أفضل أنواع البر والصدق والخير والإحسان : بقلم الشيخ عبد الحق اليوبي

أفضل أنواع البر والصدق والخير والإحسان : بقلم الشيخ عبد الحق اليوبي

(أفضل أنواع البر والصدقة والخير والإحسان ..))بقلم الشيخ عبد الحق اليوبي

داعية إسلامي وخطيب الجمعة

أولا نقول على بركة الله عزوجل ؛

– ما أجمل أن نبتعد عن أعراض الناس، وأن نمسك لساننا وأقلامنا عنهم ..

  • فالذي لا يستطيع أن ينفع المسلمين … على الأقل أن لا يضرهم.
  • والذي لا يستطيع أن يساعدهم …على الأقل أن لا يضيق عليهم.
  • والذي لا يستطيع أن يحبهم … على الأقل أن لا يسيء إليهم.
  • والذي لا يستطيع أن ينصحهم … على الأقل أن لا يفضحهم.
  • والذي لا يستطيع أن ينصر مظلومهم… على الأقل أن لا يظلمهم.
  • والذي لا يستطيع أن ينصر الحق الواضح … على الأقل أن لا يصفق للباطل .
  • والذي لا يستطيع أن يصلهم … على الأقل أن لا يكون السبب في قطيعتهم.
  • والذي لا يستطيع أن يقدم الخير … عليه أن يسكت ..{فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ..أو ليصمت..}.

–وعليه أن يسعى في قضاء حاجة إخوانه قدر المستطاع ..
** ألا تحب أن يقضي الله حاجتك .. {والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه..}.

**ألا تحب أن ينفس الله كربتك .. من نفس عن أخيه المؤمن..المؤمن ..وليس المجرم..المؤمن نفس الله كربته ..
– ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا ..نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ..

**أتريد أن يطعمك الله عزوجل .. أتريد أن يسقيك الله تعالى… أتريد أن يكسوك الله بلباس الجنة … أتريد أن يعطيك الله يوم القيامة حتى ترضى … أتريد ان يعفو الله عنك …

  • فمن أطعم لله هنا في الدنيا، أطعمه الله عزوجل في الدنيا والآخرة.
  • ومن سقى لله ..سقاه الله.
  • ومن كسى لله .. كساه الله تعالى.
  • ومن أعطى لله.. أعطاه الله.
  • ومن عفى لله .. عفى الله عنه.

– يقول بعض السلف الصالح :

وقف متسول يوما يلح على الناس في الصدقة والإحسان ثم قال بأعلى صوته :
_ أين الذين ينفقون بالليل والنهار سرا وعلانية ..؟

فأجابه بعض العلماء فقال له : ..
ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً ..

فليس الفقير أو المسكين الذي يطوف على الأبواب ترده اللقمة واللقمتان، والأكلة والأكلتان ،والتمرة والتمرتان.. والدرهم والدرهمان ..

ولكن المسكين هو الذي يملك القليل ..القليل ..ولا يكفيه ويستحيي أن يسأل الناس يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) سورة البقرة
ناس سترتهم الحيطان .. وهؤلاء هم الذين أمر الشرع الحنيف أن ..تبحث وتسأل عنهم…
خصوصا .. ونحن في زمان … اختلط فيه الحابل بالنابل .. والمحتاج ..بالمحتال ..
وأصبح التسول حرفة ومهنة وتجارة عند الكثير … ممن يسألون الناس إلحافاً.

والصدقة فيها أصناف وأنواع وأشكال ..

1 – هناك صدقة ..مادية…
2 – وهناك صدقة معنوية…
3 – وهناك صدقة حسية…
4 – وهناك صدقة قولية …
5 – وهناك صدقة أخلاقية …
6 -وهناك صدقة فعلية …

7 – ومن لم يجد فعليه أن يبتسم في وجوه إخوانه ..فتبسمك في وجه أخيك المسلم صدقة…ولو أن تلقى أخاك بوجه .. طلق..أو طليق …

