رئيس الحكومة أمام امتحان حلحلة هذا الملف الإجتماعي الخدماتي : مسيرو الوكالات البريدية بالعالم القروي يستنجدون

رئيس الحكومة أمام امتحان حلحلة هذا الملف الإجتماعي الخدماتي : مسيرو الوكالات البريدية بالعالم القروي يستنجدون

إذا كان بريد المغرب قد تخلى سنة 2010 عن صفة المؤسسة العمومية ليصبح شركة مساهمة، تضطلع منذ مدة بمهام  الخدمة العمومية والخدمة الشاملة، وتُعَدُّ كذلك رباطا اجتماعيا حقيقيا يجسد علاقة القرب بفضل اتساع شبكة وكالاته البريدية التي تفك عزلة أكثر المناطق النائية بالمملكة المغربية الشريفة، وتوفر الإمكانية أمام جميع المواطنات والمواطنين المغاربة ليحافظوا على التواصل في ما بينهم بمختلف المناطق بربوع المملكة، ومع الخارج.

وبقدر افتخار القائمين على تدبير شؤون هذه المؤسسة المواطنة، بجودة خدماتها البريدية التي توفرها لفائدة عموم المواطنين المغاربة بمختلف المناطق النائية بالعالم القروي، والتي يسهر على تقديمها بتفان وأمانة مسيرو الوكالات البريدية القروية.

فإن الوقفتين الإحتجاجيتين الأخيرتين اللتين نطمهما المكتب التنفيذي للتنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية القروية بالمغرب المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية للبريد العضو  في المركزية النقابية الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، يومي 8 و 9 يناير 2018 بساحة المقر الإجتماعي لبريد المغرب بالرباط، واللتين تميزتا بمشاركة وازنة للوكالاتيات والوكالاتيين الذين توافدوا من كل أنحاء الوطن، رغم قساوة الأجواء الشتوية، وشدة البرد القارس، وانقطاع الطرق بالثلوج، إيمانا منهم بعدالة قضيتهم المصيرية، ودفاعاً عن مطالبهم النقابية المشروعة، والمتمثلة أساسا في ضرورة :

1 • فتح حوار جاد ومسؤول مع الإدارة العامة لمعالجة هذا الملف الذي يعتبر وصمة عار على بريد المغرب.

2 • إعادة النظر في التعامل مع هذه الفئة من المواطنات والمواطنين المغاربة ساكنة العالم القروي، لإنصافها من خلال المشروع الحالي لتعديل النظام الأساسي للمستخدمين، باعتبار مسير الوكالة البريدية مستخدماً ما دام يقوم بكل الخدمات البريدية، ويتحمل مسؤوليات مادية ومعنوية جسيمة، وهو مجبر بقضاء ثمان ساعات يومياً في عمله.

3 • تغيير الإطار القانوني المجحف في حق مسيري الوكالات البريدية، والذي تحتمي به الإدارة لاستغلالهم دون مراعاة لإنسانيتهم وكرامتهم.

4 • إدماج ذوي الأقدمية منهم وترتيبهم في السلاليم المناسبة.

5 • إيجاد صيغ ملائمة لجبر ضرر الذين تجاوزوا السن القانوني، وإنصاف من أفنوا زهرة شبابهم في خدمة البريد دون الإستفادة من أي شيء يذكر في النهاية.

6 • تمكين المسيرين من الحقوق الإجتماعية والعطل السنوية.

7 • إيجاد حلول مناسبة لإرجاع المطرودين تعسفا، أو بعدما تم فتح مكتب بريدي جديد بالجماعة.

وهذه المطالب كلها قابلة للمناقشة البناءة، كلما بادرت إدارة مؤسسة البريد إلى فتح حوار جاد ينسجم مع روح التوجيهات الملكية السامية لقائد البلاد ورائد وحدتها ونهضتها، وراعي سلمها الإجتماعي واستقرارها الأمني، جلالة المنصور بالله أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.

حوار جاد يعتمد في أدبياته وسلوكاته على ثقافة الإصغاء والإقناع، ويحفظ :

*لمؤسسة البريد سمعتها الوطنية والإقليمية والدولية، وجديتها في مدى إلتزامها اللامشروط بمقومات ومرتكزات دولة الحق والقانون والمؤسسات.

*وللوكالاتيات والوكالاتيين حقهم المشروع في الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ومقومات العيش الكريم.

جدير بالذكر أن الوكالاتيات والوكالاتيين رفعوا خلال وقفاتهم الإحتجاجية أمام المقر الإجتماعي لبريد المغرب لافتتين طالبوا من خلال إحدها الإدارة المسؤولة بتسوية وضعيتهم، واستنجدوا من خلال اللافتة الثانية بالسيد رئيس الحكومة من أجل إنصافهم من الهشاشة والتهميش لكونهم يعيشون أوضاعا إجتماعية مزرية، براتب شهري 425 درهم بدون تغطية صحية ولا حقوق اجتماعية.

لكل ذلك ومن أجله، أصدرت التنسيقية التنسيقية الوطنية لمسيري الوكالات البريدية بالعالم القروي، وبتأطير من الجامعة المغربية للبريد المنضوية تحت لواء الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بتاريخ 05 فبراير 2018 بيانا تصعيديا، أعلنت من خلاله عن عزمها تنظيم إعتصام مفتوح لمدة ثلاثة أيام متتالية بتاريخ 5 و 6 و 7 مارس 2018، مع تنظيم مسيرة احتجاجية من المقر الإجتماعي لبريد المغرب إلى مقر البرلمان، مروراً بساحة البريد المركزي بالرباط.

غير أنه وبالموازاة مع ذلك، يبقى أمل أعضاء التنسيقية الوطنية ومنخرطيها كبير، وتطلعاتهم أكبر ،في أن يتبنى السيد رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني ملفهم الإجتماعي، بالنظر إلى جديته المعهودة في تناول الملفات الإجتماعية الشائكة، وسعيه الحثيث إلى حلحلتها في وقت وجيز، صونا لكرامة المستخدمين المستضعفين العمود الفقري للفئات الإجتماعية الهشة، وضمانا لإجبار الشركات المساهمة على الإنخراط الفعلي والجدي في الإحترام الواجب لأسس ومرتكزات ومقومات دولة الحق والقانون والمؤسسات، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.


3 تعليقات

أضف تعليقا ←

  1. عزالدين علاء قال:

    شكراً جزيلاً للسيد مدير جريدة علوي بريس على هذه المبادرة الإنسانية، وهذا المقال الرائع والدعم الكريم لهذه الفئة المهمشة من عمال البريد.
    تستحقون كل الإحترام والتقدير !
    جزاكم الله خيرا

  2. عزالدين علاء قال:

    نتمنى ونسأل الله أن يصل هذا النداء الإنساني إلى السيد المدير العام لبريد المغرب وإلى السيد رئيس الحكومة بصفته رئيس المجلس الإداري لبريد المغرب وأن تلين قلوبهما وتحن على هذه الشريحة من أبناء الوطن.

  3. محمد ازكاغ قال:

    شكرا جزيلا لكم على دعم هذه الشريحة المسحوقة من المواطنين المغلوبة على امرها والمرغمة على العيش براتب لا يتجاوز 425درهم في الشهر بينما ينعم المسؤولون على قطاع البريد باجور مرتفعة وتعويظات خيالية

اترك تعليقاً