البيان الختامي والتوصيات المنبثقة عن الندوة الدولية بفاس حول موضوع : الغلو في الدين والتطرف العنيف والإرهاب

البيان الختامي والتوصيات المنبثقة عن الندوة الدولية بفاس حول موضوع : الغلو في الدين والتطرف العنيف والإرهاب

       من حق مؤسسة لسان الدين بن الخطيب للدراسات وحوار الحضارات في شخص رئيسها د محمد مزين ونائبه مدير الندوة الأستاذ الدكتور حميد لحمر، وعضوية الأستاذ سعيد بن عمر العمراني مدير المؤسسة والأستاذ المنظر محمد الشباب، أن تفتخر بالنجاح الكبير الذي حققته ندوتها الدولية التي احتضنتها مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة على مدى أيام 26 – 27 و 28 أبريل 2017 حول موضوع : 

  ظاهرة الغلو في الدين و التطرف العنيف و الإرهاب الإجرامي    

 قراءة في المفاهيم و المعالجة الأمنية و المقاربة المغربية

 

 ومن حق مدير هاته الندوة الدولية ومنسق أشغالها الأستاذ الدكتور حميد لحمر أن يعتز بالشهادات القيمة التي قيلت في حقه من طرف العديد من الأكاديميين والمفكرين المغاربة والعرب من دول الخليج العربي والمغرب العربي  وافريقيا جنوب الصحراء المشاركين في هاته الندوة، الذين أشادوا بالرعاية السامية لصاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، مبدع استراتيجية الأمن الروحي والعقائدي، ورائد ثقافة التسامج والتساكن، والوسطية والإعتدال، وحوار الأديان والثقافات وتقارب الحضارات، وتعايش الأقليات.

الجلسة الختامية لهاته الندوة الدولية التي ترأسها أشغالها رئيس مؤسسة لسان الدين بن الخطيب للدراسات وحوار الحضارات الدكتور محمد مزين عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، تميزت بالكلمة الراقية التي ألقاها فضيلة الدكتور سيف بن راشد الجابري من دولة الإمارات العربية المتحدة بإسم جميع المشاركين الأجلاء.

والكلمة التقديرية التي ألقاها الدكتور الكتاني نائب عميد كلية الشريعة بفاس، وكذا البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله، بالإضافة إلى البيان الختامي والتوصيات التي ألقاها الأستاذ الدكتور حميد لحمر، والتي يسرنا أن ننشر نصها الكامل لكل غاية مفيدة : 

      البيـــــــــان الختــــــــامي و التوصيــــــــــات

       بسم الله الرحمن الرحيم 

 و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين

في خضم أحداث العنف المتلاحقة، وموجات الغلو والتطرف التي يعاني العالم اليوم آلامها، و التي ألقت بظلالها الكثيفة على كثير من دول العالم، العربي والإسلامي و الغربي، فهددت أمنه ونازعته سلامته و عافيته.

– وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده.

– وفي  إطار المساهمة  في مكافحة الغلو و التطرف المفضيين إلى الإرهاب الإجرامي.

 وبشراكة مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله ممثلة بكلية الشريعة مختبر اللغات والحوار الديني وكلية الطب والصيدلة.

وبدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، ومجلس جماعة فاس، ومقاطعة المرنيين، ومقاطعة سايس، ومقاطعة فاس المدينة، ومقاطعة أكدال، وجماعة المشور فاس الجديد.

نظمت مؤسسة لسان الدين ابن الخطيب للدراسات و حوار الحضارات، ندوة علمية دولية برحاب كلية الطب والصيدلة وكلية الشريعة في موضوع :

                             ظاهرة الغلو في الدين و التطرف العنيف و الإرهاب الإجرامي

                               قراءة في المفاهيم و المعالجة الأمنية و المقاربة المغربية

                            أيام : الأربعاء و الخميس و الجمعة 26/27 /28 أبريل 2017

اشتملت على محاور سبعـة  :

-1-  التحـديد لمفاهـيم مصطلحات : الغـلـو ،و التـطـرف ، و الإرهـاب ، والوسطية ،و الاعتدال ،و الألـفاظ ذات الصـلة .

-2- أسـباب نشوء ظاهرة الغلـو في الدين والتطـرف العنيف في العالم الإسلامي ، و مسببات انتقالها و تناميها في الـغرب  .

-3-  دور الإعـلام و تقـنيـات الاتـصال الحديثـة في  تـنامي ظاهـرة الغـلـو  والتـطـرف والإرهـاب.

-4- ظـــــاهـــرة اســـتـــغــلال الـعــنـصر الـنـســوي في الـــترويــــج للأفـــكــار الـمتـطرفـــة والــتـنـــظـــيمـــات الإرهــــــــــابـــيـــة.

-5- دور المجـتمعات المـدنيـة والمؤسسات الدينية و الأكاديمية، في مكافحة الغـلـو و التـطـرف والإرهـاب.

6- ظـاهـرة الحـركات  الانفـصـالية و دورهـا في تغذيـة الغـلـو  و الـتطـرف و أثرها على الإرهـاب.

-7- الـمـقـاربـة المغربيـة المعتمدة في مكافحـة التطـرف العنيف والإرهـاب، وحظـوة الاعتراف على المستوى الدولي.

و قد حضر الندوة جمع من الأساتذة الباحثين، والعلماء، و الطلبة الباحثين في مرحلة الدكتوراه، و مهتمين من المجتمع المدني، ورجال الإعلام، و الصحافة المرئية و المكتوبة .     

وأديرت أشغال المؤتمر موزعة بين كلية الطب و الصيدلة في اليوم الأول و صبيحة اليوم الثاني عرضت خلالها أزيد من عشرين مداخلة، و في مساء اليوم الثاني قدمت ثمان مداخلات برحاب كلية الشريعة، وختم اللقاء بأربع مداخلات في كلية الطب و الصيدلة صبيحة يوم الجمعة 28 أبريل 2017 .

