العربية مطالبة بالتغيير، من قبل شريحة الشباب، بصعود نجم شبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها من شبكات التواصل الافتراضية الأخرى، والتي وجد فيها الشـباب العربي منفذًا للتعبير عن آمالهم، وطموحاتهم ورغباتهم في التغيير، حتى غدت بمنزلة محرك فعّال، ومؤثر في الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال عشرية السنوات الأخيرة من القرن الحالي.