الباحث عبد الحي الغربة يدعو الشباب الى التحلي بروح المسؤولية والانخراط الجماعي في انجاح حالة الطوارئ الصحية

الباحث عبد الحي الغربة يدعو الشباب الى التحلي بروح المسؤولية والانخراط الجماعي في انجاح حالة الطوارئ الصحية

  • الباحث في العلوم الإدارية والمالية الأستاذ عبد الحي الغربة، أهلا وسهلا بكم، شكرا لكم على قبولكم الدعوة، سؤالي الأول لو سمحتكم : ماهي قراءتكم العلمية للتدابير الأولية المتخذة من طرف لجنة اليقظة الاقتصادية  التي تروم توفير شروط تمويل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والحد من آثاره؟ 

بداية ينبغي التأكيد على أن المغرب وكغيره من الدول التي عرفت منذ أواخر السنة الماضية وبداية السنة الحالية انتشارا متفاوة لجائحة فيروس كورونا المستجد، يعيش على وقع حالة طارئة غير طبيعية، وبالتالي فالقرارات التي يتم استصدارها لحد الآن، هي قرارات إحترازية ذات طبيعة مؤقتة واستثنائية، مما وجب معه الانتباه أولا إلى هذه المسألة بشكل إيجابي بالموازاة مع ضرورة استحضار ما يجري إقليميا ودوليا بخصوص هذه الجائحة، ومواجهتها بنوع من الاستباقية الوقائية المنشودة، وترقب ما ستسفر عنه الأحداث في قابل الأيام.وهنا، لابد من التنويه بالإجراءات الإستباقية التي قامت بها السلطات العمومية ببلادنا، انطلاقا من الاجتماع الذي ترأسه الملك محمد السادس بالدار البيضاء لمتابعة آخر التطورات لهذا الوباء منذ بداية انتشاره على المستوى العالمين وبداية ظهور الحالات الأولى على المستوى الوطني. والذي أكد من خلاله على حسن تطبيق التدابير و الاجراءات اللازمة، و الإعداد لمرحلة جديدة.وبالتالي فالأمر محمود في هذا الجانب، ويدخل ضمن إجراءات حفظ النظام العام، والتي يدخل فيها كما تعلمون عنصر الأمن العام الصحي، كما هو متعارف عليه في القانون الإداري.

أما بخصوص الإجراءات التي قامت بها لجنة اليقظة الاقتصادية، فأعتقد أنها إجراءات إيجابية تصب في اتجاه تدبير هذه المرحلة الحساسة، إلا أنه وجب استحضار أن نظامنا الاقتصادي يتميز بغلبة الاقتصاد غير المهيكل الذي يشكل بدوره عطب من أعطاب اقتصادنا الوطني، وبالتالي فالإجراءات والقرارات الاقتصادية والاجتماعية الموضوعة لمواجهة هذه الظرفية، ستعرف الكثير من التحديات للوصول إلى هذه الفئة، أما بخصوص الشركات الوطنية، والمواطنين المتضررين خلال هذه المدة، فينبغي بالإضافة إلى هذه الإجراءات، ضرورة مواكبتها بمزيد من التبسيط و التذليل ضمانا لتنزيلها على الشكل المرغوب لتحقق الأهداف المبتغاة منها .

  • في نفس السياق، هل يمكن للصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا المستجد تحقيق الأهداف المتوخاة من وراء إحداثه؟
  • وجب التأكيد أنه و مباشرة بعد إعطاء الملك تعليماته بإحداث الصندوق، والمساهمات تتدفق باستمرار عليه كما حددها المرسوم المتعلق به، والتي تجاوزت 22 مليار درهم  لحدود الان، لذا لا بد من الإشارة  بأن تدبير مثل هذه الجوائح والعياذ بالله ليس بالأمر الهين، وخاصة من الناحية اللوجيستيكية والمالية، وبالنظر إلى ما يحتاجه القطاع الصحي من آليات وأدوات وأدوية لاستقبال المصابين بهذا الوباء، على اعتبار أن هذا القطاع الصحي من القطاعات ذات الأولوية بالاستفادة من الاعتمادات المرصودة بهذا الصندوق، لذلك استفادت وزارة الصحة بتحويلٍ من هذا الصندوق بلغ في مجمله 100 مليار سنتيم.
  • وبالتالي ينبغي أن تتضاعف الجهود وينخرط الجميع مؤسسات و أفراد، ذلك أن الصندوق يفتح المجال أيضا لباب التبرعات والمساهمات، انطلاقا في اعتقادي المتواضع من أن الجميع مطالب بتحمل مسؤوليته في المساهمة في تغطية التكاليف العمومية تفعيلا للفصل 40 من الدستور، و أيضا لما يميز المغاربة  والحمد لله من قيم التضامن والتعاون في مثل هذه الظروف الصعبة . 

وفيما يتعلق بالشق الاجتماعي كهدف من أهداف إحداث الصندوق فإنه يروم محاولة الحفاظ على مناصب الشغل و دعم تماسك الاقتصاد الوطني، و تمويل النفقات المدفوعة لفائدة المؤسسات العمومية أو الهيات العمومية أو الخاصة و المبالغ المدفوعة للجماعات الترابية و المبالغ المدفوعة إلى الميزانية العامة، بالإضافة إلى إعلان العديد من الإجراءات والتدابير  الجبائية كالاستفادة من تأجيل وضع التصريحات الضريبية حتى 30 يونيو 2020 إذا رغبت ذلك .

و أعتقد أن الأولوية للمجال الصحي، ذلك أن  صحة المواطن المغربي مقدمة على  كافة الحقوق الأخرى في مثل هذه الظروف العصيبة.  

  • ماهي رسالتكم الموجهة في هذه الظرفية بالذات للشباب المغربي على وجه الخصوص ؟
  • في تقديري المتواضع، الظرفية ليست بالعادية، فهي تدخل ضمن الظروف الحرجة، وبالتالي فسلوكاتنا  وبرامجنا وحركاتنا ينبغي أن تتغير، بل وحتى مشاعرنا.

هي فرصة للمجتمع المدني ليلعب الادوار الدستورية المنوطة به، ويفعل آلية التشبيك كوسيلة للتعاضد والتعاون في مثل هذه الظروف، وتوعية الناس في الأحياء الشعبية والأزقة بالدرجة الأولى قبل الأحياء الراقية والمتوسطة، والتي تملك من الإمكانيات الكافية لاستقبال المعلومة الصحية، وتلقي القرارات الرسمية وغيرها.أتمنى من جميع الشباب أن يرتقوا في هذه اللحظات، إذ أن المعول على الشباب، وبالذات الشباب المثقف في توعية الناس بدءا بالأقارب قبل الأباعد، فمواجهة هذا الوباء تبدأ بالوعي الكامل بخطورته أولا، ثم في البحث عن السبل الكفيلة بعدم الإصابة به، وصولا إلى حصره و انحصاره بإذن الله تعالى.

كما أغتنم الفرصة إلى دعوة زملائي وزميلاتي وكل الأحباء والشباب المغربي إلى ضرورة زرع بذور التفاؤل مع أخذ الاحتياطات اللازمة، وحسن تطبيق تعليمات السلطات العامة التي تدبر هذه الوضعية بكل حكمة.

و أيضا هي فرصة لشكر كل الأطقم الطبية، ورجال السلطة، ورجال الإعلام والأساتذة، وكل الذين يسهرون على أن تمر هذه الظروف ونحن في كامل العافية.


اترك تعليقاً