8 – والكلمة الطيبة صدقة..
9 – والإصلاح بين الناس صدقة ..
10 – والأمر بالمعروف صدقة..
11 – والنهي عن المنكر صدقة..
12 – والتسبيح والذكر لله بكل أشكاله صدقة..
13 – وقراءة القرآن وتعليمه، وتعلم العلم وتعليمه صدقة ..
14 – وإطعام الملهوف صدقة ..
15 – وإدخال السرور على المحتاجين والمحرومين وكفالة الأيتام صدقة..
16 – وإرشادك الرجل الضرير ..صدقة..
17 – وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة..
18 – والإبتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة..
19 – وإماطة الأذى عن الطريق صدقة..
20 – وبر الوالدين صدقة..
21 – وصلة الرحم صدقة ..
22 – ومشيك مع المحتاج لقضاء حاجته بالقول، أو بالكتابة، أو بالفعل، أو بالمال أو الجاه صدقة..
23 – وقول الخير صدقة..
24 – وحسن الخلق صدقة..
25 – وأن تعين أخاك المسلم على العبادة والطاعة صدقة..
26 – والوقوف بجانب المظلوم ولو بالدعاء صدقة..
27 – والدعاء لإخوانك بظهر الغيب صدقة..
28 – واستغفارك لإخوانك المسلمين بالغيب صدقة.
29 – وبناء المساجد والمراكز والجمعيات والمؤسسات الإسلامية والمستشفيات ومراكز إيواء الأيتام والمتشردين وتشييدها صدقة..
30 – وتشجيع حفظ القرآن الكريم وتعليمه، والعلوم النافعة صدقة ..
31 – وحفر الآبار والعيون وسقي الناس والدواب صدقة ..
32 – وتعبيد الطرق والقناطر للمتضررين صدقة ..
33 – وغرس الأشجار المثمرة وزرع الحبوب الغذائية، وتزيين الحدائق العمومية وغيرها بالأشجار والورود والأزهار والمحافظة على البيئة صدقة ..
34 – وحبك لأخيك في الله صدقة..
35 – وحبك الخير لغيرك وحسن الظن صدقة..
36 – وغيرتك على الدين والبلاد والأعراض و المقدسات والثوابت والوطن صدقة ..
37 – وإخلاصك في عملك ومهنتك ووظيفتك، وفي دعوتك وعلمك وتعليمك، وجميع أحوالك صدقة..
38 – وتشجيعك على عمل الخير وقول الخير صدقة..
39 – ونشرك الخير ليستفيد منه غيرك في سبيل الله صدقة..
40 – وصلاة النوافل ومنها الضحى صدقة..
41 –  والجهاد بالمال وبالنفس والعلم صدقة ..
42 – والشكر بالقول والعمل صدقة..
43 – والصبر على الابتلاء وعلى الأذى، وعلى الطاعة وعلى حبس النفس على المعصية، صدقة..
44 – وزيارة الإخوة في الله صدقة..
45 – وعيادة المريض ومساعدته على العلاج صدقة ..
46 – وإفشاء السلام ولين الكلام صدقة..
47 – وإطعام الطعام صدقة..
48 – والرفق والرحمة والشفقة بالإنسان والحيوان صدقة..
49 – ومشيك للمسجد ولمجالس العلم، وانتظارك الصلاة بعد الصلاة صدقة ..
50 – وبكاؤك من خشية الله صدقة..
51 – وغض بصرك عن الحرام صدقة ..
52 – والنظر في المصحف وإلى آيات الله الكونية والتكوينية والتنزيلية وآيات الله في الآفاق وفي الأنفس والى الكعبة صدقة..
53 – وعندما تبيت تحرص بلادك ومقدساتك وثوابتك الدينية والوطنية صدقة…..
54 – وزيارتك القبور بنية الاتعاض والعبرة والترحم عليهم صدقة ..
55 – وتشييعك جنازة المسلم صدقة..
56 – حتى اللقمة تضعها في في زوجتك صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، والنفقة على الأهل بالمعروف صدقة..

إلى غير ذلك من أنواع وأشكال البر والخير والصدقة، والكرم والجود والسخاء والعطاء والتبرع، والهدايا والإنفاق بالمال والعلم والعمل والقول والفعل ابتغاء وجه الله الكريم… كل هذا وأمثاله من الصدقة ..

