ما أجمل أن يعتز المرء بإنتمائه للعالم القروي الذي أنجب العديد من رجالات الدولة الكبار، والعلماء الأجلاء، والأساتذة الفضلاء، والباحثين الأكاديمين المرموقين النبلاء في مختلف المجالات والتخصصات العلمية المتقدمة، داخل أرض الوطن وعبر العالم.
ولكن الأسف كل الأسف على عقلية الذين يتنكرون لهذا الإنتماء التاريخي والجغرافي، بل إن صح القول الإنتماء الروحي والوجداني للبادية المغربية الغراء.حيث ينتقدون بشدة كل من افتخر وصرح جهرا وعلنا، فخرا واعتزازا بأنه عروبي ويفتخر، لكونه إبن البادية أبا عن جد {أحب من أحب، وكره من كره}، ولا غروة في ذلك.
أنـــا عْرُوبـِـــي وأفتخـــر
بهذه الإقرار الصريح والإعتراف الجريئ، استهل المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرا بفاس رشيد الفايق النائب البرلماني التجمعي عن الدائرة التشريعية فاس الجنوبية، أول تعليق له عن موجة الإنتقاذات اللاذعة المجانية الذي يتعرض لها مؤخرا، بل ومنذ مدة.حيث عبر عن امتعاضه الشديد من الخرجات الفيسبوكية اللامسؤولة لبعض المنافسين السياسيين الذين نسوا أو تناسوا {إما بجهل أو بجهالة} بأنهم عروبيون ينحذرون من البادية. على اعتبار أن للتاريخ ذاكرة حية لا زالت تحفظ حقبة توافد أجدادهم وآبائهم على مدينة فاس الغراء : {أرض التعايش والتساكن باِمتياز}، في إطار ما يسمى بالهجرة القروية من البوادي إلى المدن، وذلك بفعل سنوات الجفاف المتتالية التي عرفتها بلادنا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وقبلها بعشرات السنين العجاف.النائب البرلماني رشيد الفايق أكد كذلك أن مقاطعة جنان التي تحتضن مقرات سكناهم يغلب عليها حاليا ومنذ سنوات الطابع القروي الهش، لكونها لم تنل حظها الوافر من التأهيل الحضري المنشود بالرغم من الميزانيات الضخمة التي رُصِدَت لها خلال السنوات الأخيرة، وهذا حقيقة جلية وملموسة واضحة للعيان، لا ينكرها إلا ناكر، أو كل ذي قلب حاقد، مع كامل الأسف.