كثيرة هي القرارات العشوائية المكلفة في بعض الأحيان، والمسيئة في العديد من الحالات، التي تصدر بين الفينة والأخرى من طرف بعض المسؤولين إما عن قصد أو بغير قصد.
إلا أن تداركها وتصحيحها يبقى من المهام المنوطة بالجهات المسؤولة، على اعتبار أن الخطأ يبقى واردا في كل لحظة وحين، والتصحيح يبقى دائما من أوجب الواجبات، على اعتبار أنه يكتسي طابع الأولوية، غير قابل لأي تسويف أو مماطلة.
الفاعل المهني بقطاع السياحة بفاس السيد الجيلالي النقاز ومن باب غيرته على أمجاد الحاضرة الإدريسية كوجهة سياحية تعرف في الآونة الأخيرة انتعاشة ملموسة استحسنها المهنيون والصناع التقليديين، بعد سنوات عجاف مضت {جائحة كورونا كوفيد – 19}.
عبر عن امتعاضه الشديد من القرار العشوائي القاضي بإغلاق جميع الأبواب مباشرة بعد الإنتهاء من أداء صلاة الظهر وراء إمام المسجد، ونفس الأمر بعد أداء صلاة العصر وراء الإمام، والأمر يتعلق بالأبواب الرئيسية والثانوية بكل من المعلمتين التاريخيتين العريقتين:
أولا : ضريح مولاي إدريس الأزهر أبرز المعالم الدينية والروحية بمدينة فاس الحاضرة الإدريسية، الذي يختزل بين ثناياه جزئيات مهمة وتفاصيل دقيقة من تاريخ المغرب المجيد، وحضاراته العريقة المتصاهرة.
حيث يعتبر ضريح المولى إدريس الأزهر من بين أشهر المآثر التاريخية والعمرانية بمدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة المغربية، وأكثرها شعبية وجذبا للسياح المغاربة والأجانب على حد السواء، بما في ذلك الفئات المتمدرسة التي تتوافد على مدينة فاس عبر الرحلات المدرسية المنتظمة قصد زيارة الضريح والتعرف عن قرب على أمجاد السلطان إدريس الأزهر مؤسس الدولة الإدريسية وعاصمتها مدينة فاس.
غير أنه ومع الأسف الشديد يصاب هؤلاء التلامذة بخيبة الأمل أمام أبواب الضريح الموصدة في وجوههم لتزامن زيارتهم مع توقيت الإغلاق في واضحة النهار، وهي نفس المرارة التي يتجرعها بإستغراب السياح الأجانب.
ثانيا : جامع القرويين وهو صرح حضاري عظيم، وحصن علمي عريق، كان ولازال وسيبقى معلمة تاريخية دالة على عظمة مدينة فاس الرائدة عالميا في مجال احتضان ورعاية فطاحلة وجهابدة العلوم الشرعية والفقهية والبلاغية والمقاصدية.
الفاعل المهني بقطاع السياحة الجيلالي نقاز ومن خلال هذه الصرخة يناشد عبرها السيد والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس السعيد زنيبر من أجل التدخل العاجل لتصحيح ما يمكن تصحيحه، من أجل رد الإعتبار لساكنة مدينة فاس الغراء ولزوارها الكرام.
لكل ما سبق ذكره ومن أجله: إلى أي حد سيتفاعل السيد والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس السعيد زنيبر كما عهدناه مع جزء من نبض الشارع الفاسي، انسجاما مع تشبعه اللامشروط بقيم الوطنية الصادقة، وحرصه الشديد على إلتقاط الإشارات الملكية السديدة؟
جدير بالذكر أن سريان قرار منع الزوار المسلمين من الولوج إلى ضريح المولى إدريس وجامع القرويين خارج أوقات الصلاة المكتوبة كما أسلفنا الذكر، يتزامن مع الإقبال الكبير للسياح الأجانب على زيارة المعالم الدينية العريقة، والمآثر العمرانية التاريخية التي تزخر بها مدينة فاس.
التي حظيت ولازالت تحظى بالرعاية الملكية الشريفة، والعطف المولوي الكريم لمولانا أمير المؤمنين، الساهر الأمين على ضمان الإستقرار الديني والأمن الروحي بهذا البلد الأمين.
صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفه الله برعايته الكريمة، وأيده جل وعلا بالعز والنصر والتمكين والفتح المبين.