كثيرة هي المبادرات الإحسانية التي يتعين على الميسورين الإنخراط فيها على مدار السنة، وبالخصوص في المناسبات الدينية حيث الفئات الهشة وذوي الإحتياجات الخاصة واليتامى والمعوزين بشكل خاص، والأسر في وضعية صعبة بشكل عام، تبقى بحاجة إلى الإهتمام والرعاية والتكفل، منتظرة بشوق إلتفاتة كريمة من طرف المحسنين ذوي القلوب الرحيمة، لعلها تخفف عنهم سوآت الدهر ومتطلبات الحد الأدنى من العيش الكريم.
وكثيرة هي أيضا الآيات البينات من الذكر الحكيم التي تحث المسلمين على البر والإحسان والبذل والعطاء، وتفريج كرب اليتامى والمساكين والفقراء والمحتاجين، ابتغاء مرضاة الله واليوم الآخر.
غير أن المحسنين الصادقين أصبحوا قلة قليلة في زمن كثر فيه اللغط والتهافت على أشكال الريع والربح السريع، من طرف أصحاب المال والأعمال الغير آبهين بالفقراء وحاجياتهم، واليتامى ومتطلباتهم، والمساكين وانتظاراتهم.
المستثمر المغربي السيد حكيم بناني والسيدة حرمه وابنته الشابة الوديعة لُبَابَة، بمعية شريكه في الإستثمار في مجال المطعم المصنف بمدينة فاس Restaurant Wong الدكتور شكيب السلاسي سنو وحرمه الفاعلة الجمعوية السيدة منى السلاسي بنهيمة، شكلوا الإستثناء من خلال استضافتهم خلال هذا الشهر الفاضل شهر رمضان الأبرك العديد من الأشخاص في وضعية صعبة نزلاء مراكز الرعاية الإجتماعية بمدينة فاس، آخرهم المرضى النفسانيين بمركزي النور 1و2 “عين قادوس والمركب الإجتماعي المتعدد الإختصاصات باب الخوخة بفاس” برئاسة السيد عبد الحفيظ رائد رئيس الجمعية الجهوية لتأهيل وإدماج ومرافقة المرضى النفسانيين بجهة فاس، تحت اشراف عميدة النساء الجمعويات بجهة فاس السيدة خديجة حجوبي.
أجواء الغبطة والسرور والمرح والترفيه ترسخت معالمها خلال مائدة الإفطار ووجبة العشاء اللتين أقامتهما عائلتي حكيم بناني ود شكيب السلاسي على شرف المرضى النفسانيين بفاس كمبادرة إنسانية نبيلة أهدافها تكمن في الوقوف بجانب هاته الشريحة من المرضى في وضعية صعبة أملهم في الإدماج والتأهيل والمرافقة يبقى واردا، ما دامت القلوب الرحيمة من طينة هذين المحسنين “بناني والسلاسي” لا يهدن لهم بال إلا من خلال إدخال الفرحة والسرور إلى قلوب المحتاجين والمرضى والمعوزين وذوي الإحتياجات الخاصة.
وأمًَا من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى .
أحيانا يكون الصمت رسالة عظمى .لأن اللسان يعجز عن الوصف الدقيق لما يخالج الصدر. والقلم يعجز عن الكتابة ليعبر عن شعور الكاتب . إن ما يثلج الصدر ويبشر بالخير . ويشرف بلدنا ويعطي الصورة الحميدة والمتميزة للكرم الذي يتميز به المغاربة خاصة والمسلمون عامة . إنني أشعر بالفخر والإعتزاز عندما أرى مثل هكذا أعمال ونشاطات وأتمنى أن يعم الحب والوؤام والعطاء والسخاء بلادنا وأن يجعلنا من السًبًَاقين للمبادرات النبيلة والعظيمة والتي ترعى فئات عديدة من المحتاجين وذوي قصر اليد . وأنت تشاهد هذا الشريط ورغم الإبتهاج الذي يغمرك إلاًَ أن الدموع تغلبك وتنساب على وجنتيك وتعجز يداك أن تمرَرَ على خدك لتمسح دموعا ما أحوجنا إليها لنشعر باللآخر وبما يعانيه الغير . أجدد الشكر والإمتنان لجميع الفاعلين والأطر التي تسهر على هكذا نشاطات تعتبر من المفاخر والأوسمة التي نوشح بها صدر المغرب في جميع الربوع . أسأل الله أن يغمر قلوبكم بالسعة وبالنور وبالطمأنينة التي لن تأتى إلا بحب الآخرين بالإنتماء للضعفاء . بوركتم .
عبد العلي بن سودة
أود أن أنوه بالسيدة التي زغردت بالشريط وأجادت وأطالت وعبرت بالزغاريد عن فرحها وتقديرها . ما أحلاها من زغرودة إن صح التعبير .