لقد أضحى مشهدا مألوفا لدى المتتبعين والمهتمين بالشأن السياسي بمدينة فاس، أن يجعل الأمين العام لحزب الإستقلال السيد حميد شباط من لقاءاته التواصلية مع الأطر الإستقلالية والمنظمات الموازية الشبابية والنسائية، والمكاتب النقابية، بالحاضرة الإدريسية والعاصمة الروحية للحزب، عرسا استقلاليا احتفاليا بإمتياز، وهو ما تجسد جليا من خلال ترؤسه للقاء التواصلي الذي احتضنه المركب الثقافي الحرية صباح يومه السبت 08 يوليوز 2017، تحت شعار :
حـــــزب الإستقـــــلال وســــؤال المرحلـــــة
المركب الثقافي الحرية بفاس، وكما توضحه الصور والأشرطة المرفقة، غصت جنباته وممراته بمئات الأطر الإستقلالية والمنتخبين والمناضلين، وعضوات وأعضاء المنظمات الموازية والمكاتب النقابية، الذين خصصوا استقبالا حماسيا لأمينهم العام حميد شباط، من خلال ترديدهم لنشيد الحزب الذي يجسد ارتباطهم الروحي بهذا الزعيم الإستقلالي ورغبتهم الأكيدة في دعمه من أجل الظفر بولاية ثانية على رأس قمة هرم حزب الإستقلال.
هذا الكاريزما السياسي المثير للجدل، والنقابي المتمرس ذي النفس الطويل، والدهاء المبهر، والإستماتة القوية، التي جعلت منه الرقم الأصعب في المعادلتين الحزبية والنقابية بالمشهد السياسي المغربي بشكل عام، وحزب الإستقلال وذراعه النقابي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب على وجه الخصوص، منذ سبعينيات القرن الماضي، أكد ترشحه لمنصب الأمانة العامة للحزب للمرة الثانية على التوالي على هامش المؤتمر العام السابع عشر للحزب، وهي المرة الثالثة الاتي يقدم ترشيحه لهذا المنصب، حيث قدم ترشيحه الأول لهذا المنصب لأول مرة خلال المؤتمر الثاني عشر للحزب سنة 1989.
شعارات حماسية، وزغاريد نسائية احتفالية، جسدتا التفاعل الإيجابي للقاعة مع العرض السياسي الذي قدمه هذا الزعيم الإستقلالي الذي يفتخر كونه ابن الشعب ومن الشعب وإلى الشعب وفي خدمة الشعب، ضَمَّنَ رسائله القوية والجريئة بعبارات الإشادة والتنويه بدور المؤسسة الملكية في ضمان الإستقرار السياسي والأمن الروحي ببلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مؤكدا تشيث حزب الإستقلال بالملكية الدستورية منذ تأسيسه سنة 1934، وهو عهد وميثاق وبيعة في عنق جميع الإستقلاليات والإستقلاليين تتوارثه الأجيال المتعاقبة جيل عن جيل.
الأمين العام لحزب الإستقلال أشاد كذلك بالمجهودات الجبارات المبذولة من طرف الأجهزة الأمنية والإستخبارية المغربية في مجال استقرار الوطن ومحاربة الجريمة ومحاربة التطرف، مما جعل المغرب يتبوئ الدرجة الأولى عالميا، غير أنه نصح الأمن بالإبتعاد عن السياسة مخاطبا إياهم بالحرف :
خليونا بينتنا، خليونا بينتنا … متنطلبو والو … متنطلبو والو … تنطلبو يبعدو، ويخليو السياسة للسياسيين، ويخليو النقابة للنقابيين.
الزعيم الإستقلالي حميد شباط أكد خلال هذا اللقاء التواصلي أن جميع ممتلكات الحزب وعقاراته قد تمت تسوية وضعيتها القانونية وأصبحت كلها في ملكية الحزب وليس في ملكية بعض العائلات، بما في ذلك مقرات مطبعة الرسالة، وجريدتي العلم و L’OPINION،
كما استعرض جملة من المقرات الحزبية الجديدة التي تم بناؤها مؤخرا بالعديد من المدن المغربية، وهو انجاز كبير يحتسب لقيادة الحزب الحالية التي استطاعت خلال مدة ولايتها الحالية، وفي ظرف وجيز بناء عدد من المقرات الحزبية بمواصفات عصرية، فاق بكثير عدد المقرات التي تم بناؤها منذ تأسيس الحزب سنة 1934.
حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال أبدى استغرابه الشديد، وامتعاضه الكبير من التصرفات اللامسؤولة والمناورات المكشوفة لبعض المروجين لخطاب وحدة الحزب وذراعه النقابي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، كيف يتآمرون على الشرعية الديمقراطية داخل هذا الحزب العريق، وداخل هاته المركزية النقابية العتيدة، بدعم مفضوح من بعض الجهات التي تعمل جاهدة على تكريس تحكمها عن بعد في قرارات الحزب والنقابة بكل الوسائل المتاحة، بعد أن فشلت في تحقيقه خلال الولاية الحزبية الحالية.
وفي هذا السياق وبعد تنزيهه للمسؤولين الكبار عن التدخل الشأن الداخلي للأحزاب المغربية خدمة للوطن واستقرار الوطن، وخدمة للمؤسسة الملكية وللشعب المغربي، طالب الصغار المتربصين بحزب الإستقلال، بالكف عن دعم الإستقلاليين البرغماتيين أصحاب المصالح المتجددة الذين يدافعون عن مصالحهم الشخصية الضيقة، ونزواتهم الحزبية النفعية المكشوفة، ولو على حساب مبادئ الحزب وسمعة زعمائه التاريخيين المجاهدين الأبرار تغمدهم الله برحمته الواسعة.
كما حذرهم من مغبة التشويش على المناضلين الإستقلاليين الوطنيين الغيورين أصحاب المبادئ الدائمة الذين يعتبرون وحدة الحزب وشرعية قيادته، فوق أي اعتبار وخارج أية مساومة أو ترغيب أو تهديد.
من خلال هاته الرسائل القوية التي وجهها الأمين العام لحزب الإستقلال السيد حميد شباط إلى الجهات المعنية، يتأكد بوضوح إصراره القوي على الظفر بولاية ثانية على رأس الأمانة العامة، وذلك بعد الإحتكام إلى صناديق الإقتراع التي ستمكنه بفضل هذا الدعم الواسع واللامشروط، من الحصول على أكبر نسبة عدد أصوات الكتلة الناخبة “أعضاء المجلس الوطني للحزب”، وذلك خلال المؤتمر العام السابع عشر لهذا الحزب العريق، والمزمع انعقاده أيام 29 -30 شتنبر وفاتح كتوبر 2017 بمدينة الرباط.
جدير بالذكر أن هذا اللقاء التواصلي بمدينة فاس حضره إلى جانب الأمين العام لحزب الإستقلال السيد حميد شباط، بعض الشخصيات الوازنة في قيادة الحزب والنقابة، ويتعلق الأمر بكل من السادة :
– الدكتور عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمسؤول عن التنظيمات الحزبية الموازية الذي ألقى كلمة توجيهية أكد من خلالها دعمه اللامشروط للأمين العام حميد شباط لقيادة سفينة الحزب لولاية ثانية، موجها انتقاداته اللاذعة إلى كل المتربصين بحزب الإستقلال، مضامين هاته الكلمة التوجيهية الحماسية، “سنعود إليها بالصوت والصورة لاحقا”.
- محمد العربي القباج وعبد العزيز العزابي، عضوي المكتب التنفيذي للمركزية النقابية الإتحاد العام للشغالين بالمغرب UGTM.
هذا اللقاء التواصلي الحاشد الذي ترأسه الأمين العام لحزب الإستقلال حميد شباط، اختتم كما جرت العادة على ايقاع ترديد النشيد الوطني للحزب وكذا الشعارات الحماسية من طرفالإستقلاليات والإستقلاليين :
فاس فاس استقلالية … والله والله استقلالية
يا شباط ارتاح ارتاح… سنواصل الكفاح
تحية نضالية … قيادة استقلالية