مرضى الصرع بين مرارة الألم ورفض المجتمع بقلم : الدكتورة شفيقة غزوي
مرض الصرع ذلك الداء الذي إذا استوطن الجسم، أحال صاحبه إلى كثلة من الهواجس و الوساوس، إحساس بخوف دائم من نوبات مجهولة العواقب، مرض قد يصيب الصغير والكبير {ذكرا كان أو أنثى} يغير سلوكياته ونفسيته إلى الأسوء.
أدوية متنوعة، فحوصات معقدة ومكلفة، ومواعيد الأطباء ذوي الإختصاص طويلة الأمد في كثير من الأحيان، وكلها عوامل مؤثرة سلبا وبشكل مباشر على نفسية المريض المصاب وعلى شخصيته التي أضحت حساسة ومهزوزة ويائسة إلى حد ما، بل وحتى هاته النوبات الإضطرارية وما يصاحبها من حركات جسدية شديدة ومفزعة، قد تجعله من المحرمات المسكوت عنه لدى الأقارب والأصدقاء، وربما رافقته نظرة قاسية رافضة مأساوية لمجتمع متوجس.
نظرة تناشد الدعم والتشجيع، وتستوجب مواكبة الأسرة والقيمين على الشأن التربوي في الوسط المدرسي على وجه الخصوص لإخراج المريض بهذا الداء من دائرة العزلة والخوف والخجل إلى فضاء التفهم والتقبل والتعايش.لاشك أن تخليد اليوم العالمي لمرض الصرع International Epilepsy Day الذي يصادف يوم الإثنين الثاني من شهر فبراير من كل عام، هو مناسبة للوقوف على الإشادة بدور الأطباء والممرضين وكل القائمين على الشأن الصحي لدورهم الفعال في التصدي لهذا المرض، وكذا دور فعاليات المجتمع المدني الذي لا يستهان به.وهو كذلك مناسبة لرفع درجة الوعي بهذا الداء، والذي رغم تقدم العلم وأدوات التشخيص والأدوية الفعالة، لا زال يشكل لغزا محيرا لدى أطباء التشخيص والإستشفاء، إذ لا بد من تظافر الجهود لمحو تلك الصورة النمطية السلبية التي تضع مريض الصرع في خانة من به مس، أو ذي تصرفات تجانب المنطق.