ما معنى المسؤولية، إذا تمادت جماعة فاس في تجاهل الوقفات الإحتجاجية لمطرودي سيتي باص، وأجبرتهم مكرهين على اللجوء إلى التصعيد؟ 

ما معنى المسؤولية، إذا تمادت جماعة فاس في تجاهل الوقفات الإحتجاجية لمطرودي سيتي باص، وأجبرتهم مكرهين على اللجوء إلى التصعيد؟ 

لك الله يا مدينة فاس بصيغة الرثاء، يا مدينة العلم والعلماء، والشرفاء والنبلاء، والفقهاء والأولياء، والوطنيين المخلصين الأوفياء الأبرار.

ولكم الله كذلك يا مطرودي سيتي باص، يا من أصبحتم عرضة للتشرد والبطالة والهشاشة والفقر والتفكك الأسري، والإصابة بالأمراض المزمنة، بعد أن خاب ظنكم في منتخبي جماعة فاس برئاسة الفقيه الدكتور والوزير السابق ادريس الآزمي الإدريسي، أو كما يلقبونها في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ب “مولاي ادريس الثالث”.

نعم خاب ظن مطرودي سيتي باص في ممثليهم في مجلس جماعة فاس، وأصيبوا بالإحباط الشديد، بعد تنظيمهم لثلاث وقفات احتجاجية سلمية حضارية راقية متتالية ” أيام الأربعاء والجمعة والثلاثاء 9 و11 و15 غشت 2017″، أمام مقر جماعة فاس.

لكن مع كامل الأسف بدون جدوى، حيث ناشدوا من خلالها عمدة المدينة ادريس الآزمي بتمكينهم من مستحقاتهم المشروعة من التصفية الإدارية إستنادا إلى المحضر المنجز منذ عدة شهور من طرف المصفي نجيب جغيمة عن وزارة الداخلية، والمصفي مولاي ادريس تيمون عن وزارة الإقتصاد والمالية، اللذين تم تكليفهما من طرف الجهات المعنية بمهمة حصر وتحيين الديون الإجتماعية والتجارية التي بذمة الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس سابقا، على اعتبار أن هاته المستحقات المالية تندرج ضمن الديون الاجتماعية التي بذمتها، والتي ينتظرون بفارغ الصبر الإستفاذة من نصيبهم منها “قل منه أو كثر”، نصيبا مفروضا لا جدال فيه بقوة القانون، 

غير أن هاته الوقفات الإحتجاجية المتتالية الثلاث مع كامل الأسف، لم يتم التعامل معها من طرف منتخبي جماعة فاس، بما تفرضه هاته المرحلة الحساسة من ضرورة إلتزامهم بمضامين خطاب العرش الأخير، وكذا تبنيهم لاستراتيجية الإصغاء والإقناع، بالإضافة إلى اعتمادهم ثقافة الحوار البناء من أجل انهاء هاته الأزمة، تفاديا لأي احتقان أو تصعيد قد لا يحمد عقباه.

إلى متى سيتسمر هذا التجاهل الغير مبرر لعضوات وأعضاء جماعة فاس لهاته الوقفات الإحتجاجية المتتالية؟

إلى متى سيستمر تعامل ولاية جهة فاس مكناس وجماعة فاس، مع مستحقات مطرودي سيتي باص المشروعة، وانتظاراتهم الإجتماعية، ومعاناتهم اليومية، بصيغة :

كــــم حــــــاجة قضينـــــــاها بتركهــــــا !!!

وفي الأخير وليس بأخير، وجب التذكير ببعض مضامين  الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه إلى الأمة بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى الثامنة عشرة لتربع جلالته نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، حيث قال جلالته حفظه الله ونصره :

   وما معنى المسؤولية، إذا غاب عن صاحبها أبسط شروطها، وهو الإنصات إلى انشغالات المواطنين؟ 

ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك، ولا يقومون بواجبهم؟

 ” كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة ، وإما أن تنسحبوا”

بعد كل ما تم ذكره، والتذكير به على هامش المواكبة الإعلامية لهاته الوقفات الإحتجاجية السلمية أمام مقر جماعة فاس، وكذا أمام مقر ولاية جهة فاس :

هل سيتدخل السيد والي جهة فاس مكناس رسميا، بكل ما يملك من مسؤوليات سلطوية، وما يتوفر عليه من اختصاصات ولائية، من أجل التحفيف من حدة الإحتقان المنتشر في صفوف مطرودي سيتي باص، وتمكينهم من مستحقاتهم المالية من التصفية الإدارية، وخصوصا أنهم لمحوا عدة مرات إلى إمكانية لجوئهم إلى اتخاذ أشكال نضالية تصعيدية :

“اعتصام مفتوح داخل مقر جماعة فاس، والإنتقال بعد ذلك إلى خوض إضراب عن الطعام مفتوح إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعه”، وذلك خلال الأسبوع المقبل، أي بعد تخليدهم بفخر واعتزاز لذكرى ثورة الملك والشعب، وكذا احتفالهم بعيد الشباب المجيد، احتفالا يجسد مقومات تحية إجلال وإكبار وتعظيم لقائد هذه الأمة وضامن وحدتها وعزتها، جلالة المنصور بالله، أمير المؤمنين الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه، ناصر المظلومين، وأنيس المستضعفين، والسند الكبير لذوي الإحتياجات الخاصة وعموم المعوزين، وكافة المواطنين.


  1. مادا يريدون منااااا ؟
    مادا يريدون من ملكناااأ ؟
    مادا يريدون من وطننااااا؟
    نحت مواطنين نريد أن نعيش سالمين مع مسؤولين عادلين

  2. Issam قال:

    شكرا للأخ العوي محمد.وأشاطركم الرأي في نضالكم السليم. وأقول للسادة المنتخبين وعلى رأسهم السيد عمدة فاس أن يالتقوا الله في أنفسهم وفي هذه الشريحةالمقهورة .وأذكرهم بأن هذه الشريحة هي التي أوصلتهم إلى تلك المكاتب المكيفة
    والكراسي المريحة.
    عاش ملكنا أيدهالله بنصره.
    وعاش وطننا سلبما آمنا.

اترك تعليقاً