الشيخ عبد الحق اليوبي خطيب الجمعة بسيدي بوجيدة : {لا أريد أن أموت قبل أن أموت}

الشيخ عبد الحق اليوبي خطيب الجمعة بسيدي بوجيدة : {لا أريد أن أموت قبل أن أموت}

قد يتساءل الأحباء الأوفياء لفضيلة الشيخ الجليل الأستاذ سيدي عبد الحق اليوبي شافاه الله، داخل أرض الوطن وخارجه {وَهُمْ كُثُر}، عن السر وراء اختيار هذا العنوان الوارد أعلاه.

إذ بالنظر إلى كون المناسبة شرط {كما أكد ذلك علماء المنطق}، فإن مناسبة اختيار هذه المقولة (الموجزة المعنى والعظيمة المبنى) : {لا أريد أن أموت قبل أن أموت} كتعبير مجازي في هذه الظرفية الاستثنائية بالذات. استنبطناها ميدانيا من خلال الأنشطة الإحسانية التضامنية الأخيرة، التي حرص الشيخ اليوبي كل الحرص على حضور أجوائها وتفقد أطوارها، نهاية كل أسبوع منذ شهر أبريل الماضي، بالرغم من ظروفه الصحية الحرجة جدا التي يمر بها منذ مدة، جراء خضوعه بشكل شبه يومي لحصص منتظمة من العلاج بالأشعة الكميائية المركزة والليزر بمصحة الكوثر  بمدينة فاس، بسبب أورام جلدية .. خ.. م.. س.. أَلَمَّت به.وعلى اعتبار أن هذا الورم بكل أعراضه ومضاعفاته الخطيرة جدا، إنما هو ابتلاء من عند المولى جلت قدرته، يصيب به من يشاء، بصرف النظر عن درجة الاِلتزام الديني والعقائدي لكل مبتلى قبل تعرضه للإصابة بهذا المرض الفتاك. وخوفا من أن يناله بعض من التوبيخ الإلهي الوارد في قوله تعالى في سورة البقرة (الآية 44) :

۞أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ۞

لكونه لطالما تناول بالدرس والتحليل هذه الآية الكريمة، وغيرها من الآيات التي ذكر الله جل وعلا فيها الابتلاء بشكل صريح، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية ذات الصلة، وكذا أقوال السلف الصالح من أهل السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، في العديد من خطب الجمعة التي ألقاها فوق منبر المسجد الموجود بمنطقة سيدي بوجيدة بمدينة فاس العالمة، ونخص بالذكر منها :

 الآيات القرآنية الكريمة :

 قوله تعالى في سورة محمد الآية (31) :

{۞ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ۞}

وقوله تعالى في سورة الأنبياء الآية (35) :  «     »

﴿۞ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون۞﴾

صدق الله العظيم

 الأحاديث النبوية الشريفة ذات الصلة

1 – ففي باب الصبر جاء من حديث ابن مسعود  قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يُوعَك، فقلت: « يا رسول الله، إنك تُوعَك وعْكاً شديداً »، قال : « أجل، إني أُوعَك كما يوعك رجلان منكم »، قلت : « ذلك أن لك أجرين؟ »، قال : « أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته، وحُطت عنه ذنوبه كما تَحُطُّ الشجرةُ ورقها ». (أخرجه الشيخان)

2 • وفي حديث آخر: يَقولُ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رضِيَ اللهُ عَنه : “قلتُ: « يا رسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بَلاءً؟».

قال عليه الصلاة والسلام: « أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقّة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة » أخرجه البخاري

3 – وعن أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:

«إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» أخرجه  الترمذي وابن ماجه.

َوسُئِلَ العارف بالله أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز القواريري رحمه الله :

كيف نعلم الإبتلاء أهو عقاب من الله، أم كفارة، أم ارتقاء ورفعة ؟

فأجاب رحمه الله بلسان أهل الحكمة البليغة والقول السديد، إجابة مفيدة أبهرت السائل والحاضرين على حد سواء، حيث قال :

1 – إذا غضبت ولم ترض بقضاء الله، {ولم تأخذ بالأسباب المشروعة المتاحة}، فهو غضب من الله.

2 – وإذا صبرت واحتسبت، فهو كفارة للذنوب والخطايا.

3 – وأما إذا رضيت فهو ارتقاء ورفعة.

وفي نفس السياق : 

قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه :

{ إن صبرت على الابتلاء، مضى أمر الله وأنت مأجور، وإن جزعت عن ذلك، مضى أمر الله وكنت مأزورا}.

