هل تجاهل RADEEF لمعاناة ساكنة أولاد الطيب، مرده عدم استيعاب التوجيهات الملكية السامية؟

هل تجاهل RADEEF لمعاناة ساكنة أولاد الطيب، مرده عدم استيعاب التوجيهات الملكية السامية؟

من حق رئيس جماعة أولاد الطيب النائب البرلماني رشيد الفايق أن يترافع بكل ما أوتي من قوة وجرأة وشجاعة عن حق ساكنة جماعته في الإستفاذة من جودة الخدمات، والإستمتاع برونق وجمالية البنيات التحتية المحدثة مؤخرا بتراب هاته الجماعة الواعدة، والتي صرفت عليها الدولة ملايين الدراهم في إطار برنامجي فك العزلة  عن العالم القروي، والتأهيل الحضري للمدن الصاعدة “جماعة أولاد الطيب نموذجا”، كما جاء في تعقيب السيد الباشا رئيس دائرة أحواز فاس، على هامش انعقاد اللقاء التشاوري الذي نظمته الجماعة الترابية أولاد الطيب بشراكة مع الهيئة الإستشارية للمساواة ومقاربة النوع وتكافئ الفرص برئاسة الأستاذ محمد الشرايطي، صباح أمس الأربعاء 15 مارس 2017.

رئيس جماعة أولاد الطيب النائب البرلماني رشيد الفايق كان ترافعه قويا ومنطقيا بخصوص مخلفات الأشغال التي أوكلت إدارة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس RADEET القيام بها بتراب الجماعة إلى بعض المقاولات التي لا تحترم دفتر التحملات، من قبيل الحُفَر العميقة بالطرق والمسالك على وجه الخصوص، بالإضافة إلى عدم احترامها لأوقات انجاز هاته الأشغال “أيام الأحد والأعياد االرسمية، وحتى بالليل”، ناهيك عن عدم توفرها على الترخيض من طرف مصالح الجماعة في بعض الأحيان، وهي نفس المخالفات التي أكد السيد الباشا رئيس دائرة أحواز فاس، معاينته لها ميدانيا.

النائب البرلماني السيد رشيد الفايق، وبعد تلقيه العديد من الشكايات في هاته النازلة من طرف سكان الجماعة، وبالموازاة مع ذلك عدم استجابة الإدارة العامة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بفاس RDEEF لعقد اجتماع رسمي من أجل تدارس هذا المشكل من جميع حوانبه، وذلك في أفق إنهاء معاناة السكان، إلتمس من السيد والي جهة فاس مكناس التدخل رسميا من أجل عقد هذا الإجتماع بمقر ولاية الجهة وتحت رئاسته، لأن المعاناة مع هذه الحفر تزداد يوما بعد يوم، بفعل عوامل الطقس “التساقطات المطرية التي تغمرها، حيث تحجب رؤيتها عن أصحاب السيارات والدراجات النارية وحتى الراجلين الوافدين على الجماعة، مما يتسبب في خسائر مادية وعرقلة في حركة المرور”، كما عمد رئيس جماعة أولاد الطيب إلى تجديد التذكير بهذا الملتمس أمام أنظار السيد الباشا على هامش انعقاد هذا اللقاء التواصلي.

السيد الباشا رئيس دائرة أحواز فاس، أكد كذلك أمام فعاليات المجتمع المدني وأعضاء الهيئة الإستشارية للمساواة ومقاربة النوع وتكافئ الفرص، والمنتخبين، وممثلي المصالح الخارجية، وممثلي وسائل الإعلام، أن السيد والي الجهة مشكورا أوكل في وقت سابق من هذا اللقاء إلى السيد الكاتب العام لعمالة فاس مهمة التحضير لهذا الإجتماع وعقده بمقر ولاية الجهة، ودعوة الأطراف المعنية للمشاركة في أشغاله.

وأمام كل ما سبق سرده أحداث ووقائع، أسئلة جوهرية استأثرت بإهتمام الرأي العام بجماعة أولاد الطيب نذكر إحداها :

هل عدم استجابة الإدارة العامة للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهراباء بفاس لعقد اجتماع مع مجلس الجماعة الترابية أولاد الطيب من أجل دراسة الأوضاع المقلقة وإنهاء معاناة السكان مع مخلفات بعض الأشغال المنجزة، مرده إلى عدم استيعاب بعض المسؤولين بهاته الإدارة الخدماتية لمضامين الخطاب الملكي السامي أمام نواب الأمة بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية، أم أن هناك ضعف في التواصل مع المنتخبين بعيدا عن أي تجاهل مقصود، أو سوء نية مبيتة؟

ولكل غاية مفيدة، وجب التذكير بمضامين الخطاب الملكي السامي السالف ذكره أعلاه، والتي بدونها لا يمكن الحديث عن أي تخليق للإدارة المغربية تماشيا مع التوجيهات الملكية الواردة في هذا الخطاب، حيث قال جلالته حفظه الله ونصره بخصوصها :

يقال كلام كثير بخصوص لقاء المواطنين بملك البلاد، والتماس مساعدته في حل العديد من المشاكل والصعوبات.

وإذا كان البعض لا يفهم توجه عدد من المواطنين إلى ملكهم من أجل حل مشاكل وقضايا بسيطة، فهذا يعني أن هناك خللا في مكان ما.

أنا بطبيعة الحال أعتز بالتعامل المباشر مع أبناء شعبي، وبقضاء حاجاتهم البسيطة، وسأظل دائما أقوم بذلك في خدمتهم .

ولكن هل سيطلب مني المواطنون التدخل لو قامت الإدارة بواجبها ؟

الأكيد أنهم يلجؤون إلى ذلك بسبب انغلاق الأبواب أمامهم ، أو لتقصير الإدارة في خدمتهم ، أو للتشكي من ظلم أصابهم.

حضرات السيدات والسادة البرلمانيين :

إن المرافق والإدارات العمومية، تعاني من عدة نقائص ، تتعلق بالضعف في الأداء، و في جودة الخدمات، التي تقدمها للمواطنين.

كما أنها تعاني من التضخم ومن قلة الكفاءة ، وغياب روح المسؤولية لدى العديد من الموظفين.

إن الإدارة تعاني بالأساس من ثقافة قديمة لدى أغلبية المغاربة.

فهي تشكل بالنسبة للعديد منهم مخبأ، يضمن لهم راتبا شهريا، دون محاسبة على المردود الذي يقدمونه.

غير أن المسؤولية تتطلب من الموظف، الذي يمارس مهمة أو سلطة عمومية ، تضع أمور الناس بين يديه، أن يقوم على الأقل بواجبه في خدمتهم والحرص على مساعدتهم .

أملنا كبير، وتطلعاتنا أكبر، في أن يتم القطع مع جميع الممارسات التي تسيء سلبا إلى سمعة الإدارة المغربية، هاته الإدارة التي يحرص صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، على جعلها إدارة مواطنة حسنة الاستقبال، قريبة من المواطنين ورهن إشارتهم، تنكب بجدية وإخلاص على معالجة الملفاة والوثائق، وترقى إلى تطلعاتهم وانتظاراتهم، معتمدة في ذلك على الرفع من جودة الخدمات وترسيخ أخلاقيات المرفق العام.


اترك تعليقاً