كما تقدم السيد البودشيشي القادري لمولانا أمير المؤمنين، بأصدق عبارات التقدير والعرفان على الرعاية الكريمة، التي ما فتئ جلالته يوليها للتراث الروحي الوطني، الذي تشكل الطرق الصوفية أحد مكوناته .
وأبرزت الرسالة ما كان يحمله الفقيد لجلالة الملك من محبة روحانية خاصة، “نابعة من اتباع سنة القائمين على طريقة تزكية النفوس من الصوفية الربانيين، الذين يعرفون للإمامة العظمى، إمارة المؤمنين، حقها، إقرارا بدورها في حماية الدين، وحماية الأنفس والأموال والأعراض”.
وذكرت بأن الصوفية جميعا في هذا الزمان، “يعلمون علم اليقين أن جنابكم الشريف تحبون الصالحين، وتعتقدون أن المتبعين منهم لسنة جدكم المصطفي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، هم المتعهدون لأمانة توحيد الله تعالى بالحال والمقال، وتعهد هذا الخير هو ضمان دوام الصلاح والبركة في الأرض، فبدعائهم تتنزل الرحمات”.
ومما جاء في هاته الرسالة :
“ولقد كان من آخر ما شهدناه من أياديكم البيضاء المتوالية على رعاياكم الأوفياء، تلك العناية الصحية السابغة التي أوليتموها لوالدنا الشيخ حمزة رحمه الله، وذلك بتتبع شخصي من جلالتكم ومتابعة دؤوبة لأطوار علاجه في المستشفى، فلكم من ربكم خير الجزاء، ولكم منا عظيم العرفان والامتنان”.
وأضافت الرسالة أيضا :
“فإننا نعاهدكم يا مولاي على أن يظل المنتسبون إلى هذه الطريقة على دوام الوفاء لجنابكم الشريف على المنهاج الذي رسمه الشيخ المرحوم، منهاج الذكر والدعاء والتأييد والإعانة على نشر سلوك المحبة وإسداء المكرمات، حتى تظل هذه الطريقة من منارات إعلاء كلمة لا إله إلا الله في مملكتكم التي يهتدي بها العالم في باب حفظ تراث المسلمين في الطريقة الروحانية، وهذا من جملة الأمانة التي تلقيتموها عن أجدادكم من الملوك الميامين”.
و.م.ع