في أفق تمكين عشاق مهرجان فاس للثقافة الصوفية وجمهوره الراقي العريض من التعرف عن قرب على آخر مستجدات البرنامج العام الفني لهذه المَلْحَمَة الثقافية الصُّوفِيَّة الرُّوحِيَّة المَاتِعَة.وبحسب نص البلاغ الصحفي الأخير الذي توصلنا بنسخة منه، أكد رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية الباحث الأكاديمي المُبَرَّز الدكتور فوزي الصقلي أن الدورة 15 لهذا المهرجان تعتبر استمرارية متتالية، وفرصة مواتية لتلقين الجيل الحاضر أبجديات الموروث الثقافي الصوفي المتجدد.وهو ما سيمكن عشاق وجمهور المهرجان من تجسيد تـَـــأْوِيلٍ حَيَوِيٍّ وُمْلهِمٍ سيستكشفونه عن قرب من خلال استمتاعهم بالسفر الروحي الغني بالتراث الموسيقي الصوفي العريق، الذي سيجسده الحفل الإفتتاحي مساء السبت 22 أكتوبر 2022 بلوحاته السحرية الفنية المبهرة، والتي سيساهم في إبداعها:
أكثر من 200 فنانة وفنان من المغرب ومن العديد من الدول الصديقة الحريصة كل الحرص على الإرتقاء بالثقافة الصوفية إلى مستوى الإشعاع العالمي الخلاق.وهو الحفل الإفتتاحي الذي سيتيح لهذا الجمهوره الراقي العريض، ولضيوف الشرف فوق العادة لهذا المهراجن، إمكانية الإنغماس في أنماط الحياة الصوفية بالبلاط المغولي، كما أشار إلى الدكتور فوزي الصقلي.
حيث سيجتمع عازفوا الموسيقى الهندوستانية من شمال الهند، ومغنو فن القوالين الصوفي ورقصة كاثاك.بهدف تسليط الضوء على حياة الأمير الصوفي الهندي دارا شيكوه، من خلال أعماله التي كان قد خصصها لصالح التعايش المثمر بين الأديان، خلال القرن السابع عشر.
وانسجاما مع مبادراتهما الروحية الخلاقة ذات الدلالات البحثية في مجال الثقافة الصوفية.
اعتمدت رئاسة مهرجان فاس للثقافة الصوفية في شخص الدكتور فوزي الصقلي بتنسيق مع الإدارة الفنية للمهرجان في شخص السيدة كارول لطيفة أمير المديرة المشرفة على برمجة فقرات المهرجان.
كأساس لدروس ماستركلاس لهذه الدورة 15، مؤلف ماتع من القرن الثاني عشر الميلادي للشاعر الفارسي نظامي الكنجوي، تحت عنوان :
« خسرو وشيرين »
ومن خلال نفس البلاغ الصحفي، أكد الدكتور فوزي الصقلي رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية أن جمهور المهرجان ومن خلال حضوره الحفلات الموسيقية الإستثنائية الأربعة التي يتضمنها البرنامج العام للدورة 15. سيتمكن لا محالة من اكتشاف أوركيسترا السماع وفن موغام من أذربيجان وهو عبارة عن عزف مستوحى من الشعر الصوفي للنظامي والموسيقى الهندوستانية ورقصة الكاتاك التي يحمل مشعلها جيل جديد مكون من شباب ذوي مهارة فنية وتألق متميز.كما سيقوم المهرجان كذلك ولأول مرة باستضافة مجموعة من الموسيقيين والدراويش مباشرة من قونيا بتركيا من أجل وصلات سماعية للطريقة المولوية.إشارة إلى إحدى رباعيات جلال الدين الرومي الشهيرة ب »بتناغم الذرات »، التي تعبر بشكل شعري عن نظرة ميكروفيزيائية، وذلك في القرن الثالث عشر.
في حين سيتوج حفل الاختتام بتكريم علم من أعلام التصوف المغربي وقطب من أقطاب مدارس الجمال في الطريق الصوفي،
الدكتور سيدي محمد التهامي الحراق
وهي المبادرة النبيلة الأبعاد والراقية الدلالات التي تجسد وبالملموس مدى تشبع كل من رئاسة مهرجان فاس للثقافة الصوفية في شخص الدكتور فوزي الصقلي، والإدارة الفنية للمهرجان في شخص السيدة كارول لطيفة أمير بثقافة الإعتراف الراقي، والعرفان الخلاق.
وهو الحفل الفني الساهر الذي سيعرف مشاركة وازنة لأرقى وألمع أصوات الطرب الأندلسي الأصيل والسماع الصوفي المتجدد بالمغرب.
كما ستستضيف هذه الدورة الخامسة عشر، ندوات وموائد مستديرة وماستركلاس سيشرف على تأطيرها (أكثر من 60 محاضرا ومتدخلا يمثلون حوالي 15 دولة شقيقة وصديقة) : من أجل تحقيق فهم أفضل للكيفية التي يمكن أن تتم بها العلاقة بين الوجد والمعرفة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية في ارتباطها بمختلف التيارات الثقافية والفكرية، حتى عصرنا الراهن. في حين سيتم التطرق لمجموعة من الطروحات والتساؤلات الكبرى حول الأنساق الممكنة بين العلم والدين بشكل عام. حيث سيشارك في هذه المناقشات متخصصون بارزون في الحوار بين الوجد والمعرفة، بين العلم والإيمان يمثلون الأديان المختلفة عبر العالم.
كما ستخصص ترانيم مؤثرة للأغاني العريقة من شمال غرب فرنسا-Bretagne- مخصصة لقصة أهل الكهف- تكريما للراهب جان بيير شوماخر الذي تم انقاذه من تبحرين، وتوفي مؤخرًا بمدينة ميدلت. وبنفس روح المشاركة الفنية والثقافية التي يتسم بها المهرجان، والتي تدخل في صميم الحوار الديني، حيث ستقدم فرقة « المطروز » اليهودية حفلاً لأغاني بيوتيم في سيناجوج دانان.
حيث سيشكل إيقاظ المواجد موضوعا مركزيا خلال:
- معرض « بردة المستيقظين » » Les manteaux des Eveillés ».
- وكذا حفل موسيقي تتخلله فقرات ممتعة للعزف على آلة السيتار الهندي.
- حيث سيلقي نظرة فنية معاصرة على التلقين الصوفي التقليدي للفيض الإلهي والمدد النبوي تحت عنوان « البردة » أو »الخرقة ».