من له المصلحة في اغتيال الديمقراطية، وإضعاف الأحزاب الوطنية، واستهداف المركزيات النقابية ؟

من له المصلحة في اغتيال الديمقراطية، وإضعاف الأحزاب الوطنية، واستهداف المركزيات النقابية ؟

المدير المسؤول ورئيس تحرير موقع علوي بريس

محمد علوي مذغري

 إننا أصبحنا أكثر من أي وقت مضى، نعيش مشهدا سياسيا هشا مع كامل الأسف، تسوده مغالطات مدروسة، ومناورات حزبية بين الفينة وأخرى مدسوسة، وممارسات لاديمقراطية مكشوفة، ساهم في تمييعه التسويق الممنهج للعديد من الشعارات الفضفاضة الرنانة الخداعة، التي لا صلة لها بالواقع المر الذي نعيشه في الوقت الراهن، والذي قد تعيش الأسوء منه لا قدر الله الأجيال المتعاقبة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه من دون إحداث أي إصلاح أو تغيير جذري في السلوك والممارسات.

إن إنكار هذا الواقع المر الذي نعيشه مكرهين لا أبطالا، قد يؤدي بنا لا محالة إلى المزيد من التخلف والتقهقر والإنحطاط والفوضى الهدامة والتسيب، وقد يؤدي بنا أيضا إلى إهدار المزيد من فرص الإلتحاق بالدول الديمقراطية العريقة، أو على الأقل الدول الصاعدة، على اعتبار أن هذا الواقع المأسوف عليه يساهم بشكل مباشر في عرقلة وتعطيل الإنتقال الديمقراطي ببلادنا، بسبب التناقض الملموس بين الخطاب الجميل ومعطيات الواقع المر.

ولذلك ومن أجله، وبكل حسرة وألم نتساءل بمرارة الغيورين على المشهد السياسي المغربي :

 من له المصلحة في اغتيال الديمقراطية ببلادنا ؟

من له المصلحة في إضعاف الأحزاب الوطنية ؟… حزب الإستقلال نموذجا !!!

من له المصلحة في استهداف المركزيات النقابية العتيدة ؟… UGTM نموذجا !!!

من له المصلحة في توريط القضاء، واقحام القوات العمومية في الصراعات الحزبية والنقابية الضيقة ؟ 

فواحسرتــــــــاه على حالنـــا     وماذا استفذنــــا من الحسـرات

إلى أي حد ستستحضر قيادة حزب الإستقلال الحكمة البليغة التي رددها بمرارة العارفين بخبايا الأمور، العلامة الجليل زعيم التحرير علال الفاسي تغمده الله بواسع رحمته، خصوصا في هذه الفترات العصيبة التي يمر بها الحزب وذراعه النقابي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب ؟

إلى أي حد كذلك ستستحضر قيادة الحزب بمعية أعضاء المكتب التنفيذي لذراعه النقابي الإتحاد العام للشغالين بالمغرب، مضامين التشخيص الحزبي والتنظير الإستراتيجي الأكاديمي، الذي قدمه المنظر السياسي والمؤطر الحزبي الدكتور عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال ؟

 هذا العرض التحليلي الذي قدمه  الدكتور عبد القادر الكيحل خلال اللقاء التواصلي الذي ترأسه الأمين العام للحزب حميد شباط بالمركب الثقافي الحرية بمدينة فاس صباح يوم السبت 08 يوليوز 2017، تحت شعار :  

حـــــزب الإستقـــــلال وســــؤال المرحلـــــة

دافع من خلاله عن الممارسة الديمقراطية الحقة التي تستند إلى الإقتراع وتحتكم إلى نتائجه، كما دافع أيضا بغيرة حزبية مثالية وروح وطنية عالية، عن ثوابت الأمة ووحدة الحزب، وامتلاك قيادته استقلالية القرار واستمراريته.

إن الإستقلاليين ورثة فكر الزعيم علال وخريجي مدرسته السياسية، أصبحوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى نقد بناء لإعادة البناء، من شأنه تحصين الحزب من أي تدخل مقصود في شؤونه الداخلية.