والصدقة برهان ..
والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار..
والمؤمن يكون في ظل صدقته يوم القيامة ..
والصدقة لله وفي سبيل الله تعالى لمن يستحقها تنجيك من عذاب جهنم..فاتقوا النار ولو بشق تمرة..
والصدقة ..تدفع سبعين بابا من أنواع البلاء وأقلها الهم ..
والصدقة يتمناها كل محتضر عندما يدركه الموت .. فيقول رب لولا أخرتني الى أجل قريب فأصدق..فأصدق..ولم يقل فأحج أو اعتمر أو أقوم ..
فأصدق وأكن من الصالحين ..
والصدقة .. بعشرة، إلى سبعين، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة ..
والصدقة تقي مصارع السوء..
والصدقة لا تنقص المال بل تزيده ..

وقيل لإنسان كثير الصدقة .. ألا تخاف الفقر والحاجة ..
فقال ؛ كيف أخاف وقد قال الله تعالى؛
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
فقال والله صدق الله فيما قال :
وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سورة سبأ.

وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20) سورة المزمل.

وصدق الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم عندما قال :

والله ما نقصت صدقة من مال .. ولا نقص مال من صدقة .

فهناك من أحبهم الله ووفقهم واستطاعو أن يتصدقوا بجل أو معظم هذه الأنواع..
وهناك من يتصدق ببعض ..
وهناك من يتصدق بعشرة ..او عشرين او اقل أو اكثر ..
وهناك من يتصدق ..بعلمه وبماله ووو.
وهناك من يتصدق بعلمه ..وبدعوته .
وهناك من يتصدق بماله ووقته وتشجيعه .
وهناك من يتصدق بطاعته وبقوله وامساك لسانه عن اعراض اخوانه .
وهناك وهناك وهناك …

وهناك من يسر الله لهم ذلك … فهم ينتقلون من عمل الخير الى فعل وقول الخير …
ومن أراد أن ييسر الله له ذلك .. فعليه .. بقوله تعالى ؛
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ(5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7) } [سورة الليل] 
فإذا يسر الله لك عمل الخير وخير العمل، ويسر لك الطاعة ..فاعلم أن هذا من حب الله تعالى لك، فاحمد الله تعالى وكن من الشاكرين، فالتيسير من علامات القبول عند الله عزوجل.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن #النبي_صلى_الله_عليه_وسلم قال :

(من نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). رواه الإمام مسلم

من بين الملايين من البشر… يختار الله فئة محدودة يوفقهم، ييسر لهم عمل الخير، فيحسنون إلى عياله بأقوالهم، أو بأموالهم، أو بأفعالهم، أو بمواقفهم، أو بشجيعهم، أو بحب الخير، أو بذلك وغيره من أنواع التوفيق الرباني لهم…
فيوقظهم من نومهم … وينبههم من غفلتهم …ويثبتهم إذا زاغ غيرهم … فيعملون ويحسنون ويكونون ممن قال فيهم سبحانه :

{فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} الآية 18 من سورة الزمر.

فالذي وفقهم هو الله … والذي نور قلوبهم هو الله .. والذي فتح ويفتح لهم أعمال البر هو الله..
والذي زرع في قلوبهم الرحمة ليرحمهم في الأرض والسماء هو الله ..
والذي دعاهم فاستجابو لنداء ربهم في العبادات والطاعات والقربات هو الله ..

اصطفاهم وجعلهم في ذمته، وأضافهم إلى نفسه وعباد الرحمان …

جعلنا الله وإياكم منهم، وحشرنا في زمرتهم، أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما.

#رزقنا الله وإياكم الإخلاص والصواب، وفتح لنا ولكم جميع الأبواب، وجعلنا واياكم من عباده أولي الألباب، وممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، ومن الذين يطبقون في الدنيا السنة والكتاب، ويتصفون بالرحمة والآداب، ويقولون في دعائهم : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

رزقنا الله وإياكم التطبيق والتوفيق والإيمان العميق، والتوين الدقيق والإستمرار على الطريق، وأن يحفظنا وإياكم من كل كرب وهم وغم وحزن وفقر، ومرض ووباء وبلاء، وظلم وضيق، وختم لنا ولكم بالحسنى حتى نلقاه وهو راض عنا وعنكم إنه سبحانه ولي التوفيق..

كل نقطة من هذه النقط فيها نصوص وحكم وعبرة وموعظة وذكرى لكل من كان له قلب أو القى السمع وشهيد ..واكتفينا بالإشارة اليها .. والحمد لله رب العالمين.أخوكم ومحبكم في الله عبدالحق اليوبي


اترك تعليقاً