دار الشعر بمراكش تخلد اليوم العالمي للغة العربية على إيقاع الإحتفاء بقصائد “سحر القوافي”

دار الشعر بمراكش تخلد اليوم العالمي للغة العربية على إيقاع الإحتفاء بقصائد “سحر القوافي”

شموع إضافية، اختارتها دار الشعر بمراكش للاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، في دار الشعر والشعراء المغاربة: ديوانها المفتوح مراكش.فقرة “سحر القوافي” احتفت بأجيال القصيدة العمودية في المغرب، ضمن الفقرات التي خصصتها الدار لليوم العالمي للغة الضاد، الأربعاء 29 دجنبر 2021، وبمقر دار الشعر بمراكش، لقاء شعري إضافي ضمن البرمجة السنوية الخامسة، ولقاء الشعراء مينة حسيم ومبارك العباني وسمير الهيوجي، في لحظة شعرية، رافقهم فيها :الفنان محمد آيت عبدالمولى في المصاحبة الموسيقية.

الشاعرة والإعلامية مينة حسيم، رئيسة الرابطة المراكشية للثقافة وإحياء الموروث الشعبي، والحاملة لأربع مجموعات شعرية: (قد أبيح دمي/ وخزات في زمن الريح/ بطريقتي الخاصة جدا/ خلافا لما تفعلين، وأضمومة زجلية بعنوان “حب المطمورة”)، قرأت قصيدتها تحت عنوان :

“وللحرف عشق آخر”

(قلبي إليكم رنا والحب قد وجبا …. من غير قيد ولا شرط بكم عذبا

لام وحاء وباء وقبلها آلف …. سر الهوى فاض لا أدري له سببا

هذي حروفي وهذي مهجتي قد صدحت …. بالشعر أحيا وأحيي ساكنا كئبا

الشين شوق وتلك العين ساحرة …. والراء راح لقلب يشتكي نصبا

 من سحرها كل روح تزدهي ألقا …. من شدوها كل قلب ينتشي طربا

       ناشدتك الحب إني في دمي سكنت …. تلك القوافي ومنها أرتقي سببا)

واحتفى “ديوان سحر القوافي” بتجربتين جديدتين، تنتميان معا إلى “راهن” القصيدة العمودية اليوم في المغرب، لشاعرين ينتميان لجيل شباب ورشات الكتابة الشعرية خلال دوراتها السابقة، وهما :

الشاعر مبارك العباني، (مواليد 1989 جماعة تزارت الحوز)، والشاعر سمير الهبوجي، (مواليد 1993 بزاكورة)، يقدمان معا ميسما جديدا للقصيدة العمودية اليوم، في رهان على أسئلة الذات والكتابة.

يقول الشاعر سمير الهيوجي في قصيدته : “ابتهالات الهوى”

(أهدي السلام لأهل الحب ألحانا …. لكل صب محب بات حيرانا

لكل من لم يثق سحر الهوى مرسا …. حتى رأى موته في العشق حرمانا

يا ليته قد لقى في الحب صاحبة …. حتى تبادله في الحب ما كانا

آمَنْتُ بِالسّحْرِ في العَيْنَيْنِ مُكْتَحِلٌ …. ترى إذا نظرت كالموت يغشانا

مثل العيون التي غنى جرير لها …. قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا

أو قول بشّارَ إذ في الحب قاتلة …. أعْددتُ لي قبل أن ألقاك أكفانا

فربّ قلب بما يشتاق من طرب …. رب الذي في الهوى نهواه إنسانا

أعيى الهوى قلب ذا العشاق كلّهمُ …. رغم النوى والله ما الشوق أعيانا)

ومن قصيدة “غرناطة الشفق الأخير”، اختار الشاعر مبارك العنابي الأبيات التالية:

(ها جئت.. يا مدن الحنين، مُرَافِقًا …. شَوْقِي، وَفِي جيْبِ الفُؤَادِ خِطَابُ 

اﻵنَ أَعْبُرُ .. جِسْرَكِ المُنْهَدَّ لَمْ …. أَعْلَمْ بأنَّ رَمَادَ حُسْنِكِ بَابُ

اﻵنَ أَعْبُر .. وَالتُّرُابُ يَدُلُّنِي …. عُمَّا تَخَبِّئُ مِنْ صَدَاكِ قِبِابُ

عما تَسَاقَطَ .. مِنْكِ في حِقَبِ اللّظَى …. وَأنَاكِ- يا أمَّ الغِيَابِ- تُذَابُ 

اﻵنَ أَعْبُر،.. مَنْ يَرَافِقُ خطْوَتِي؟ …. صَوتُ الفَرَاغِ، وَوَحْشَةٌ، وَضَبَابُ..

وَهَزِيْمَةٌ تَحْيَا لِتُقْبِرَ غيرها …. وَحَدِيْقَةٌ زُوَّارُهَا الحُطَّابُ

اﻵنَ أَعْبُر.. في حَقِيْبَةِ أضْلُعِي …. مَا لا تُفَسِّرُ سِرَّهُ اﻷلْبَابُ) 

فقرة “سحر القوافي”، نافذة أخرى من نوافذ دار الشعر بمراكش للإطلالة على تجارب الشعر المغربي، من ديدن غنى هذه التجربة التي رسخت أفقها في الشعريات العربية والكونية.

وهي أيضا، محطة من برمجة دار الشعر بمراكش وهي تطفئ شمعة سنة أخرى جديدة، من برنامجها الشعري والثقافي ضمن موسمها الخامس {فقرات دار الشعر بمراكش}، والتي تواصلت من أجل ترسيخ أفق جديد للشعر المغربي إبداعا ونقدا وتأطيرا.. رحلة مفتوحة وسفر لا نهائي في جغرافية الشعر، في دار الشعر والشعراء مراكش الحمراء.


اترك تعليقاً