ومن أجل انجاح هذا الورش الإصلاحي، يتعين على خريجي المدرسة العلالية استنباط أسسه ومرتكزاته من النقد الذاتي الذي يقدس المصالحة الحزبية التي تجسد وحدة الحزب، وتجعلها فوق أي اعتبار وغير قابلة للتسويف أو المماطلة، ويرسخها  في وجدان أعضاء التيارين المتصارعين :

التيــــــــار الأول :

تيار المبادئ الدائمة، والدفاع عن الشرعية الديمقراطية، شرعية صناديق الإقتراع من أجل اختيار  الأمين العام  للحزب وأعضاء اللجنة التنفيذية خلال المؤتمر العام 17، والدفاع عن ثوابت الأمة، ووحدة الحزب، وامتلاك استقلالية القرار واستمراريته.

والتيــــــــار الثاني :

تيار المصالح المتجددة، والإصغاء إلى الإملاءات الخارجية، واعتماد المتابعات القضائية، والإبداع في المناورات الحزبية، والتفنن في أساليب الترهيب والترغيب، والوعد والوعيد، والإستئصال ضد المخالفين.

وهذه المصالحة الحزبية الوطنية المتوخاة، لن تتجسد على أرض الواقع الحزبي إلا بإعتماد :

1 – نقد بناء يتحاشى التعامل مع قيادة الحزب والنقابة بصيغة :

حسنــــات المرئ تنســـى، وسيئاتـــــــه تعد وتحصــــى وتستقصـــــى

2 – نقد بناء وموضوعي يقدس مصلحة الحزب والنقابة، ويتحاشى السجالات اللفظية والمجادلات العقيمة، بعيدا عن النظرة العدمية التي نراها اليوم سيدة الموقف والمتحكمة في القرارات المجحفة، والمناورات الحزبية المدسوسة، والنزوات البرغماتية التي يتخلى أصحابها تلقائيا عن المبادئ كلما تعلق الأمر بمصالحهم الشخصية.

إن حزب الإستقلال وكما عهدناه دائما، كان ويجب أن يبقى أكبر من أن تنال منه براثن الفتنة المفتعلة والمدسوسة من طرف مهندسي الإملاءات الخارجية، المتفننين في تأليف الإشاعات المغرضة، والوشايات الكاذبة، وتوزيع الإتهامات المجانية، المتآمرين على وحدة الحزب وقوته التنظيمية وتاريخه العريق.

إن الوفاء لأرواح الزعماء التاريخيين لحزب الإستقلال، وشهداء معركة التحرير والكرامة، والوحدة والتعادلية، والتشبث بالتوابث المقدسة للأمة، يحتم على حكماء الحزب والغيورين على وحدته الوطنية وسمعته السياسية وتاريخه العريق الحافل بالأمجاد الخالدة والنضالات الصادقة، تقديسا لمصلحة الحزب وسمعته، ووفاء لأرواح زعمائه التاريخيين الذي ضحوا وناضلوا واستشهدوا من أجل أن يبقى حزب الإستقلال صمام الأمان، ورمز الإستقرار، وضمير هذه الأمة، مدافعا عن توابثها المقدسة :

 ” العقيدة الإسلامية والملكية الدستورية والوحدة الترابية”

 الإنكباب في أقرب وقت ممكن على  تذويب الخلافات الشخصية، واغلاق باب المناورات في وجه جميع المتربصين من قريب أو من بعيد بحزب الإستقلال، والانكباب بتواضع الحكماء المنزهين عن العبث قولا وفعلا، سلوكا وعقيدة ومنهاجا، على تفعيل المصالحة الوطنية الحزبية، بنوع من نكران للذات ترسيخا للنوايا الحسنة، وتقديسا لوحدة الحزب والنقابة، مصداقا  لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

“إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم”

وامتثالا لقوله جل وعلا في سورة الحجرات الآية 9 :

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ”  سورة [الحجرات: الآية 9]

 واستحضارا  لقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية 35 : 

 {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]

وكذا قوله تعالى في سورة النساء الآية 128 :

فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128).

صدق الله العظيم


تعليق واحد

أضف تعليقا ←

  1. سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
    سيد رايس اريد منكم مساعد من فضلك حول ترمي على ارض من طرف ناءب البرلماني جرادة مسم مصطفى توتو الدي استول على ارضين بلقو وشكرا الهاتف 0034612205156

اترك تعليقاً