 فإن الشيخ سيدي عبد الحق اليوبي قرر {عن قناعة وبدون تردد} عدم الاستسلام لهذا الورم الخبيث، أو الخلود للراحة البيو طبية التي نصحه بها الأساتذة الأطباء الأفاضل المشرفون على تتبع ومواكبة مراحل علاجه. حيث وبيقينية المؤمن الصابر المحتسب عند الله ثواب الصبر والمثابرة وجهاد النفس، تجشم  عناء التنقل تحت وطأة الطقس الحار المفعم بأشعة الشمس المُحْرِقَة وقت الضحى بمدينة فاس، من أجل تفقد ومباركة السير العادي للعمليتين الخيريتين الإحسانيتين، بمعية أعضاء من اللجنتين المشرفتين عليهما، واللتين تضمان في صفوفهما نخبة متميزة ومتمرسة من :

– أساتذة مادة التربية الإسلامية الأجلاء بمدينة فاس بمعية بعض المتطوعين الأفاضل بالنسبة لمكرمة :{أكف السخاء قفة الإحسان لمتضرري كورونا المستجد..}

– إلى جانب بعض المحسنين الكرماء الأتقياء من أهل العلم والفضل والبر والإحسان، بالنسبة لمكرمة :{أفضل المعروف إطعام الملهوف}

جزاهم الله تعالى جميعا خير الجزاء، على ما أبانوا عنه طيلة المراحل الستة لهاتين العمليتين، من تنظيم محكم، وما تحلوا به كذلك من سعة صدر فياضة، وصبر جميل خلاق، وما قدموه أيضا من دعم مالي مقتدر، برا وإكراما للفقراء والمحتاجين، وابتغاء مرضاة الله أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

*العملية الإحسانية الأولى* مَكْرُمَة {أفضل المعروف إطعام الملهوف} :

استفادت من قففها التضامنية 800 أسرة فقيرة من ساكنة الأحياء الموسومة بالهشاشة والفقر.

* العملية الإحسانية الثانية * مَكْرُمَة {أكف السخاء قفة الإحسان لمتضرري كورونا المستجد..}

 استفادت كذلك من قففها التضامنية 1124 أسرة معوزة منحذرة من الدواوير الصفيحية بمنطقة الزليليك راس الما، وكذا بعض الأحياء الموسومة بالهشاشة والفقر بعمالة فاس.

لكل ذلك ومن أجله، وبعد العملية الجراحية للشبكة التي أجريت لفضيلة الشيخ سيدي عبد الحق اليوبي على مستوى عينه اليمنى.بادرت نخبة جليلة من المقربين من هذا الشيخ الداعية، إلى الاعتذار بالنيابة عنه لبعض المنابر الإعلامية، وكذا بعض المراكز الإسلامية التي كان متوقعا أن يشارك في ندواتها الفكرية عبر تقنية التناظر عن بعد، في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية للحجر الصحي التي اتخذتها بلادنا لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد {كوفيد – 19}،

وفقًا للتوجيهات الملكية السامية لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الواردة في هذا السياق الاستثنائي المستجد بالذات.

 ومن بين الأدعية التي يرددها بكثرة فضيلة الشيخ سيدي عبد الحق اليوبي ويستأنس بها، ما أكده بعض أحبائه :{اللهم ارحم ضعفنا، واشملنا برحمتك التي وسعت كل شيء، ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا طرفة عين، لكوننا قد لا نحسن التدبير، ولا أقل من ذلك، ولا إلى أحد من خلقك، والطف بنا إنك بعبادك لطيف خبير}.اللهم اشف أخانا فضيلة الشيخ سيدي عبد الحق اليوبي، بسر وببركة اسمك الشافي، شفاءً لا يغادر سقما، ولا يحدث ألما.

واشف اللهم بحولك وقوتك وقدرتك جميع مرضى المسلمين في كل مكان، إنك على كل شيء قدير، وبالاستجابة جدير، إنك نعم المولى ونعم النصير.واحْفَظِ اللَّهُمَّ مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بما حفظت به الذكر الحكيم والسبع المثاني والقرآن العظيم، وابْقِهِ اللَّهُمَّ منبعا للرأفة والعطف والحنان، والرحمة المهداة، وَأََدِمِ اللَّهُمَّ على جلالته نعمة الصحة والعافية، والسلامة والسعادة والهناء، وَارْفَعِ اللَّهُمَّ عن بلدنا الحبيب هذا الوباء الخبيث، في ظل الوحدة والتلاحم، والتضامن والتآزر بين مكونات الشعب المغربي الوفي.إنك أنت الله الذي جل جلاله ولي ذلك، وأنت وحدك القادر عليه

وصل اللهم على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه. 


تعليق واحد

أضف تعليقا ←

  1. اللهم اشفي عبدك سدي عبد الحق اليوبي من جميع الاسقام واجعل له ثواب ما يعانيه من ألم وارفع درجاته في الجنان وتقبل منه صالح الاعمال واغفر له وارحمه. واجعل له وريث على دربه يكون له زاد ليوم المعاد
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اترك رداً على اسماعيل بودينة إلغاء الرد