و بعد ثلاثة أيام من المدارسة والمناقشات العلمية الجادة المستفيضة التي أطرها عدد من الباحثين من المملكة المغربية، وباحثين من اثنتي عشر دولة شقيقة من :

سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسوريا، و دولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، و جمهورية ساحل العاج، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، ودولة ليبيا، والدنمارك، و باحثين أكادميين من اليمن و السنغال ،وقد انتهى المتدخلون بالتنويه على اختيار موضوع ظاهرة الغلو في الدين و التطرف العنيف و الإرهاب، مجالا للمدارسة وبإجماعهم  على نجاح الندوة، و أنها قد حققت المقاصد والأهداف التي نظمت لأجلها، ثم  التنويه كذلك بالعناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لموضوع الإرهاب، و رعايته السامية لجميع المبادرات الرامية إلى التصدي لهذه الظاهرة، و حرصـه الشديد على المتابعـة الشخصية للموضـوع  .

  واتفقوا على إصدار  التوصيات التالي  :

1-  إشادة جميع المشاركيـن  بالمقاربة المغربية المعتمدة في محاربة ظاهرة الإرهاب، و تنوع الوسائل المعتمدة في التـصدي لها و نجاعتها، و اعتبارها نموذجا يقتدى به.

02 : الإشادة بجهود المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة في مجال معالجة موضوع الغلو في الدين و التطرف العنيف،  من خلال برامجها و أنشطتها التربوية و الثقافية.

03 : التنويه برجوع المملكة المغربية لشغل كرسيها بالمنظمة الإفريقية حتى تلعب دورها الأساس في المساهمة في مكافحة التطرف و الإفادة بتجربتها الرائدة ، للمساهمة في نشر الأمن و الاستقرار بالقارة الإفريقية .

04- إعلان المغرب أول دولة في العالم في محاربة الغلو و التطرف و الإرهاب بمنهج شمولي تكاملي اندماجي يشمل مكافحة هذه الظاهرة مع احترام حقوق الإنسان.

05/ على غرار قانون تجريم معاداة السامية تلتمس الندوة من السيد الأمين العام للأمم المتحدة إقرار قانون يجرم معاداة الأديان الإبراهيمية السماوية الثلاث.

06- العمل على تفعيل التوجيهات  السامية لصاحب الجلالة بنشكيل حلف يجمع جميع الأديان في محاربة الإرهاب.

07 : اعتبار الحركات الانفصالية مصدر أساس لإيواء رؤوس منظري التطرف و الإرهاب بمختلف أنواعه ، و أنه لابد من تحسيس الجهات الدولية المعنية بمخاطر هذه الظاهرة.

08: استنكار المشاركين ظاهرة استغلال الأطفال و العنصر النسوي في التهيئ للعمليات الإرهابية ،مع الحث على ضرورة توعيتها بدورها الأساس، و المهام النبيلة التي خلقت لأجلها، و على الخصوص التربية و التكوين لرجال المستقبل الصالحين. 

09 : وضع برامج تربوية و تعليمية و إعلامية لنشر ثقافة الوسطية و الاعتدال بين الشباب.

10 : فتح باب الحوار مع المغالين إعلاميا حتى يكون العالم الإسلامي و العالمي على علم و قناعة بمنطلقاتهم .

11 : دعم مراكز البحث و الدراسات الخاصة بمجابهة التطرف الفكري ، يسيرها متخصصون في الميدان.

12 : دعم الأصوات و الأفكار الداعية إلى تحديث القنوات السمعية –البصرية بما يتناسب و المقاربة المعرفية و العلمية المطلوبة، وإبراز العلماء و تشجيعهم للظهور على مختلف القنوات السمعبة البصرية.

13 : التأكيد على أن كل الفرق و الجماعات المسلحة و المليشيات الطائفية التي استعملت العنف و الإرهاب في وجه أبناء الأمة رافعة – زورا و بهتانا- رايات دينية، هي جماعات آثمة فكرا، و عاصية سلوكا، و ليست من الإسلام الصحيح في شيء.

14 : يدعو المؤتمر إلى لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام ، و إشاعة العدل ، في إطار احترام التعدد العقدي و المذهبي و الاختلاف العنصري.

15 : دعوة دول العالم العربي و الإسلامي إلى محاولة ترتيب تعاونها ، و تطوير آليات هذا التعاون بما يحقق الاستقرار و الأمن و الازدهار.

16 : ضرورة طبع أعمال هذه الندوة و توزيعها على أوسع نطاق .

وفي الختام تتوجه اللجنة المنظمة والمشاركون في الندوة من المملكة المغربية والضيوف من خارج المملكة، بالشكر الجزيل لكل من أسهم في إنجاح هذه التظاهرة العلمية، و تخص بالذكر :

-جامعة سيدي محمد بن عبد الله

-و الشكر لكلية الطب و الصيدلة  –

 و مختبر اللغات و التواصل الديني بكلية الشريعة

-المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة  –إيسيسكو-

-ومجلس الجالية المغربية بالخارج.     

  و مجلس فاس وجميع المقاطعات بفاس.

و الشكر موصول لضيوفنا الكرام الذين تجشموا عناء السفر من بلدانهم المختلفة متمنين لهم مقاما طيبا و عودة سالمة  غانمة بإذن الله، و نعتذر لهم عن كل تقصير أو إهمال غير مقصود.

                                         و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

                                                                 رئيس اللجنة المنظمة للندوة 

                         أ/ الدكتور حميد لحمر / معد الندوة المنسق العام

 


اترك تعليقاً