توجيهات ملكية سامية تحث على النهوض بأملاك الأوقاف العامة، والرفع من مردوديتها لضمان إسهامها في التنمية المستدامة للبلاد

توجيهات ملكية سامية تحث على النهوض بأملاك الأوقاف العامة، والرفع من مردوديتها لضمان إسهامها في التنمية المستدامة للبلاد

في أفق تثمين الأوقاف العامة والحفاظ على أملاكها، وضمان حسن تدبيرها للرفع من مردوديتها، وجعلها رافعة أساسية للإسهام في التنمية المستدامة للبلاد.

وجه أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، يومه الجمعة 5 يناير 2018، رسالة سامية إلى كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس المجلس العلمي الأعلى، ضمنها حفظه الله ورعاه بتوجيهاته السامية بشأن مواصلة إصلاح الأوقاف العامة بربوع المملكة.

حيث ذكّرت هذه الرسالة الملكية بالمبادرات التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه، من منطلق مهامه الدينية والدستورية للارتقاء بمؤسسة الأوقاف، سواء في ما يتعلق بإطارها القانوني، أو بآليات التسيير والمتابعة الخاصة بها، ومن ضمنها إصدار مدونة الأوقاف، وإقامة المجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة. 

ومما جاء في هذه الرسالة السامية :

“نذكركم بداية بالأهداف الأساسية لهذا الإصلاح، ألا وهي الحفاظ على أملاك الأوقاف العامة، والرفع من مردوديتها، والنهوض بها، لضمان إسهامها بقدر أكبر في التنمية المستدامة للبلاد، وذلك وفقا لمقتضيات مدونة الأوقاف ولروح الوقف”.

ووفق البلاغ الصادر عن الديوان الملكي، فإن جلالة الملك نصره الله أصدر توجيهاته السامية إلى الإدارة المكلفة بتدبير هذه المؤسسة، إلى إعداد مشروع استراتيجية على المدى الطويل، تهدف إلى تحديث أساليب تسييرها، ورفعه إلى نظره السديد، داخل أجل ستة أشهر، على أن يصاغ هذا المشروع في سياق يأخذ بعين الاعتبار، الإكراهات الملزمة والفرص المتاحة على حد سواء، كما ينبغي أن يكون مفصلا بما فيه الكفاية من حيث الأهداف المتوخى بلوغها، والوسائل المسخرة، ونوعية الأداء المنشود، مع تحديد جدول زمني دقيق للتنفيذ. 

 الرسالة الملكية ذكرت بالأهداف الأساسية لهذا الإصلاح، ألا وهي الحفاظ على أملاك الأوقاف العامة، والرفع من مردوديتها، والنهوض بها، لضمان إسهامها بقدر أكبر في التنمية المستدامة للبلاد، وذلك وفقا لمقتضيات مدونة الأوقاف ولروح الوقف، على أن تعتمد هذه الاستراتيجية ضمن أولوياتها، على الجرد النهائي لمجمل الأملاك الوقفية العامة، فضلا عن التدابير الواجب اتخاذها للحفاظ عليها، سواء على المستوى القانوني أو المادي.

وبالإضافة إلى ذلك، أورد البلاغ أنه :

“يجب أن ترتكز هذه الاستراتيجية على سياسة طموحة وواقعية، لاستثمار وتثمين رصيد الأوقاف العامة، مع الحرص على أن تكون كل المشاريع لصالحها”

مؤكدا ان هذه الاستراتيجية، بعد موافقة الملك عليها، ستشكل مرجعا ملزما للإدارة المكلفة حين وضعها للميزانيات السنوية المتعاقبة، وللمجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة، في التقييمات الدورية التي ينجزها.

وبخصوص آراء المجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة، ذات الصلة باحترام الشريعة، أورد البلاغ أنها ملزمة للإدارة المكلفة بتدبير الأوقاف العامة، فإنها ستخضع من الآن فصاعدا، لمصادقة المجلس العلمي الأعلى، الذي سيتكفل بإبلاغ قراره لكل من إدارة الأوقاف والمجلس المكلف بالمراقبة، مشيرا إلى أنه يتعين على إدارة الأوقاف العامة أن تلتزم التزاما تاما بالمساطر وبالإجراءات المتعلقة بتنظيم الميزانية، وبمجال المالية والمحاسباتية، وكذا بتلك المرتبطة بالنفقات العمومية.

ونبهت الرسالة الملكية إلى ضرورة حرص الإدارة المسؤولة على تدبير الأوقاف العامة على الاستفادة من الملاحظات والتوصيات الوجيهة التي يقدمها المجلس الأعلى لمراقبة مالية الأوقاف العامة، والمتمخضة عن عمليات التدقيق والتقييم الموكولة إليه، قصد تصحيح الاختلالات وأوجه القصور التي يتم الكشف عنها.

كما يتعين على المجلس الأعلى لمراقبة ميزانية الأوقاف العامة، أن يعتمد من الآن فصاعدا قاعدة التعارض في تقريره السنوي الذي يرفع إلى السدة العالية بالله، بتضمينه جزءا مخصصا لأجوبة الوزير المكلف بالأوقاف.

وأكد جلالة الملك حفظه الله ورعاه على ضرورة احترام التوجيهات الواردة في هذه الرسالة، داعيا إلى تفعيلها الفوري، وإطلاعه مستقبلا على نتائج التقارير السنوية في هذا الشأن، علما بأن التعديلات الضرورية التي ستعرفها الآلية القانونية ذات الصلة ستصدر عما قريب”.


اترك تعليقاً